استقرت العلاقات الثنائية بين تيار "المستقبل" و"حزب اهل "، على تنظيم وإدارة الخلافات بينهما بعد انفجار الوضع الإقليمي وقطع العلاقات الإيرانية مع المملكة العربية السعودية وعدة دول عربية وإسلامية . فقد أثمرت الضغوط الواضحة التي بُذلت في الكواليس الديبلوماسية والسياسية الداخلية، إعادة التواصل عبر جلسات الحوار في "عين التينة" بين الحزب والتيار، وبرعاية مباشرة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي لعب دوراً محورياً في هذا الإطار.

فالرغبة المشتركة بين قيادتي الحزب والتيار بعد جولة التصعيد الاخيرة، برزت في جلسة الحوار الأخيرة بينهما، حيث أكد الطرفان على وجوب تحييد الشارع عن الخلاف المذهبي الإقليمي. وكشف نائب بارز في "المستقبل"، أن إدارة التوتّر من دون الدخول في تفاصيل المواقف من الصراع السعودي ـ الإيراني، شكّل القاسم المشترك في الحوار الأخير، وذلك من بوابة الحرص على الحؤول دون انكشاف الوضع العام سياسياً ثم أمنياً، وبالتالي، فإن الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" سيعود إلى وتيرته السابقة، بعدما تجاوز قطوع الحرب بين إيران ودول الخليج. 

وقال النائب المستقبلي، أن الرياض تبارك الحوار السني ـ الشيعي، وتتمسّك بالإستقرار في لبنان رغم كل الملاحظات على التحالف بين الحزب وإيران، كما أكدت أن النأي بالساحة الداخلية عن التوتّر الإقليمي ليس خياراً لبنانياً فقط، بل هو نتيجة تقاطع الإرادتين الإقليمية والدولية. 

لكن هذه المعطيات لا تعني بالضرورة تراجع الإنعكاسات السلبية للإشتباك الإقليمي بين الرياض وطهران على الساحة اللبنانية، فالضحية الأولى التي أصيبت بنيران هذا الإشتباك هي الإستحقاق الرئاسي وكل التسويات المطروحة في هذا المجال. 

وعلى الرغم من أن جلسة الحوار السنّية ـ الشيعية تطرّقت إلى الإستحقاق الرئاسي، فإن حظوظ تقدّم المسار الرئاسي قد باتت معدومة اليوم، وقد عكست هذا المناخ أجواء لقاء النواب مع رئيس المجلس النيابي بالأمس، والتي ركّزت على إعادة الحياة إلى حكومة المصاحة الوطنية، كونها الإطار الوحيد القادر على مواكبة المرحلة بأقل قدر ممكن من الأضرار.

وكما أعلن الرئيس بري عن وضع الملف الرئاسي في الثلاجة، فإن المقاربات والسيناريوهات عن لقاء باريسي بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، لن تتخطى إطار الفرملة والإنتقال من العمل إلى التريّث الطويل بانتظار انقشاع غبار الحرب الإقليمية.

    المصدر: لبيانون ديبايت