تحاول أطراف لبنانية مختلفة أن تطوق مخلفات قرار السعودية بوقف دعمها المالي والعسكري للبنان بسبب سيطرة حزب الله على القرار الرسمي وربط البلاد بالسياسات الإيرانية.

وأكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام على أن لبنان عربي الهوية والانتماء ومتمسك بالإجماع العربي في القضايا المشتركة، وذلك ردا على مآخذ سعودية وخليجية بأن قرار بيروت صار مرتهنا لحسابات حزب الله.

وحث بيان لمجلس الوزراء سلام على التحرك لـ”تصويب العلاقة بين لبنان وأشقائه”، وإجراء الاتصالات اللازمة مع قادة المملكة ودول مجلس التعاون تمهيدا للقيام بجولة خليجية.

وناشد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بدوره الرياض عدم التخلي عن لبنان.

ويتخوف مراقبون من أن تتمسك الرياض بموقفها، ما سيحدث أزمة كبرى في لبنان، خاصة أن سقف الدعم السعودي كبير ولا توجد أي جهة إقليمية قادرة على تعويضه.

وقال مراقب سياسي لبناني “كان من المفترض أن تتنبّه الحكومة اللبنانية باكرا إلى خطورة تحوّل البلد قاعدة إيرانية ووزير خارجيته بدلا عن ضائع من وزير الخارجية الإيراني، فضلا عن أنه لا يوجد ما يضمن عدم استفادة حزب الله من المساعدات السعودية”.

وتساءل في تصريح لـ”العرب”، “ما هي المصالح السعودية في لبنان؟ يستطيع السعودي الذهاب إلى أيّ مكان آخر في العالم في حال كان يريد السياحة. ماذا لدى لبنان يقدّمه أكثر مما تستطيع أن تقدّمه تركيا على سبيل المثال وليس الحصر”.

وأضاف “الثابت أن لبنان في وضع لا يحسد عليه. مصيبة إذا استقالت الحكومة ومصيبة إذا لم تستقل. ما صار مطروحا صراحة كيف تتصرّف الحكومة للحدّ من الأضرار الناجمة عن اعتبار حزب الله البلد ملكا له وتابعا لإيران”.

وتمنى نضال طعمة النائب عن كتلة تيار المستقبل “أن تتراجع السعودية عن قرارها، وتقدر وضع لبنان الذي يعاني من تعنت فريق يلتزم بالقرارات الإيرانية”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن حزب ينسى ما فعلته السعودية بعد حرب تموز 2006 حيث قامت بتمويل بناء أكثر من 55 ألف وحدة سكنية”، مشددا على أن “ما يجب التأكيد عليه هو أن قسما كبيرا من اللبنانيين يثمنون غاليا كل ما قدمته السعودية، ويتمنون عليها ألا تأخذهم بجريرة ما يقوم به الحزب المسلح”.

 

 

المصدر العرب