كشفت أوساط واسعة الإطلاع في بيروت عن أن نصائح مؤثرة أسديت لزعيم "التيار الوطني الحر" العماد عون بضرورة الإنفتاح على "تيار المستقبل" والحريري لأن من شأن كسب تأييده تأمين النصاب السياسي والدستوري لانتخاب عون الذي يحظى بدعم "حزب الله" و"القوات اللبنانية" وأطراف أخرى، مشيرة الى ان نجاح عون في التفاهم مع الحريري يفتح أمامه أبواب قصر بعبدا الرئاسي.

ولم تستبعد هذه الأوساط أن يكون "حزب الله" طلب من عون إعادة الحرارة الى قنوات الإتصال مع الحريري، خصوصاً بعدما أسقط نصرالله اقتراحه بالحاجة المسبقة لاتفاق على سلة متكاملة من ضمنها الرئاسة، وذلك إنطلاقاً من ان الرئيس صار حتماً من "8 آذار".وأعربت أوساط سياسية، على صلة بالحراك الرئاسي، عن أعتقادها بأن تطوراً على جانب من الأهمية طرأ أخيراً من شأنه تعزيز حظوظ عون.

وقالت هذه الأوساط ان "حزب الله" كما العماد عون ، لن يمانعا بأن يكون الحريري رئيساً للحكومة إذا انتخب عون رئيساً للجمهورية، بل أنهما سيلبيان رغبة زعيم "المستقبل" بالعودة على رأس الحكومة.

وأعربت الأوساط عينها عن اعتقادها بان خصوم الحريري يعتبرون ان ما من خيار امام تحقيق رغبته بالعودة الى السلطة الا قبوله بعون رئيساً، لأن السياسة لا ترتبط بالعلاقة الشخصية او الصداقات بل بالمصالح، وتالياً فإن تغليب المصلحة المشتركة بين عون والحريري من شأنه جعل الصورة التذكارية على أدراج قصر بعبدا في موعد لم يعد بعيداً.

ورغم ايحاءات في بيروت عن ان "حزب الله" أعطى "إشارة خضراء" للعماد عون للتفاهم مع الحريري ورفع الفيتو عن عودته الى رئاسة الحكومة، فإن أوساطاً بارزة في "المستقبل" كانت أبلغت قبل أيام قليلة ان الموقف حاسم من رفض وصول عون الى الرئاسة، وان خياراتهم ستكون مفتوحة في هذا الِشأن، في إشارة تضمر حد بلوغ مقاطعة أي جلسة يمكن ان تأتي بعون رئيساً.

وبعدما عددت هذه الأوساط "الأسباب الموجبة" لرفض "المستقبل" السير بزعيم "التيار الوطني الحر"، ذكرت بأنه يوم فاوض الحريري عون تجنباً لسقوط البلاد في الشغور الرئاسي قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، قوبل الأمر باعتراضات واسعة وحازمة داخل "المستقبل" وفي كتلته البرلمانية، وتالياً فإنه “غير وارد تغيير موقفنا".

 

الراي