تحول محيط السفارة الإيرانية القابعة عند المدخل الجنوبي لبيروت إلى ما يشبه المربع الأمني والإعلامي في إيران. مصادر خاصة أشارت إلى «أن كل هذه القنوات تعمل بدعم مادي إيراني حتى أن كافة مقراتها تم استئجارها عبر وسطاء من حزب الله والسفارة الإيرانية في بيروت وقد وضعت في هذا المربع الجغرافي لأسباب أمنية».

وأضافت المصادر: «إن قناة المسيرة الحوثية تم تجهيزها بالكامل من قبل حزب الله حتى حجز الاتصال الفضائي تم من قبل الحزب عبر مؤسسة تتخذ من لبنان ودبي مقرا لها».
وزير إعلام سابق، رفض الكشف عن اسمه، أكد أن الحراك الإعلامي الإيراني في لبنان يعمل في ثلاثة اتجاهات، الأول تفريخ مؤسسات إعلامية فضائية ومواقع الكترونية متعددة الجنسيات وبهوية واضحة، والاتجاه الثاني زرع إعلاميين موالين لإيران في فضائيات عربية كبرى بحيث تكون تغطية الخبر من لبنان والضيوف من محللين وخبراء وفقا للأجندة الإيرانية أو أقله ليست معادية لها، فيما الاتجاه الثالث يقوم على تجنيد عدد من المحللين وأساتذة الجامعات بحيث يطلون كضيوف على سلسلة من الفضائيات يروجون لسيناريوهات معينة في القضايا الساخنة تخدم الرؤية الإيرانية».

المحلل السياسي وعضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار إلياس الزعبي قال: «إيران متسللة بقوة في العالم العربي وخاصة في لبنان وأبرز وسائل هذا التسلل هو الإعلام فلا يخفى على أحد أن النظام الإيراني بذل أموالا طائلة في السنوات الأخيرة على تفريخ وسائل إعلامية وخاصة الإعلام المرئي، فإيران تقف بشكل مباشر ومكشوف خلف ثلاث فضائيات لبنانية حاليا معروفة بتوجهاتها، وكل ذلك في سبيل الامبراطورية الفارسية وهو أمر يتكامل مع المال الذي يصرف في دعم الميليشيات العسكرية كحزب الله». وحول سبل مواجهة الاخطبوط الإيراني في الإعلام قال الزعبي: «للأسف العقوبات الدولية لا تكفي، والخوف من أن الاتفاق النووي سوف يدفع إيران لبذل مزيد من الأموال في هذا السياق، فهذا الأخطبوط يحتاج لأكثر من عقوبات، يحتاج لرؤية إعلامية عربية تعرف ما تريد وتحدد العدو والصديق وسبل المواجهة».

وعن سياق المواجهة يقول وزير الاعلام السابق في نهاية حديثه: «المواجهة تبدأ من تطهير المؤسسات العربية وخاصة الفضائيات الكبرى من عملاء إيران وهم كثر».

 عكاظ