أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، أن طهران وموسكو وقّعتا بالأحرف الأولى عقوداً بقيمة 40 بليون دولار، مشيراً إلى أن بلاده تعتزم شراء أسلحة جديدة من روسيا.

تزامن ذلك مع اعتبار قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي، أن قرارات مجلس الأمن حول البرنامج الصاروخي لبلاده «تناقض» الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، مشدداً على أن إيران ستطوّر هذا البرنامج. في الوقت ذاته، اتهم رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي الولايات المتحدة بمحاولة اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري».

في موسكو، أشار ولايتي إلى أن إيران وروسيا وقّعتا في الأشهر الماضية بالأحرف الأولى عقوداً قيمتها نحو 40 بليون دولار، بما في ذلك مشاريع لهندسة الطاقة وللسكك الحديد، لافتاً إلى أنها «جاهزة للتطبيق». وأضاف أن إيران تناقش بيع نفط لشركة «روسنفت» الروسية، مشيراً إلى أنه ناقش مشاريع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما الأربعاء. وتابع أن طهران مهتمة بالحصول من موسكو على قرض لمشاريع خطوط السكك الحديد وهندسة الطاقة النووية في إيران.

وأعلن ولايتي في ختام زيارته موسكو، أن «إيران ترغب في شراء كميات إضافية من الأسلحة من روسيا»، وزاد: «ترغب الحكومة الروسية في الاستجابة لهذه الطلبات. أخذنا في الاعتبار كل ذلك، يجب أن يتفهم الجانبان بعضهما بعضاً».

وكان بوتين وصف العلاقات مع طهران بأنها «استراتيجية»، وشدد خلال لقائه ولايتي على «ضرورة تطوير التعاون في كل المجالات واستثمار كل الطاقات». أما مستشار خامنئي، فأشار إلى «مسار لا عودة عنه في تعزيز التعاون الاستراتيجي» مع موسكو، معتبراً أن ذلك «سيساهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم».

في غضون ذلك، اعتبر صالحي أن قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالبرنامج الصاروخي الإيراني «تناقض» الاتفاق النووي، مشدداً على أن بلاده «غير ملزمة بتنفيذها». وأضاف: «هذا البرنامج سيزداد قوة ودقة. لا نولي اهتماماً بالقرارات ضد إيران، وهذا الأمر لا يُعد انتهاكاً للاتفاق النووي». ورأى أن «قدرات التسلّح الإيرانية لا تشكّل أي تهديد للدول الصديقة والمجاورة»، لافتاً إلى أنها «وسيلة ردع لأعداء إيران، وعلى الكيان الصهيوني أن يعي جيداً معنى هذا الكلام. زوال هذا الكيان لن يكون إلا بالمقاومة».

إلى ذلك، سخر فيروزآبادي من «إشاعات حول استشهاد قاسم سليماني»، معتبراً أن هدفها «إقلاق الشعوب التي تكنّ له محبة خاصة»، إذ «يحظى بشعبية عالية على كل الجبهات في دول مسلمة»، حيث «يعلّم فن القيادة والحرب، وهو قادر على التصدي لأشد الأعداء». ووصف سليماني بأنه «واحد من الرموز الأمنية» في إيران، مشيراً إلى أنه «تمكّن خلال ساعة، من إعداد قواته والحؤول دون تقدّم داعش في كردستان العراق».

ونبّه إلى أن «الأعداء يحاولون رسم مكائد له»، محذراً من أن «الأميركيين يحاولون استهداف سليماني، من أجل تسكين روعهم منه». واستدرك أن «رعاية إلهية تحيط» بقائد «فيلق القدس»، مضيفاً أنه يحظى بـ «حماية جيدة، وهو موجود في أماكن آمنة جداً»، حيث «سيواصل باقتدار طريقه لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها».