طرد مقاتلون معارضون تنظيم «داعش» من مناطق في ريف حلب شمال سورية قرب حدود تركيا وسط أنباء عن دعم عسكري من أنقرة لفصائل المعارضة، في وقت أخلت «جبهة النصرة» ناشطين إعلاميين بعد ساعات من اعتقالهما في كفرنبل في ريف ادلب الذي تعرض أول أمس لغارات روسية مكثفة ارتفع عدد قتلى إحداها إلى 81 واستهدفت معرة النعمان أول أمس.

وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس أن «كتائب الثوار استعادوا أمس قريتي قرة كوبر والخربة في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم “داعش” الذي كان يسيطر على القريتين».

وقال ناشطون أن «هجوماً عنيفاً شنّه الثوار، على مواقع عناصر تنظيم “داعش” في قريتي قرة كوبري والخربة القريبتين من الحدود السورية - التركية، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة، وسقط خلال الاشتباكات قتلى وجرحى من الطرفين، وتمكن الثوار عقبها من استعادة السيطرة على كل من القريتين».

وأشار «فيلق الشام» إلى أن الفصائل المشاركة في المعركة هي «فيلق الشام وفرقة السلطان مراد ولواء المعتصم ولواء الحمزة».

وقالت «وكالة أعماق» المقربة من تنظيم “داعش” أن «مسحلي المعارضة السورية هاجموا قرية قرة كوبري في ريف حلب الشمالي»، مؤكدة «قيام طائرة من دون طيار تابعة للتحالف الدولي بتنفيذ غارة جوية على القرية أثناء هجوم الثوار عليها». وأشارت إلى أن القوات التركية استهدفت أيضاً قرية قرة كوبري خلال هجوم «الثوار» على مواقع التنظيم في القرية.

وأضافت أن عناصر التنظيم فجروا منزلين مفخخين لدى اقتراب مسلحي المعارضة منهما قرب قرية غزل في ريف حلب الشمالي، والقريبة من قرية قرة كوبري، مشيرة إلى «نشوب اشتباكات عنيفة في محيط القرية، بين عناصر التنظيم والثوار»، وفق «كلنا شركاء».

وكان تنظيم “داعش” سيطر نهاية الشهر الماضي على قريتي قزل وقره كوبري في ريف حلب الشمالي بعد تسلل عناصره إلى الخطوط الدفاعية للمعارضة. وانسحبت بدورها كتائب «الجيش الحر» من قرية دوديان في ريف حلب الشمالي بعد سيطرتهم عليها لساعات قليلة، خشية محاصرتها من قبل تنظيم “داعش” بعد سيطرة الأخير على كل من قزل وقره كوبري على الحدود السورية - التركية.

في ريف ادلب، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «جبهة النصرة» أخلت «مقر راديو فرش بعد أن اقتحم مسلحون ملثمون تبين أنهم ينتمون إليها صباح اليوم (امس) مقر الإذاعة وصادروا حواسيب وأموال ومعدات واعتقلهم رائد الفارس مدير الاذاعة والناشط هادي العبدالله». وقالت مصادر مقربة من عاملين في الإذاعة، أن سبب الاعتقال هو «إذاعة أغاني تخالف الشريعة الاسلامية وكتابة شعارات مسيئة للإسلام»، وأن هادي العبدالله اعتقل لأنه كان كفيلاً لرائد الفراس في أوقات سابقة، بـ «عدم نشر أي مواد تخالف الشريعة الإسلامية». يذكر ان الناشط رائد الفارس من مدينة كفرنبل و «انتقد ممارسات جبهة النصرة أكثر من مرة». كما اعتقلت معه الناشط هادي العبدالله الذي ظهر في أكثر من مناسبة وهو يدافع عن «جبهة النصرة» ويتحدث عن انتصاراتها على حساب قوات النظام من ريف حمص إلى القلمون إلى إدلب.

وفي أكثر من مناسبة وصف تقدمها وسيطرتها على مناطق بأنه «تقدم للجيش السوري الحر مثل جسر الشغور التي سيطرت فيها مع عدة حركات إسلامية وجنود الشام الشيشان والحزب الإسلامي التركستاني ومطار أبو الضهور العسكري الذي سيطرت النصرة عليه مع الحزب الإسلامي التركستاني»، وفق «المرصد» الذي قال انه «ظهر مع مجموعة من الإعلاميين والنشطاء في مقابلة تلفزيونية رتبتها لهم جبهة النصرة مع قائدها العام أبو محمد الجولاني». وكان سونير طالب منسق العلاقات العامة والاعلام في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قال لوكالة فرانس برس «اعتقلت جبهة النصرة الناشطين هادي العبدالله ورائد فارس عند الساعة السابعة الا خمس دقائق صباح اليوم من مقر الاذاعة في كفرنبل» في محافظة ادلب.

