كشفت مصادر أمنية ليبية عن وصول عشرات العسكريين الأميركيين والبريطانيين والروس إلى مناطق عدة في ليبيا بما فيها مناطق تقع غربي العاصمة طرابلس. ورأت المصادر لصحيفة "الشرق الاوسط" ان القوات العسكرية الاجنبية وصلت دعماً للحكومة الجديدة، وتوقعت أيضًا وصول قوات فرنسية قريباً للغرض نفسه.

 وأفادت المصادر بأن قوات قوامها عشرات الجنود والضباط، هبطت في قاعدة جمال عبد الناصر العسكرية الواقعة إلى الجنوب من بلدة طبرق التي يعقد فيها البرلمان جلساته، فيما هبطت مجموعة أميركية صغيرة في غرب طرابلس. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان في القاعدة الجوية اشارتهم الى ان عدد مَن وصلوا طيلة الأسابيع الثلاثة الأخيرة بلغ نحو 500، فيما أوضح مسؤول عسكري ليبي، أن عدد هؤلاء لا يتعدى بضع عشرات، و"جاءوا في مهام استطلاعية ولتقديم استشارات للجيش الوطني".

وأضاف المسؤول العسكري أن قياديًا متشدداً يدعى محمد المدهوني، يدير ميليشيا من بلدة صبراتة التي يسيطر عليها المتطرفون، التقى مع عنصر من الاستخبارات الأميركية وبحث الطرفان موضوعات تتعلق بـ"ترتيبات أمنية مستقبلية" في العاصمة. وقال المصدر إن عنصر الاستخبارات الأميركي معروف لدى عدة أجهزة أمنية عربية بأنه معني بشؤون منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وكان من بين المبعوثين لمتابعة المفاوضات حول قضية سد النهضة بين كل من السودان وإثيوبيا ومصر.

ورفض المصدر ذكر اسم العنصر الاستخباراتي، لكنه أضاف موضحًا أن الرجل يعمل ضمن فريق أميركي انطلاقًا من موقعين؛ الأول في منطقة بدر غرب طرابلس، والثاني في منطقة جنزور، داخل نطاق العاصمة، وأن المقابلة التي جرت بينه وبين المدهوني، كانت في منطقة عين زارة التي تهيمن عليها ميليشيات المدهوني نفسه.

وفي السياق قال مصدر عسكري في شرق البلاد ان الجنود الذين وصلوا إلى قاعدة جمال عبد الناصر، قد يلتحق بهم مجموعة من الجنود الفرنسيين خلال الأيام المقبلة، وإن الهدف هو مساعدة السلطات الليبية الشرعية على مواجهة خطر "الدولة الاسلامية" من خلال أعمال التدريب وجمع المعلومات، لكنه أوضح أن مركز قيادة الجيش الذي يقوده الفريق أول حفتر، ويتخذ من المنطقة الشرقية مركزًا لغرفة عملياته، ليست له علاقة بأي نشاط أميركي في غرب طرابلس، مشيرًا إلى أن الجيش يصنف المدهوني باعتباره من قيادات المتطرفين.

 إلى ذلك، قال مستشار رئيس برلمان ليبيا عيسى عبد المجيد إنه توجد ضغوط دولية كبيرة لتمكين الحكومة التي اقترحتها الأمم المتحدة في حوار الصخيرات قبل شهر، برئاسة فايز السراج، لكنه أكد أن أكثر من ثلث النواب وقّعوا على عريضة برفض الحكومة في حال تقدمت لنيل الثقة من البرلمان خلال الأيام المقبلة ، وهو ما يعني أن "النواب المؤيدين لحكومة السراج أقل من النصاب الدستوري".