ضمن الحرب الكونية غير المسبوقة في التاريخ على منظومة داعش السحرية المجافية للعقل والمنطق، والتي كلما زادت ضراوة محاربتها، قويت وتمددت، وباتت امبراطورية لا تغرب عنها الشمس، وكان آخر عملياتها، وهي التي تدعي الدفاع عن الإسلام، وعن السنة، التفجير الانتحاري في قصر معاشيق الرئاسي في عدن، بعد اغتيالها سابقا لمحافظها ورئيس استخباراتها، ويتزامن ذلك مع استيلاء شقيقتها «القاعدة» على ثاني أكبر مدن محافظة شبوة، فمن أين المال؟ ومن أين السلاح؟!

***

الرابحون من القضاء على «داعش» واخواتها إذا ما تم بمعجزة في يوم من الأيام، هم الإنسانية جمعاء التي شوه إنجازاتها الحضارية الأعمال الوحشية لتنظيم داعش، ومعها الإسلام الذي تدعي «داعش» تمثيلها الأصيل والصحيح لتعليماته، اضافة الى تدميرها للآثار الإنسانية الخالدة في نينوى وتدمر، وبه ضرر فادح على الإسلام المتسامح والإنسانية، ومن الرابحين من القضاء على «داعش» أهل السنة الذين تدمر مدنهم، ويهجر أبناؤهم بالملايين بدعاوى محاربة «داعش»، التي لا نسمع قط باغتيال قياداتها المشبوهة، ومن الرابحين كذلك العرب، ودعاة العروبة، فـ«داعش» في النهاية، وأمام شعوب العالم هي تنظيم عربي بقيادة عربية، واتباع في الاغلب عرب!

***

ومن الرابحين من القضاء على «داعش» دول وشعوب بمنطقة الشرق الأوسط التي تدمر بلدانهم، ويفتت نسيجهم الديني والعرقي والمذهبي والاجتماعي بعمليات «داعش»، كما تقضي «داعش» واخواتها على إنجازاتهم التاريخية والإنسانية وروح التسامح التي عاشتها شعوب المنطقة بسلام ضمن الوطن الواحد آلاف السنين!

***

وتسببت «داعش» واخواتها «القاعدة» وتنظيم الزرقاوي في خلق ميليشيات متوحشة في الاتجاه المضاد، فقد ظهر الشيخ قيس الخزعلي مسؤول ميليشيات الحشد الشعبي ليعترف في لقاء مصور بأن ميليشياته قد قامت إبان تحريرها لمدينة الرمادي بتدمير 80% من الوحدات السكنية بها و100% من البنى الأساسية لاحدى مدن وطنه (!) وهو ما يزيد الفتنة الطائفية اشتعالا، وهو تماما ما يخدم اجندات «داعش»، ولا يذكر التاريخ في هذا السياق تصريح تفاخر مماثلا لهولاكو بعد تدميره لبغداد!

***

اما الخاسرون من القضاء على «داعش» فهم أعداء العروبة والاسلام والسلام والإنسانية في العالم، ومعهم تجار الحروب وصناع الأسلحة وكذلك المتعصبون والمتشددون والمتطرفون وبعض المرضى النفسيين ممن يجدون في جرائم «داعش» وامثالها الإبادية ما يرضي نفوسهم المريضة الحاقدة على الآخرين، والرغبات التدميرية في نفوسهم المريضة، بسبب تربيتهم منذ الصغر.

***

٭ آخر محطة: بعد وصول القوات الكردية إلى قبر صدام قبل أكثر من عام ونبشه اتضح عدم وجود جثمان فيه، قبل مدة قصيرة وصلت ميليشيات الحشد الشعبي الى نفس القبر وصوروا مع القبر الخالي، وهو ما يطرح تساؤلات عن حقيقة مصير صدام، والتمثيلية السمجة لعملية الاعدام التي لا شهود معروفين لها، والتي صورت بكاميرا هاتف واحدة كأنها معلقة في رقبة قرد يتنطط، والتي خلقت من الطاغية بطلا عربيا، وشهيدا إسلاميا، وهو العدو الأول للعروبة والإسلام، فأين الحقيقة وأين صدام؟

 الانباء