شهدت العلاقات بين السعودية وإيران تاريخا طويلا من الخلافات، لخصه التوتر القائم الآن بين البلدين، بعد اقتحام سفارة الرياض في طهران، وسط أزمة دبلوماسية، في أعقاب إعدام المواطن السعودي نمر النمر.
  إلا أن الاحتقان في العلاقات بين الدولتين اشتعلت شرارته الأولي، عام 1979، العام نفسه الذي شهد ما يسمي الثورة الإسلامية الإيرانية، التي تمخضت عنها أنظمة إيرانية تسعي إلى تصدير تلك الثورة إلى المناطق المجاورة.   وقد أعادت السعودية، الأحد، قطع العلاقات مع إيران، بعد اقتحام سفارتها في طهران، حيث شهدت العلاقات بين البلدين انقطاعا دبلوماسيا منذ 1988 وحتى 1991، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، بعد محاولتهم اقتحام الحرم المكي واحتلاله والتظاهر فيه.   تسييس الحج   ومنذ ذلك الحين، ظلت السلطات الإيرانية تستخدم حجاجها وسيلة لاختلاق الأزمات مع السعودية وتقويض الأمن في المملكة، ففي عام 1986 عثرت سلطات الأمن السعودية على مواد شديدة الانفجار مخبأة في حقائب عدد من الحجاج الإيرانيين القادمين عبر مطار جدة.   وفي العام التالي (1987) أثار الحجاج الإيرانيون الشغب برفعهم شعارات سياسية، ما أسفر عن مقتل 402 من رجال الأمن والمواطنين السعوديين، وحجاج من جنسيات مختلفة حاولوا التصدي للمسيرة، وحجاج إيرانيين متظاهرين.   وقد أججت الوفيات في منى العام الماضي (2015) العداء بين السعودية وإيران، بعدما ألقت صحف سعودية باللوم على الحجاج الإيرانيين في حادثة التدافع، عندما اصطدمت مجموعتان كبيرتان من الحجاج في تقاطع طرق في منى، كانوا في طريقهم لرمي الجمرات.   تعميق الصراع   وفي الوقت الراهن تتمثل أبرز الخلافات بين البلدين في التدخل الإيراني المعلن في سوريا، حيث دعمت طهران بالمال والعتاد، الرئيس السوري بشار الأسد.   كما مدت إيران الأسد بمستشارين عسكريين، ومقاتلين من الحرس الثوري الإيراني، من أجل إجهاض الثورة، وبحجة حماية المراقد الدينية.   وفي اليمن، سعت طهران بشكل حثيث على إيجاد موطئ قدم لها هناك، فدعمت علنيا ميليشيات الحوثي، الأمر الذي أدى إلى إطلاق المملكة عاصفة الحزم. وفي البحرين، العضو في مجلس التعاون الخليجي، تتهم الحكومة إيران بإثارة الشغب، وتشجيع المعارضة على التمرد.   أما في لبنان فلم تخف إيران دعمها وتمويلها لحزب الله، الذي أعلن أمينه العام حسن نصرالله ولاءه لإيران وليس لبلده لبنان. وتدخل إيران، في الآونة الأخيرة، بشكل فاعل وأكثر مباشرة في العملية السياسية العراقية.   ورغم حرص السعودية، طوال السنوات الماضية، على علاقات مستقرة مع إيران، إلا أن الأخيرة، حسب محللين، لم تتواني عن التمادي في التدخل في شؤون دول المنطقة عبر وكلائها.