خلافا لكل ما تردد بعد خطوة معراب الشهيرة عن حشر حزب الله في زاوية وجوب تأمين النصاب للجلسات الرئاسية باعتبار ان لم يعد امامه من اوراق تعطيلية للاستحقاق ، ما دامت قوى 14 آذار قدمت جائزتي ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، على طبق من فضة وكرّست الرئاسة لـ8 آذار، فان الحزب، كما تؤكد مصادر سياسية متابعة عن كثب لتطورات الملف الرئاسي، ليس في موقع الحشر ولا حتى الاحراج، ذلك ان في جعبته أكثر من ورقة ما زال يمسك بها لعدم المشاركة في الجلسات، سيستخدم اولاها في جلسة 8 شباط المقبل وفق المتوقع.



وتعتبر ان ورقة التعطيل هذه ما زال مصدرها نفسه، الرابية، فهو سيتلطى خلف اصرار العماد عون على انسحاب فرنجية من المعركة الرئاسية وضمان فوزه كشرط للمشاركة في الجلسة، علما ان المعطيات المتجمعة في فلك الترشيحات وما وراءها لا ينبئ بهذا الاحتمال أقله في جلسة 8 شباط، اذ ان فريق تيار "المستقبل" لا ينفك يؤكد ان لا عودة عن ترشيح فرنجية وان الرئيس الحريري على موقفه وليس في وارد التراجع عنه.



الى ذلك، ترى المصادر ان إحدى اوراق الحزب الباقية ايضا هي انه، حتى لو تأمنت مشاركة عون بطريقة او بأخرى، يرفض المشاركة في الجلسة بمرشحين من 8 اذار لما للامر من تداعيات على متانة ووحدة هذا الفريق. واستنادا الى ذلك، تجزم المصادر بان جلسة 8 شباط الرئاسية لن تختلف عن الجلسات الاربع والثلاثين السابقة في الشكل، ولو ان المضمون شهد جديدا في بورصة الترشيحات والتحالفات.



وتوضح ان الحزب لا يركز اهتماماته على هوية الرئيس بقدر ما يهتم لتحصيل مكاسب سياسية أبعد من الرئاسة تؤمن مصالحه ، من بينها تولي مجلس الوزراء مهمة وضع جدول اعمال الجلسات وليس رئيس الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية كما هو معمول به راهنا، ووضع الصناديق والمؤسسات وبعض مجالس الادارة في عهدة وزارة المال على ان يتولاها وزير شيعي استنادا الى اتفاق مكتوب كتعويض عن حصة الشيعة في السلطة ما دام تعديل الطائف غير متاح راهنا، كما خطوة الذهاب الى مؤتمر تأسيسي.



بيد أن المشهد التعطيلي المتكرر، بعد تبني مكونات 14 آذار مرشحَي 8 آذار قد يتبدل، على ما تتوقع المصادر في الجلسة السادسة والثلاثين او ما بعدها، اي في الربيع المقبل ، ولكن ليس لمصلحة اي من المرشحين المطروحين الذين تعتبر المصادر انهم أُحرقوا من حلفائهم قبل الخصوم، فلا حظوظ عون متوافرة بسبب ترشح فرنجية ولا فرص انتخاب فرنجية مؤمنة لكون مؤيدي عون يقاطعون، والارجح تبعا لهذه الصورة ان يكون رئيس الجمهورية العتيد من خارج نادي القادة الموارنة الاربعة. وتعتبر ان خطوة معراب دقت آخر اسفين في نعش ترشيحات هؤلاء من خلال وضع عون في مواجهة فرنجية الذي لا تخفي مصادره عتبه على زعيم الرابية الذي انبرت اوساطه الى شن حملة على الحليف في تكتل التغيير والاصلاح وليس "العضو" كما وصفّه الوزير السابق سليم جريصاتي في بيان التكتل. واذا كان الاستحقاق، مرتبطا بالملف السوري كما يُقال، وقصر بعبدا لن يفتح ابوابه قبل بدء التسوية، فان المصادر تتوقع ان يشكل انطلاق المفاوضات في جنيف الجمعة المقبل نقطة مهمة في هذا المسار، بحيث اذا ما احرزت تقدما وتفرغت دول القرار بعد ذلك للشأن اللبناني، ولو بالحد الادنى، وفي ضوء الدفع الفاتيكاني المتجدد لانجاز الاستحقاق فان انتخاب رئيس البلاد يصبح في المدى المنظور والارجح في الربيع المقبل ، بحيث يرسو الخيار الخارجي على شخصية قد يسميها الخارج ويطلب من القوى السياسية انتخابها ، بعدما عجز اطراف الداخل عن انجاز المهمة الدستورية على مدى نحو عامين.

 

المصدر: المركزية