أعرب مصدر قيادي في تيار "المستقبل" لوكالة "أخبار اليوم" عن أسفه أن "موقف "حزب الله" ليس فقط تعطيلياً بل إنه في الواقع سياسة ايرانية تلعب بلبنان تارة عن طريق النظام السوري وطوراً عن طريق حزب الله" ورأى ان "ايران تسعى للتمسّك بالقرار اللبناني ككل وليس فقط الملف الرئاسي".
  ولفت إلى أن "المسعى الايراني هذا يأتي بعدما احتدم الصراع بين طهران والرياض على النفوذ في المنطقة ووصل الى حدّ كسر العظم وباتت بالتالي تتقدّم لربط لبنان مباشرة بها"، محدداً المؤشرات التي تؤكد المنحى الايراني وهي أنه "بعدما رشح رئيس حزب "القوات اللينانية" سمير جعجع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، اتجه الأخير الى التشدد أكثر فأكثر بتحالف مع "حزب الله"، بدل ان يعمل على تعزيز التوافقية التي على أساسها تم ترشيحه وبالتالي يكون على مسافة متساوية من الجميع لينال التأييد وهذا ما يعزّز التأكيد أن عون ما زال ضمن الأجندة السورية الايرانية، ومواقفه الأخيرة ليست مجرّد تحالف مع "حزب الله" بل إعلان ولاء سياسي مطلق وذلك نتيجة ايحاءات بأن المتغيرات الكبيرة في المنطقة تصبّ في صالح سوريا".
  وأشار إلى أن "وصول الإقتصاد اللبناني الى حافة الإنهيار، حيث لم يبقَ سوى الإعلان الرسمي لإفلاس الدولة، وفي المقابل، "حزب الله" لا يبالي ولا يأخذ بالإعتبار تأثير الفراغ الرئاسي على الاقتصاد بل بالعكس يسعى لايصال الوضع الى الإنهيار الشامل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وصحياً وبيئياً ما سيؤدي الى زعزعة السلم الأهلي، فيفقد لبنان المناعة الداخلية، فيطلب الإنقاذ، وعندها تطلّ ايران لتعلن نفسها المنقذ وحالياً يبدو أن لبنان يسير وفق إملاءات "حزب الله" الذي يسعى الى تحييده عن الإجماع العربي، فعلى سبيل المثال، يدرك الأمين العام لـ "الحزب" أنه حين يحرّض ضد السعودية، فإن الأذى سيطال بالدرجة الأولى اللبنانيين في كل دول الخليج"، مفيداً أن "هذا ما يدلّ على أن أداء "حزب الله" ليس ارتجالياً بل مدروساً لايصال لبنان الى حافة السقوط، حيث يبقى السلاح بيده وحده ويملك كلمة الفصل في تقرير مصير البلد".
  وأفاد أن "ايران خرجت من الإتفاق النووي مع دول الغرب، بزخم يثبّت لها قواعدها ويغيّر قواعد اللعبة في المنطقة بالتعاون مع روسيا، يقابل ذلك، لا مبالاة واضحة من قبل الولايات المتحدة وتشتّت للواقع العربي"، مفيداً أن "هذا ما يدفع "حزب الله" الى تخطي مسألة التلاعب بالديموقراطية ويتجاوزها لتحقيق مكتسبات ميدانية في سوريا ويسعى "لقطفها" في الداخل اللبناني".
  ولفت إلى أن "هذا لا يقتصر فقط على فرض رئيس الجمهورية بل وضع "حزب الله" يده على كل مفاصل البلد، فيكون الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله فعلاً المرجعية الأولى والأخيرة لكل شاردة وواردة في لبنان".
  وأفاد أنه "تجاه هذا الواقع، ليس لدى قوى "14 آذار" القدرة على المواجهة إلا من خلال الممارسة السلمية والديموقراطية والحضارية، فهي باتت أمام مفترق طرق خطير جداً، حيث "حزب الله" يعمل لإعتماد نظام في لبنان يشبه النظام السوري الذي مورس في مرحلة سابقة في لبنان"، موضحاً أنه "بدأت قوى 14 آذار تعمل على لمّ شملها والإتصالات ستتكثّف من أجل عقد لقاء موسع لوضع الرؤية المشتركة".