لم يكن سهلاً على وزير التربية الياس بو صعب إتخاذ قرار بإقفال مدارس لبنان، وهو لم يقدم على هذه الخطوة إلاّ بعدما رصد مختلف الأرصاد الجوية، التي أوحت إليه بأن الطقس سيكون سيئاً إلى درجة أنه يشكل خطراً على التلامذة، وبالأخصّ في المناطق الجبلية، حيث تصل درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها.       وعلى رغم أن القرار الصعب الذي اتخذه الوزير بو صعب زاد من شعبيته بين التلامذة، وجعله “الوزير المحبوب حتى آخر الكوب”، أزعج بالتوازي الأهالي، خصوصاً الأمهات العاملات اللواتي أحترن بأمرهن واضطررن لأخذ إجازة من عملهن ليبقين في المنازل مع أولادهن.       وهكذا وجد الوزير “المحبوب” نفسه بين شقوفين. ومما زاد في صعوبة “القرار الصعب” أن شمس “تالاسا” خذلته، حتى أن بعض الأهالي علقوا بالقول: “منيح ما بعتنا أولادنا إلى المدارس وإلاَ كانوا أصيبوا بضربة شمس”.       وبغض النظر عن أحقية وصوابية القرار فإن ما يخشى منه هو أن يتحول التلامذة إلى خبراء في رصد الأجواء الجوية، ويتملكهم هاجس المتابعة اليومية لإحوال الطقس، ويقررون بما لديهم من دالّة على “وزيرهم الحنون” عدم الذهاب إلى المدارس بمجرد “البخبخة”. وكل “تالاسا” وأخواتها و”الزربة” في البيت وأنتم بخير! صوت الجبل