اتخذت السويد والدنمارك، أمس، اجراءات جديدة لوقف تدفق اللاجئين، ما اثار انتقادات حادة من برلين التي اعتبرت ان اتفاقية «شنغن» لحرية التنقل في اوروبا «في خطر».
وللمرة الاولى منذ نصف قرن، اصبحت السويد تطلب ابراز وثيقة الهوية من كل الاشخاص القادمين من الدولة المجاورة الدنمارك، التي ردت على الفور عبر فرض اجراءات رقابة على حدودها مع المانيا.
وقال وزير الهجرة السويدي مورغان يوهانسن إن بلاده «تقوم بهذه الخطوة لتجنب وضع يثير مشكلات، لم يعد يسمح لنا باستقبال طالبي اللجوء في ظروف جيدة»، فيما ردت ألمانيا بأن «حرية التنقل سلعة ثمينة» في الاتحاد الاوروبي.
وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، مارتن شيفر، إن «اتفاقية شنغن مهمة جداً لكنها في خطر»، وذلك بعدما فرضت حوالي عشر دول اعضاء في الاتحاد اجراءات رقابة متفاوتة على حدودها وآخرها اجراءات أمس.
وبالرغم من أن قرار الدنمارك، وكذلك الاجراءات السويدية الجديدة، تتوافق مع اتفاقية «شنغن» التي تتيح اعادة فرض الرقابة على الحدود في حالات طارئة، إلا أن هذه الإجراءات تعد تاريخية لان رعايا الدول الاسكندينافية يمكنهم التنقل بحرية من دولة الى اخرى في المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي.
وبحسب القرار السويدي، فقد اصبحت ستوكهولم تفرض حتى اشعار آخر على الشركات والقطارات والحافلات التي تعبر جسر «اوريسوند» تدقيقاً في الهويات قبل الدخول من الجانب الدنماركي تحت طائلة دفع غرامات بقيمة 50 الف كورون سويدي (5400 يورو) للمسافر الواحد.
من جهة اخرى، سيتم بناء جدار ارتفاعه متران ويمتد مئات الامتار في محطة «كاستروب» لمنع المهاجرين الذين يبعدون من الصعود بسرعة الى القطارات المتوجهة الى السويد.
وبسبب الخشية من أن يبقى المهاجرون الذين تعيدهم السويد في اراضيها، أعلنت الدنمارك على لسان رئيس وزرائها لارس لوكي راسموسن اعادة الرقابة على الحدود بينها وبين المانيا، معتبراً أنه «من الواضح ان الاتحاد الاوروبي ليس قادرا على حماية حدوده الخارجية ويجد آخرون انفسهم مضطرين لفرض رقابة حدودية».
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس التشيكي ميلوس زيمان المعروف بمواقفه المناهضة للهجرة، أمس، ان جماعة «الاخوان المسلمين» في مصر مسؤولة عن تدفق نحو مليون مهاجر الى اوروبا.
وأعرب زيمان في حديث للإذاعة التشيكية عن اعتقاده بأن «جماعة الاخوان المسلمين تنظم هذا الغزو مستخدمة امكانات مالية مصدرها عدد من الدول»، موضحاً انه تلقى هذه المعلومات من «سياسيين عرب مسلمين».
وأضاف ان «جماعة الاخوان المسلمين لا يمكنها ان تبدأ حرباً على اوروبا، انها لا تملك القدرة على ذلك، لكنها قادرة على التخطيط لموجة هجرة كبيرة والسيطرة على اوروبا في شكل تدريجي».