فيما تعوق الضربات التي يشنها النظام السوري وروسيا على حلب مساعي اعادة اطلاق المفاوضات في جنيف، يبقى الاهتمام الداخلي منصبا على الاستحقاق الرئاسي الذي يتوقع ان يكتسب زخما جديدا، على خلفية الموقف الذي سيتخذه الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط، ولاسيما لجهة تبنّيه ترشيح النائب سليمان فرنجية.

ومع تواصل الاهتمام الدولي برصد انعكاسات جولة الرئيس الايراني حسن روحاني الاوروبية على الملف اللبناني، من خلال تبيان مدى رغبة طهران في تسهيل الاستحقاق الرئاسي، يبقى الوضع الامني تحت المجهر، انطلاقا من المواجهة التي تخوضها القوات المسلحة اللبنانية ضد الارهاب والمنظمات الجهادية في عرسال. وقد عكس كلام القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز من السرايا الحكومية، جانبا من هذا الاهتمام، باعلانه دعما اميركيا جديدا للجيش لمساعدته في محاربة المجموعات المتطرفة، علما ان هذه المساندة تأتي عقب زيارة قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي الى واشنطن وتخللها بحث في حاجات المؤسسة العسكرية.
في اي حال، وتزامنا مع اعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نيته اعادة جمع القادة الموارنة، على وقع تعثر المساعي لاعادة الروح الى مجلس الوزراء، تتوقف مصادر ديبلوماسية غربية عند مجموعة عناصر"استجدت" على المشهد الاقليمي والدولي، في مقدمها:
- بروز "بوادر" فك ارتباط بين الملفين اللبناني والسوري عكسه كلام المسؤولين الايرانيين امام نظرائهم الاوروبيين، وذلك في اطار اثارتهم الوضع في لبنان والمنطقة. واللافت بحسب المصادر الديبلوماسية الغربية، ان الحفاظ على لبنان "آمن ومستقر" بدا سمة مشتركة بين الجانبين، مثله مثل اهمية التوصل الى "حل لبناني" في الاستحقاق الرئاسي. وتتحدث المصادر، في هذا الخصوص، عن توجه ايراني جديد، جوهره "الحياد" حيال احتمال دعم اي من المرشحين اللبنانيين.
- لا تنفي المصادر الديبلوماسية الغربية نفسها بروز "ردود مختلفة" من الجانب السعودي حيال مآل الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ترجمته رغبة الرياض بعد طهران، في عدم ابقاء لبنان "على الهامش"، مع تعثر مساعي الحل لسوريا. وهذا العنصر يعد في ذاته تغييرا، بحسب المصادر الديبلوماسية التي تعول على "عنصر الوقت" لتبيان مدى قدرة اللاعبين المحليين على المضي قدما في "استحقاق ملبنن".
- امنيا، وفيما تتواصل التحضيرات لـ "مؤتمر ميونيخ" عن الامن والذي يتوقع ان تحضره المملكة العربية السعودية وايران، لفت الاجتماع الذي عقده الائتلاف الدولي في روما، لمحاربة "داعش" والتنظيمات الارهابية في العراق وسوريا، اضافة الى التهديدات في ليبيا. وتخلل اللقاء تقويم للجهود المبذولة في هذا المجال على اكثر من مسار، بينها العسكري والمالي، فضلا عن تعزيز الحملات الهادفة الى مواجهة الارهاب.