رجحت مصادر مطلعة لصحيفة "السفير" أن "يطول وجود الرئيس سعد الحريري في بيروت"، متوقعة انه "سيضعه في الوقت ذاته على تماس مباشر مع استحقاق تسديد المتوجبات المتراكمة العائدة الى أصحاب الحقوق من العاملين في مؤسسات "تيار المستقبل" والعديد من المصارف وغيرهم من المؤسسات".

 

العودة إلى السعودية

في المقابل، رأت أوساط قيادية بارزة في قوى 8 آذار لصحيفة "السفير" أن "هذا النوع من الخطاب "يفيد الرئيس سعد الحريري في طريق العودة الى السعودية وليس الى بيروت"، متسائلة: "أين الحكمة والمنطق في أن يصر الحريري على مهاجمة الشريك الداخلي في الحوار والشراكة الوطنية وخصوصاً في استحقاق رئاسة الجمهورية؟".

وأشارت الوساط ذاتها الى أن "استمرار الحريري في الهجوم على "حزب الله" وإيران، كما فعل أمس، "لا يسهل أبدا وصوله الى رئاسة الحكومة"، ولا يمكن أن يشكل معبراً للتسوية المفترضة على قاعدة الشراكة معه في السلطة.

في السياق ذاته، أوضح مصدر مسؤول في حزب "القوات" اللبنانية لصحيفة "الجمهورية" انّ "الرئيس سعد الحريري لم يضع فيتو على أيّ مرشح للرئاسة، لا على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ولا على النائب هنري حلو ولا على رئيس تيار "المردة" المائب سليمان فرنجية ولا على ايّ مرشح آخر، إن وجد".

تقريب المواقف

ورأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث لصحيفة "اليوم" السعودية، ان "المناسبة الـ11 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "تؤكد مرة أخرى انه مهما طال الزمان ام قصر فالرئيس رفيق الحريري موجود"، قائلاً: "فلا العام او الدهر قادر على ان ينسينا رفيق الحريري في الوقت ذاته فإن عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان في ظل كل ما يواجهه هو اصرار على مواجهة التعقيدات للوصول الى حلول"، مشدداً على ان "هذه العودة ستعطي المزيد من الثقة بلبنان وستساهم في حلحلة الكثير من الأمور".

بدوره، أكد النائب عن حزب "القوات" اللبنانية طوني أبو خاطر في حديث لصحيفة "اللواء" أن "خطاب الحريري كان واقعياً ومسؤولاً، وتميز بالشمول والمقاربة الموضوعية لمحطات سلكها الموضوع الرئاسي"، معتبراً أن "حضور الرئيس الحريري الشخصي يمكن ان يساهم في التقريب بين المواقف".

شجبٌ من "الوطني الحر" و"القوات"

توازيًا، ذكرت صحيفة "الأخبار" ان "خطاب الرئيس سعد الحريري أثار ردة فعل شاجبة في الأوساط القواتية والعونية على السواء، بسبب "الأسلوب الذي اعتمده في التعامل مع القوى الممثلة لغالبية المسحيين". وجرى التعبير بوضوح عن ردة الفعل هذه من قبل القواعد الشعبية للطرفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمنت لو أن جعجع لم يحضر المناسبة. وفيما عبرت أوساط قريبة من الفريقين عن شجبها لتصرف الحريري ومحاولته المستمرة لإحداث شرخ بين المسيحيين، أكدت في المقابل أن أفضل ما قدمه خطاب البيال أنه سيرتدّ إيجاباً على علاقة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وسيتمثل ذلك قريباً في مشهدية معبرة وفي الانتخابات البلدية والنيابية. وفي الملاحظات التي أوردتها مصادر الطرفين:

كلام الحريري "في غير محلّه"

أمّا عضو كتلة "القوات" اللبنانية النائب انطوان زهرا في حديث لصحيفة "السفير" ان "كلام الرئيس سعد الحريري الموجّه الى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع "لم يكن في محله"، ملاحظاً أن الحريري، في معرض دفاعه عن خيار تفاهمه مع رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية "لم يوفر أحداً، لا صديقاً ولا عدواً، وبالتالي أخذنا في الطريق". وقال: "مع محبتنا للرئيس الحريري، لكننا لسنا نحن المسؤولين عن تفويت أي فرصة للوحدة، على المسيحيين أو على لبنان".

خطاب نصرالله

من جهة أخرى، توقعت مصادر سياسية مطلعة تواكِب التطورات الأخيرة عبر صحيفة "الجمهورية" أن "يغيّر خطاب الحريري في شكل خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومضمونه، الذي سيلقيه غداً".

ولفتت الى انّ "نصرالله كان حريصاً على تجنّب الدخول في كثير من تفاصيل الإستحقاق الرئاسي، معتبراً انّ ما تناوله في مناسبات سابقة كان كافياً للإشارة الى موقف الحزب من هذا الإستحقاق والمرشحين. لكنه، وبعد خطاب الحريري، لا بد من ان يردّ على مضمونه ويوضح بعض المواقف".

اضافت: "وفي جانب من الخطاب سيتوسّع نصرالله في الحديث عن الوضع في سوريا، وسيحذّر من مخاطر التدخل السعودي ـ التركي في شمال سوريا بعدما تبيّن انّ معظم التحضيرات الجارية تشير الى احتمال تدخّل بَرّي وجوّي قريب، بعدما نقلت الرياض طائراتها الى قاعدة إنجرليك التركية لتكون قريبة من المواقع المستهدفة في شمال سوريا، ولا سيما منها مواقع "داعش".

(اللواء - السفير - الجمهورية - الأخبار - اليوم)