مفارقاتان في خطاب السيد حسن نصر الله مساء السادس عشر من شباط في ذكرى شهداء حزب الله. الأولى: الحضور الإسرائيلي المُركّز في الساحة السورية،بنظر السيد، وذلك بهدف إسقاط النظام السوري ورئيسه تحديدا منذ اندلاع الثورة السورية قبل خمس سنوات.بوسط المشهد المُعقّد، وتلاطم المشاريع، واشتباك الفرقاء وتعدد أهدافهم وتقاطع مصالحهم، تبقى الصورة واضحة جلية عند السيد.

إسرائيل تتلاعب بالجميع، بدءا من الولايات المتحدة الأميركية، وصولا إلى القاعدة بفرعيها ،داعش والنُصرة، فضلا عن السعودية وتركيا، إلاّ أنّ صمود النظام وجيشه وحلفائه وداعميه هو الذي أحبط مخططات إسرائيل حتى اليوم، رغم الأحلام الاستعمارية للاتراك بعودة عزّ الخلافة العثمانية البائدة، ورغم مؤامرات النظام السعودي وأمواله الطائلة ،وأسلحته الفتاكة المقدرة بآلاف الأطنان، والتي ذهبت هباءّ، ودائما بفضل صمود النظام وجيشه وحلفائه.

وهاهو النظام على مشارف النصر، والأعداء على مشارف الفشل والخيبات، وإذ يُعبرون عن خيبتهم بالاستعداد للتدخل البري،فهذا لن يزيدهم في رأي السيد إلا خبالا وخسارة، وستبقى الكلمة الفصل للنظام ورئيسه وللمقاومة وراعيها وحاميها. الثانية: لم يأت الخطاب على ذكر الدور الروسي الفاعل في الميدان السوري، بدءاّ من عرقلة مشاريع القرارات في مجلس الأمن ،إلى دعم النظام عسكريا وماديا ودبلوماسيا ولوجستيا ، وأخيرا التدخل الحربي السافر بالطيران تحت حجّة محاربة داعش والإرهاب، حتى بات للدور الروسي في الأشهر الاخيرة العامل الحاسم والفاعل في مجريات الحرب السورية، ومع ذلك ،وكما قلنا لم يتطرق السيد لهذا العامل الفاعل ولو بالإشارة، ولعلّه يعتبر الجنود الروس ، بلا قياس وتشبيه، كالملائكة الذين شاركوا في حروب المؤمنين زمن الرسول، ووصفهم القرآن الكريم يوم حُنين بالجنود الذين لم تروها وعلى يدها يُعذّبُ الله تعالى الذين كفروا، وذلك جزاءُ الكافرين.