ووفق طالب، صادرت المجموعة التي اقتحمت مقر الاذاعة «جميع أجهزة البث الموجودة فيها كما قامت بتكسير المحتويات». وأوضح انها «ليست المرة الاولى التي يتم فيها اعتقال فارس احتجاجاً على أداء الاذاعة التي تبث برامج منوعة وسياسية وبعد اتهامه بالعلمانية وموالاة الكفار»، مضيفاً «كان هادي في كل مرة يتولى الدفاع عن رائد لكن هذه المرة تم اعتقال الاثنين معاً».

وذاع صيت المدينة من خلال اللافتات التي ترفع فيها دورياً وتنطوي على رسائل معبرة تتوجه إلى الداخل السوري والخارج باللغتين العربية والانكليزية، وتلقى صدى إعلامياً واسعاً، وهي من المدن الخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ العام 2012.

وتسيطر فصائل «جيش الفتح» الذي تضم «جبهة النصرة» وفصائل اسلامية ومقاتلة أبرزها حركة «أحرار الشام» بشكل شبه كامل على محافظة ادلب منذ الصيف الماضي. وبات وجود قوات النظام في تلك المحافظة يقتصر على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين، من خلال قوات الدفاع الوطني والمسلحين المحليين.

إلى ذلك، قال «المرصد» أنه «ارتفع إلى 81 عدد الاشخاص الذين قضوا جراء المجزرة التي نفذتها طائرات حربية روسية استهدفت بأربعة صواريخ، المحكمة الإدارية التابعة لجبهة النصرة والتي تضم سجناً داخلها، بالإضافة لمناطق في محيطها، بمدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي». وأشار إلى «استشهاد 22 مواطناً بينهم 3 سيدات وطفل على الأقل، قضوا داخل المحكمة وخارجها، و14 شخصاً كانوا موقوفين في المحكمة لا يعلم ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين، و6 مقاتلين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة بينهم عقيد منشق عن قوات النظام، بالإضافة لمصرع 23 عنصراً من النصرة». وأفيد بمقتل ثلاثة بقصف روسي على بلدة اورم الجوز في ريف ادلب.

وفارق رجل الحياة، من بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، جراء نقص الغذاء والدواء اللازم وسوء الأوضاع الصحية والمعيشية، وفق «المرصد» الذي قال: «فتحت الفصائل الاسلامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في اطراف بلدتي الفوعة وكفريا بعد منتصف ليل أمس، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، فيما استشهد القائد العسكري لقطاع الحدود في حركة أحرار الشام الإسلامية في ريف إدلب، متأثراً بجروح أصيب بها جراء استهداف سيارة كان يستقلها بعبوة ناسفة في منطقة على طريق الرامي - كفرحايا بجبل الزاوية بريف إدلب ليل امس».

في الجنوب، قال «المرصد» أمس: «سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على منطقة باطراف مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع استمرار قصف قوات النظام على مناطق في المدينة في وقت ارتفع إلى ٢٠ عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في مدينة داريا، بينما تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط اتستراد السلام بالغوطة الغربية».

وبين دمشق والاردن، قال «المرصد» أنه «ارتفع إلى 29 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسية منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في بلدة الشيخ مسكين، كما استهدفت الفصائل الاسلامية تمركزات لقوات النظام في اللواء 12 ومحيط بلدة ازرع وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما استشهد رجل من بلدة ابطع متأثراً بجروح اصيب بها، جراء قصف الطيران الحربي على البلدة في وقت سابق».

ونفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا «ما أدى لسقوط جرحى»، وفق «المرصد». وأضاف: «قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة بصرى الشام ما أدى لاضرار مادية، ايضاً ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في بلدتي الطيبة وبصر الحرير، كما استشهد رجل من بلدة محجة تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام، عقب اعتقاله منذ نحو عام وشهرين».

في ريف اللاذقية، استمرت «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة والحزب الاسلامي التركستاني وجبهة النصرة من جهة اخرى في محيط منطقة سلمى، ما أدى لاستشهاد مقاتلين اثنين من الفصائل الاسلامية ترافق مع تنفيذ طائرات حربية يعتقد بأنها روسية عدة غارات على مناطق الاشتباك، وقصف مكثف من قبل قوات النظام على المناطق ذاتها»، وفق «المرصد».