يملك حامل اللقب «برشلونة» فرصة تعزيز صدارته بفارق ست نقاط عندما يحل ضيفا على «سبورتينغ خيخون» الـ16 اليوم (الساعة 19.30 بتوقيت بيروت)، في مباراة مؤجلة من الأسبوع السادس عشر من الدوري الإسباني بكرة القدم.
وكان «برشلونة» اكتسح ضيفه «سلتا فيغو» (6 ـ 1)، الأحد الفائت في ختام الأسبوع الـ24، في مباراة شهدت حادثة مثيرة للجدل عندما حصل أصحاب الأرض على ركلة جزاء والنتيجة تشير إلى (3 ـ 1)، فتقدم أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي لتنفيذها، لكنه بدلا من تسديد الكرة باتجاه المرمى، قام بتمريرها إلى يمينه إلى الأوروغوياني لويس سواريز الذي أكمل الـ «هاتريك»، مفضلا إضافة تمريرة حاسمة إلى رصيده، بدلا من تسجيل هدفه الـ300 في الدوري.
بعد المباراة صرح مدرب «برشلونة» لويس إنريكه: «قد تعجب البعض. وقد لا تعجب البعض الآخر».
وبحسب مراسل «بي بي سي» في برشلونة أندي وست، احتفل أكثر من 70 ألف مشجع في مدرجات «كامب نو» بمزيج من الفرح والرضا والاستغراب، ومع عودة اللاعبين إلى منتصف الملعب أظهر مشجعو «برشلونة» امتنانهم بنشيد طويل ومتواصل لميسي، على الرغم من أن سواريز أكمل ثلاثيته، واحتفظ بصدارة ترتيب هدافي الدوري مع 23 هدفا، بفارق هدفين أمام نجم «ريال مدريد» ومنتخب البرتغال كريستيانو رونالدو.
وما عزز من قيمة الهدف أن ركلة جزاء مماثلة سُجلت في العام 1982 لـ «أياكس» عبر يوهان كرويف الذي يُعد أسطورة أخرى في «برشلونة» بعد تألقه في صفوفه لاعبا، ومن ثم قاده إلى النجاح مدربا.
حظيت «ركلة الجزاء غير المباشرة» من ميسي وسواريز بردود فعل متفاوتة، مع إطلاق اتهامات بعدم احترام الخصم من خلال تلك الحركة غير المتوقعة.
وليست المرة الوحيدة التي يُتهم فيها «برشلونة» بالعجرفة ويمكن اعتبار ركلة الجزاء جزءا من نقاش أوسع حول ما إذا كان العملاق الكاتالوني يبالغ في أخذ الأمور على محمل الجد لرغبته في تحقيق الفوز بطريقة مميزة.
وتم اتهام البرازيلي نيمار بشكل خاص باستغلال مهاراته الكبيرة في استفزاز خصومه وحتى إذلالهم، كما حصل العام الفائت عندما استفز لاعبي «أتلتيكو مدريد» في النفق المؤدي إلى أرض الملعب بعد مباراة الفريقين ضمن كأس إسبانيا.
وكان واضحا أن حادثة ركلة الجزاء يوم الأحد الفائت سبقها مباشرة مثال آخر على تألق نيمار، عندما حظي بتصفيق المشجعين المحليين عندما قام بـ «حركة القوس» لرفع الكرة من فوق رأس لاعب خصم قرب دائرة وسط الملعب.
قال نيمار إن ميسي كان يمرر الكرة له، لكن ربما كان من حسن حظ البرازيلي و «برشلونة» أن سواريز سجل الهدف، لأن حجة «عدم الاحترام» كانت لتحظى بحد أكبر لو كان نيمار صاحب الهدف.
على الأقل لم يشتكِ ضحية ميسي وسواريز، أي «سلتا فيغو». فالسؤال الأول الذي وجه إلى مدرب الفريق الضيف إدواردو بيريتز في المؤتمر الصحافي بعد المباراة كان إذا ما شعر بالإهانة، والذي كان جازما في رفض تلك الملاحظة بقوله: «مهاجمو برشلونة محترمون ويمكنهم تسجيل الأهداف كما يريدون. تم تنفيذ ركلة الجزاء بطريقة مختلفة، وهذا كل ما في الأمر».
وكان الرأي نفسه لمدافع «سلتا فيغو» غوستافو كابرال الذي أصر بدوره أنه لا يكن أي ضغينة تجاه «برشلونة» بقوله: «لقد تضايقت لأنهم سجلوا هدفا، وليس بطريقة تسجيله. إنها غريبة، وأمر لا نراه كثيرا. لم نكن مستعدين وكان يجب أن نأخذ في الحسبان تلك التفاصيل لكي لا ندفع الثمن».
وأظهر إنريكه ازدراءه بالجدل بقوله: «في هذا البلد، ركل أحدهم مقبول أكثر من ممارسة الألاعيب. نحن أول من يحترم خصمنا، ودافِعُنا تحقيق الفوز عبر كرة القدم. في حال سجل أحدهم هدفا ضدي بهذه الطريقة، لعدت إلى منتصف الملعب وتابعت المباراة».
الحجة نفسها قدمها قائد «برشلونة» أندريس إنييستا، الذي لرأيه ثقل كبير بسبب الاحترام الذي يحظى به في بلاده (حتى في مدريد)، لتسجيله الهدف الذي منح إسبانيا كأس العالم في العام 2010. وقال: «إنه أمر من الطبيعي أن يتحدث الناس عنه لأنه لم يكن عاديا. لكنه لم يكن يفتقد إلى الاحترام. نحن نحترم خصومنا ولا أعتقد أن هنالك حاجة للجدل».