كشفت أجهزة الإستخبارات المكسيكية مؤخرًا، بالتعاون مع نظيرتها الكندية، عن رصد تحركات لـ"حزب الله" بدعم إيراني في منطقة أميركا اللاتينية، وحددت أماكن تغلغله، التي شملت فنزويلا، والمكسيك، ونيكاراغوا، وتشيلي، وكولومبيا، وبوليفيا، والإكوادور، بالإضافة للمنطقة التي ينشط فيها الحزب وهي منطقة المثلث الحدودي بين باراغواي والأرجنتين والبرازيل. وجاءت هذه التحركات عقب التدخل الروسي في النزاع السوري، مما منح "حزب الله" ومقاتليه راحة نسبية، وجعله يلتقط أنفاسه في خضم الصراع الدائر هناك.

 

وأوضح جورج شايا، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمحاضر في جامعة بوينس آيرس الأرجنتينية، أن "حزب الله" سوف يرسم خطة انتشار جديدة، وذلك لأن التدخل الروسي واستخدام السلاح المتطور في الصراع السوري والوجود العسكري الإيراني قلل من استخدام المقاتلين التابعين لـ"حزب الله" على الأرض. وبالتالي فإن الوجود العسكري للحزب سيبدأ في التقلص تدريجيا، وهو ما يمهد لإعادة انتشار جديدة في أميركا اللاتينية وعبر العالم، لمرحلة ومهام جديدة. وأضاف شايا في إشارة إلى التدخل الروسي أنه سيكون بمثابة أنبوب أوكسجين سيمتد إلى الجماعات المسلحة التابعة لإيران، لكي توسع نفوذها ويوكل لها مهام جديدة.

ويرى الكثير من المحللين أن الوجود الإيراني ووجود "حزب الله" في المنطقة يرجع إلى العلاقات الوطيدة بين إيران وفنزويلا، التي أصبحت نقطة ارتكاز في أميركا اللاتينية، يتحرك منها عناصر "حزب الله" وعناصر الحرس الثوري الإيراني.

وجاء التحذير الأخير بعد أن ألقت السلطات في المكسيك القبض على مواطن لبناني موال للحزب على الحدود الأميركية - المكسيكية، وبحوزته أوراق ثبوتية مزورة ومواد مخدرة. ولم تفصح السلطات عن اسم المواطن، وذلك للحصول على معلومات منه عن أنشطة الحزب هناك، في إطار برنامج حماية الشهود الذي يتيح تعاون المتهم مع السلطات.

وبحسب اعتراف المتهم الذي القي القبض عليه، فإنه كان يتبع لجهاز الحرس الثوري الإيراني وكانت مهمته هي جمع المعلومات عن أعداء الدولة الإيرانية، حسب قوله. وطبقا لمصادر تابعة لوكالة الأمن الكندية والاستخبارات المكسيكية، فقد تم رصد مجموعات تابعة للحزب بدأت بالفعل في العمل على الأرض. ومن بين هذه المجموعات التي سمتها المصادر: "فرع جماعة عباس الموسوي"، و"فرع جماعة عماد مغنية". وأشارت وسائل إعلام إلى أنه عند استجواب المواطن اللبناني قال إن هدف هذه الجماعات هو رصد المصالح التي تهدد إيران في عدد من دول العالم للتحضر لضربها.

في سياق متّصل، نشرت وسائل إعلام أرجنتينية تفاصيل عن حجم الوجود العربي في منطقة المثلث الحدودي بين الأرجنتين وباراغواي والبرازيل تفيد بانتشار نحو خمسين ألف عربي، نصفهم تقريبا من الطائفة الشيعية، وهم يتحركون بسهولة في هذه المنطقة نظرا لحجم التجارة الموجودة هناك.

ويتزامن هذا الطرح مع الصخب الذي يدور في الصحافة اللاتينية عن وجود "حزب الله" في هذا المثلث الحدودي، والذي يعتبرونه بمثابة عاصمة أخرى للحزب هناك، حيث يعد شريانا مهما لتصدير أموال تذهب سنويا لتمويل أنشطته.

(الشرق الأوسط)