رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "البلد يحتاج إلى أن يحمي مؤسساته الدستورية، ونحن قد أدّينا ولا زلنا دوراً أساسياً في مسار تفعيل الحكومة، ونحن مع أن تستعيد الحكومة نشاطها في أسرع وقت ممكن، فلا يظننّ البعض أنه قادر بتصريح من هنا أو هناك أن يضلّل الرأي العام عن الحقائق والمجريات".

  وخلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة كفركلا الجنوبية، لفت فياض الى أن "موقفنا كان ولا يزال واضحاً ومحدداً وثابتاً ولا ينطوي على أيّ مواربة، فنحن من أكثر القوى السياسية شفافية، ولا نمارس أي حسابات سياسية مزدوجة أو مضمرة، بل آلينا على أنفسنا الصدق والصراحة مع شعبنا ومجتمعنا، ونمارس الاختلاف والنقد بالاستناد إلى المصلحة الوطنية، بينما يصرّ البعض على إطلاق التصريحات البغيضة التي تنضح عدائية وبغضاً وشوفينية ضد ايران، ونحن نأسف لانسياق البعض الآخر إلى موقف يتناقض مع حياديته في ممارسة مسؤوليته التي كان يشدد عليها في كل مناسبة، سواء في مجلس الوزراء أو على طاولة الحوار الوطني أو في وسائل الإعلام". وأشار إلى أن إيران هي الدولة الأكثر احتراماً لاستقلالية القرار السياسي اللبناني ودعوته ممارسة اللبنانيين لشؤونهم بأنفسهم، فهي كانت حاضرة لدعم اللبنانيين في مواجهة إسرائيل، وأدّت دوراً مساعداً وأساسياً في تحرير لبنان من هذا الاحتلال، كما أنها كانت جاهزة دائماً لمساعدة شعوب المنطقة في مواجهة تنظيم "داعش" وتوحشه وإجرامه في لبنان وسوريا والعراق.

  ونفى فياض أن تكون إيران قد استخدمت على لسان المرشد الأعلى السيد علي خامنئي أو مسؤوليها يوماً خطاباً مذهبياً أو تحريضياً، بل إن خطابها قد اتّسم دائماً بالاتزان والمسؤولية والدعوة للوحدة والتكامل بين مكونات العالم العربي والإسلامي، بل على العكس فإن القوى المناوئة لها كانت تطلق بحق إيران و"حزب الله" خطاباً مذهبياً وشوفينياً بغيضاً، وخطاباً يمتلأ بالأضاليل والأكاذيب وافتعال الصراعات والتناقضات التي لا أساس لها، فلقد سعى هؤلاء لاستبدال العداء الإسرائيلي بالعداء لإيران، ولاستبدال الوحدة بالانقسام والتحريض، ولتهميش القضية الفلسطينية، والآن يعملون على قدم وساق لمراضاة إسرائيل والتفاهم معها"، مؤكداً أن هؤلاء قد رسموا لأنفسهم مساراً تآمرياً على إيران منذ تأسيسها، وذلك عبر الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، وأزهقت أكثر من مليون قتيل، واستنفذت مئات المليارات من الدولارات، وصولاً إلى محاولة إعاقة معالجة الملف النووي الإيراني، وذلك إلى جانب اللوبي الصهيوني الذي جهد لتعطيل هذا المسار، لأنه هو المتضرر الأساسي من إيران القوية والمعترف بدورها في الموقعين الإقليمي والدولي، كما أن هناك ممارسات لا تحصى حصلت بين الحرب العراقية- الإيرانية والموقف من الملف النووي، وأدّت دوراً تدميرياً وإجرامياً وتآمرياً مثل مجزرة بئر العبد التي فضح الأميركيون أنفسهم بالتمويل السعودي لها، وصولاً إلى الدور التآمري في حرب تموز عام 2006.


  وأشار إلى أن "البعض يحاول أن يغطّي مواقفه التقسيمية والمذهبية بغطاء العروبة القبائلية التي قدّمت نموذجاً سيئاً وغير حضاري عن العرب في سياستهم وإنجازاتهم ونماذج الحكم لديهم، وفي المقابل نحن مع العروبة الحضارية والوحدوية والتكاملية التي تحترم إرادة الشعوب العربية وتقف إلى جانب فلسطين وتستعيد الصورة المشرقة لمجتمعاتنا، وليس عروبة الرمال والقبائل المذهبية والاقتصاد الريعي والفساد الأسطوري والارتهان للغرب".