دخلت كرة القدم اللبنانية في عطلة تستمرّ نحو شهر بعد انتهاء مرحلة الذهاب، ستقيّم الأندية الـ 12 خلالها الذهاب مع وضع رؤية لمرحلة الإياب، وتحديداً لجهة مستويات اللاعبين الأجانب وما قدّموه ذهاباً، حيث تسمح لهم هذه العطلة بتبديل الأجانب، ناهيك عن أداء الحكام وبعض المشكلات الجماهيرية التي حصلت والحلول المقترحة لمعالجتها.
ولأن المعني الأول في كل نادٍ عن تقييم المستوى الفني هو رأس الجهاز الفني، نقدم اليوم الحلقة السادسة في سلسلة تقييم الذهاب من قبل المدربين الـ12، حسب ترتيب فرقهم، وهي مع مدرب «الأنصار» جمال طه، بعد الأولى مع مدرب «الصفاء» إميل رستم، والثانية مع مدرب «العهد» محمود حمود، والثالثة مع مدرب «الساحل» موسى حجيج، والرابعة مع مدرب «النجمة» تيتا فاليريو، والخامسة مع مدرب «النبي شيت» محمد الدقة.

مرحلة خيبات الأمل
يقول طه إن مستوى الفريق لم يكن كما كنا نصبو وواجهنا الكثير من خيبات الأمل، برغم أن التحضير للدوري كان جيداً، وخضع الفريق لمعسكر تدريبي في قبرص «ولكن فور وصولنا إلى بيروت، تكرّرت الخيبات من كثير من اللاعبين، ما اضطرنا إلى إنزال عقوبات تأديبية عدة بحق غير الملتزمين، كذلك ساهمت الأخطاء التحكيمية بمزيد من الخيبات على صعيد النتائج، بالإضافة إلى الضغط الذي تعرّض له الفريق من خلال مطالبته بإحراز اللقب الـ14 في مسيرته، وتولد ذلك بعقدة الخوف من بعض اللاعبين».

اللعبة بالعطاء وليست بالأسماء
ويؤكد طه أن الأمور الإيجابية غابت عن الفريق في مرحلة الذهاب «لأن المركز الذي يقبع به «الأنصار» لا يليق لا بسمعته ولا بتاريخه، باستثناء أننا اكتشفنا وضع كل لاعب على حدة بإمكانياته والتزامه داخل الملعب وخارجه. وكما هو معروف أن كرة القدم بالعطاء وليست بالأسماء، وكان واضحاً أن الفريق بحاجة إلى مدير له في وسط الملعب، لأننا افتقدنا صانع الألعاب الذي يجيد تحريك الفريق نحو الأداء الهجومي السلس البعيد عن التعقيد».

نبحث عن البديل لأكوفو
ويكشف طه أن الفريق اتخذ القرار في البحث عن لاعب يخلف الغاني أكوفو «مع العلم أن اللاعبين الأجانب أبلوا البلاء الحسن في كثير من المواقف، وكما هو معلوم أن اللاعب الأجنبي لا يُعطي ويُبدع بغياب عطاء اللاعب اللبناني، مستواهم كان جيداً، ولكننا مضطرون للتعاقد مع صانع ألعاب خلفاً لأكوفو».

المستويات متقاربة
ويشدّد طه أن مستوى الفرق كان متقارباً جداً في مرحلة الذهاب باستثناء «الصفاء» و»شباب الساحل» لأنهما قدما أداء ثابتاً واستحقا أن يكونا في المركزين المتقدمين اللذين احتلهما مع نهاية مرحلة الذهاب، وقد تأثر الشكل العام بالأخطاء التحكيمية التي طالت جميع الفرق وهي سابقة غير مقبولة في كرة القدم اللبنانية، والمطلوب أن يكون الحكم أقوى بكثير، لأن الجماهير واتحاد اللعبة والأندية تضغط على الحكام وهم الحلقة الأضعف في هذا المجال «على الجميع أن يحمي الحكم ويبعده عن التشنجات ليقوم بدوره كما هو مطلوب بعيدا عن الاعتراضات التي لا تقدم ولا تؤخر مع مزيد من الانتباه والتركيز من قبل لجنة الحكام والحكام».
و يرى طه أن بطولة الدوري لا تُحسم قبل مباراة أو مباراتين من النهاية، لأن جميع الفرق متقاربة المستوى إلى حد بعيد وسيرتفع مستواها في مرحلة الإياب، لأنها سيتم دعم صفوفها بلاعبين أجانب من الطراز الجيد، لذلك من الصعب أن يحسم أي فريق اللقب باكراً بانتظار المباريات الثلاث الأولى من المرحلة المقبلة لوضوح الصورة وكشف الأمور التي حصلت خلال فترة الراحة بين الذهاب والإياب».

مكافآت بدر بأحد اللقبين
ويتمنى طه من جمهور «الأنصار» أن يبقى خلف الفريق وأن يهتمّ بتشجيعه وأن يعي جيداً أن كرة القدم ربح وخسارة ويكون معه في السراء والضراء، ومن اللاعبين أن يعوا أنهم يلبسون قميصاً غالية جداً، وأن يسيروا بشكل صحيح لأنهم يلعبون لفريق كبير ويجب أن يكون كباراً في الملعب وخارجه، وهنا لا بد أن أوجّه الشكر لرئيس النادي نبيل بدر الذي يعطي كل ما يستطيع لإيصال الفريق إلى السكة الصحيحة، وعلينا أن نعمل جميعاً لمكافأته بإحراز واحد من اللقبين».