قُتل ضابط سعودي متقاعد برتبة عميد أمس، بمسدس كاتم للصوت، إثر اقتحام مجهول مزرعته صباحاً في محافظة أبو عريش، كما أعلنت شرطة جازان، التي تابعت الحادثة بعدما تلقت بلاغاً من ابن القتيل، في حين تبنى تنظيم «داعش» الجريمة وأعلن مسؤوليته عنها.

وأوضح المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة المقدم محمد الحربي، أنه «عند الساعة الثانية والنصف من صباح أمس، تلقت عمليات دوريات الأمن بلاغاً من أحد المواطنين عن تعرض والده لإطلاق نار من شخص مجهول في مزرعته في محافظة أبو عريش نتج منه مقتله، وبمباشرة موقع الجريمة اتضح أن المجني عليه ضابط أمن متقاعد، في حين باشرت الجهات المختصة بشرطة المحافظة إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها».

وأفاد عدد من جيران المجني عليه، بأنه عُرف بأخلاقه العالية، وحُسن التعامل مع الناس، مؤكدين أن سجله ناصع، وأنه لم يسبق أن اشتكى منه أحد طوال حياته.

والقتيل برتبة عميد متقاعد، يدعى أحمد فايع عسيري، كان يعمل سابقاً في محافظة أبو عريش (جنوب)، ونقل إلى العمل شمال السعودية.

وأصدر تنظيم داعش الإرهابي ممثلاً بما يسمى مكتب «ولاية الحجاز»، بياناً مساءً تبنى فيه عملية اغتيال الضابط، واصفاً إياها بـ «العملية «النوعية».

ولم يكن اغتيال العسيري العملية الإرهابية الأولى التي تستهدف رجال الأمن، إذ تبنى التنظيم مطلع آب (أغسطس) الماضي التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها في منطقة عسير جنوب المملكة، والذي أسفر عن استشهاد خمسة رجال أمن وستة متدربين لأعمال خاصة بالحج وأربعة مقيمين. كما تبنى أيضاً حادثة تفجير مسجد المشهد في حي دحضة بمدينة نجران جنوب المملكة أيضاً، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من المصلين وإصابة ٢٧ آخرين.

وتداولت قنوات إلكترونية ومعرفات إخبارية، تابعة للتنظيم الإرهابي مساء أمس، بياناً أصدره المكتب الإعلامي لـ «ولاية الحجاز» ظهرت فيه تفاصيل العملية الإرهابية التي استهدفت العميد أحمد عسيري، وجاء في نص البيان: «في عملية نوعية قامت مفرزة أمنية بتصفية المرتد العميد أحمد فايع عسيري بمسدس كاتم للصوت في مزرعته في منطقة (أبوعريش- جازان )، وهو ما أدى إلى مقتله على الفور. وعسيري يعمل مسؤولاً للتنسيق في القوات السعودية العاملة خارج جزيرة العرب».

وامتداداً للإستراتيجية الإرهابية التي تبنتها ما تسمى «ولاية نجد» والتي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من العمليات الإرهابية داخل المملكة، تتبع «ولاية الحجاز» النهج ذاته في استخدام طريقة «الذئاب المنفردة»؛ لاستهداف رجال الأمن داخل المملكة أو المواطنين، انطلاقاً من دعوة التنظيم في خطابات سابقة إلى «قتل الأقارب» و «رجال الأمن» و «الطائفة الشيعية» داخل المملكة قبل الانضمام إلى صفوف التنظيم في مواقعه بسورية أو العراق.

وحول ذلك، أوضح باحث أمني أن استهداف رجال الأمن سياسة قديمة تتبعها التنظيمات الإرهابية لخلق نجاحات وانتصارات «وهمية».