مساء الجمعة، غرد النائب سليمان فرنجيه مهللا لكلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فكتب "سيد المقاومة... سيد الكل". وفي رد على سؤال اعلامي الاحد عن حضوره ونواب "تيار المردة" جلسة الانتخاب الرئاسي في 8 شباط الجاري، قال ان قراره مرتبط بالحزب. لا اعلم كيف تلقى الرئيس سعد الحريري التصريحين وهو صاحب مبادرة ترشيح رئيس "المردة" والداعم الاول له.

يمكن المرشح الرئاسي، ايا تكن هويته، ان يتمسك بالكتاب، اي بالدستور مرجعا له، وسيدا، فلا يجعل من اي سيد سيدا عليه، والا فقد المؤهل الذي يمكن ان يجعله رئيسا لكل البلاد ولكل العباد، خصوصا ان فرنجيه بدأ يتحدث بصفة رئاسية منذ جلسة الحوار الوطني ما قبل الاخيرة، لكنه اخطأ حكما في تصريحيه امام "الامة اللبنانية" التي يقسم كل رئيس على الوفاء لها ولمصالحها انطلاقا من التزامه الدستور.
خذل النائب فرنجيه مؤيدين لفكرة تحوله رئيسا للجمهورية، ربما بعفويته وبصراحته الاكيدة، وبتعابيره التي تعبر في طياتها عن واقع أليم تعيشه البلاد بمرشح او بغير مرشح. ربما يحاول فرنجيه تقديم نفسه "توافقيا"، اي انه مرشح المكون الابرز في قوى 14 آذار، اي "تيار المستقبل"، وهو في الوقت عينه ينصاع لرغبة "حزب الله" المكون الشيعي الاقوى، والاكثر تأثيرا في مسار الاستحقاق حاليا، اي انه منفتح على المحور السعودي، وفي الوقت عينه لم يخرج من عباءة المحور السوري - الايراني. لكن هذه "الوسطية" التي يعتبرها البعض واقعية سياسية لا تليق بفرنجيه اولا وهو صاحب المواقف الجريئة والواضحة، ولا تخدم ترشحه اذ لا تظهره سيدا بكل ما للكلمة من معنى.
وبعد، فان الانتظار سيكون حليفه، وحليف غيره من المرشحين، وسيطول الانتظار الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا، لان دعم "حزب الله" متوافر حاليا للعماد عون، لكن الحزب لن يخوض معركة "كسر عضم" مع حلفائه اولا، وخصوصا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، من اجل ايصاله الى قصر بعبدا، ولن يدخل في مواجهة "ميثاقية" مع الطائفة السنية لانتخابه، وعون لن يتراجع حتما، ولن ينسحب لفرنجيه، ولن يعترف بالخطة "ب"، خصوصا بعد اتفاقه مع حزب "القوات اللبنانية". والى حين تتمكن جهات مختلفة ومتفقة في الوقت عينه من تفريغ الاتفاق الاخير من مضمونه، ومحاولة تمييعه، واخراجه من سياقه قبل الوصول الى الانتخابات النيابية عبر وضع العصي في الدواليب، فان الانتظار سيطول ويطول، وسيستمر المرشحون في معارك دونكيشوتية تفضح المستور، ويتبادلون التهم والردود، مما يزيد من الوهن المسيحي الذي يدعي كل واحد منهم انه يحاربه ويسعى للقضاء عليه، وسيستمر المرشحون في تقديم فروض الطاعة، وربما المزيد من التنازلات.