ترتفع وتيرة المواجهات اليومية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية، وآخرها أمس، المواجهات العنيفة التي اندلعت في مخيم الأمعري المحاذي لمدينة رام الله، بعد قيام الجيش الإسرائيلي باقتحام المخيم في ساعات الفجر الأولى لاعتقال مسؤول في حركة «فتح»، ما أدى إلى إصابة 28 فلسطينياً بالرصاص الحي، أحدهم في الرأس، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
في هذه الأثناء، تتوالى قرارات المحكمة الإسرائيلية «الملتوية» والرافضة لإطلاق سراح الأسير المضرب عن الطعام، الصحافي محمد القيق، وآخرها أمس «اقتراحٌ» بنقله للعلاج في القدس، ورفض نقله إلى مستشفى في الضفة الغربية كما يطلب، وهو ما اعتبره محاموه متعارضاً مع القرار الأساسي السابق للمحكمة، والذي قضى بتعليق اعتقاله الإداري.
وانفجر الوضع داخل مخيم الأمعري لمدة ثلاث ساعات، بعد قيام مئات الشبان الفلسطينيين بمقاومة جنود الاحتلال لدى اقتحامهم المخيم، فيما ذكرت مصادر امنية فلسطينية ومصادر في مخيم قلنديا المجاور، أن الجيش الاسرائيلي اعتقل عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» جمال ابو الليل من المخيم.
واتهم جهاز «الشاباك» الإسرائيلي أبو الليل بأنه «أمر قبل توقيفه بهجمات بالسلاح الناري، وبالتورط في نقل اموال لتمويل اعمال مسلحة». وتحدث صحافيون لوكالة «فرانس برس» عن إصابة جندي إسرائيلي.
من جهة ثانية، اطلق ملثّمون النار باتجاه مستوطنة «بيت ايل» في شمال رام الله قرب مخيم الجلزون، فيما قام الجيش الاسرائيلي باغلاق طريق رئيسية يستخدمها الفلسطينيون في تلك المنطقة.
ونشر جهاز «الشاباك» الإسرائيلي أمس تقريراً حول الهبّة الفلسطينية المستمرة منذ تشرين الأول الماضي، أظهر فيها أن إجمالي العمليات التي نفّذها الفلسطينيون بلغ 228 عملية.
وقال «الشاباك» في تقريره إن «37 في المئة من منفذي العمليات بين سن الـ20 والـ16، و10 في المئة منهم قاصرين (تحت الـ16)، في حين اتضح أن ثلث المنفذين تراوحت أعمارهم ما بين 21 إلى 25 عاماً، و10 في المئة آخرين 30 عاماً فأعلى».
وأشار التقرير إلى «اشتراك 24 فتاة في تنفيذ العمليات، ما شكل 11 في المئة من مجمل منفذي العمليات».
وبحسب التقرير، فإن غالبية العمليات (74 في المئة) جرى تنفيذها في الضفة الغربية في حين أن 16 في المئة نفذت في القدس المحتلة، و9 في المئة داخل الخط الأخضر المحتل».
وبحسب التقرير أيضاً، فإن الخليل احتلت المرتبة الأولى بنحو 40 في المئة من منفذي العمليات، تلتها رام الله التي خرج منها 25 في المئة من المنفذين، في حين خرج من جنين 21 في المئة من منفذي العمليات، ونابلس وبيت لحم 15 في المئة لكل منها، ثم طولكرم وقلقيلية 11 في المئة. وبلغ عدد شهداء الهبّة 180 أمس، بحسب «تجمع عائلات شهداء فلسطين»، وذلك بعد الشهداء الخمسة الذين سقطوا أمس الأول.
(أ ف ب، رويترز،