انطلقت أمس الجمعة المفاوضات الهادفة لوقف النزاع في سوريا برعاية الأمم المتحدة في جنيف وسط تحديات كبرى، فيما قرّرت المعارضة المدعومة من الرياض بعد مشاورات مكثفة أن توفد ثلاثة ممثلين "لكن ليس بصفة مفاوضين".
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية تناقش منذ أيام في الرياض مسألة مشاركتها في المفاوضات متمسكة بتلبية مطالبها المتعلقة بإيصال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول الحوار، إلا أنّ أحد أعضائها أعلن مساء الجمعة إيفاد ثلاثة اشخاص الى سويسرا لكن "ليس بصفة مفاوضين".
وقال فؤاد عليكو أحد اعضاء الهيئة لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ ثلاثة متحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات سيتوجهون الجمعة إلى سويسرا لكن ليس بصفة مفاوضين.
وأكد أنّ الوفد يضم رياض نعسان آغا وسالم المسلط ومنذر ماخوس.
وأضاف أنّهم "قد يلتقون مع دي ميستورا، ومع الأميركيين لكن البرنامج غير ثابت".
وبدأت المحادثات في جنيف بعد ظهر أمس الجمعة بلقاء بين موفد الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا والوفد الحكومي السوري المؤلف من 16 عضواً الذي يقوده السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. ولم يتمّ الإدلاء بأيّ تصريحات قبل بدء اللقاء.
وإشارة انطلاق هذا الحوار الذي يرتقب أن يستمر ستة أشهر وتمّ التوافق عليه إثر ضغوط كثيفة من المجموعة الدولية، كانت متواضعة من دون حفل رسمي أو خطابات.
ويجري الحوار بطريقة "غير مباشرة" أي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية بينهما.
وتنصّ خريطة الطريق التي حدّدت ضمن القرار الدولي 2254 الذي صدر في كانون الأول على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وانتخابات في غضون 18 شهرا.
لكن قبل بدء المحادثات، اشترطت الهيئة العليا للمفاوضات خلال اجتماعها في الرياض تلبية مطالبها المتعلقة بإيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول المفاوضات.
وردّت واشنطن على موقف المعارضة، معتبرة أنّ المطالب الإنسانية التي قدّمتها "مشروعة"، لكن يجب ألا تكون سبباً لأن تفوّت المعارضة "الفرصة التاريخية".
والنقطة الأبرز التي تعثرت حولها مفاوضات سابقة هي مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تطالب المعارضة برحيله عن السلطة فور تشكيل الهيئة الانتقالية وهو ما يرفضه النظام وحليفتاه روسيا وإيران.
على صعيد متصل، تجمّع عشرات المتظاهرين بعد ظهر أمس الجمعة أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف وردّدوا هتافات تقول "الأسد والقاعدة نفس الوسائل ونفس المعركة" و"الأسد ليس الحل لمواجهة الإرهاب، إنّه سببه".