برزت كتائب «عبدالله عزام» وألوية زياد الجراح كحركات إرهابية في لبنان ضمّت جنسيات مختلفة وأسماء عدة أبرزها: جمال محمد مسلم المدني دفتردار وسراج الدين زريقات ونعيم عباس. وقد ألقى الجيش القبض عليهم منذ أكثر من عام بتهم القيام بأعمال إرهابية وتجنيد أشخاص وتدريبهم على حمل السلاح واستعماله وتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة وزرعها وتفخيخ السيارات وتفجيرها، وإدخال الصواريخ الى لبنان بهدف إطلاقها.الشبكة التي يُشرف عليها والتي أوقفها الجيش لديها اعترافات خطرة

قامت الشبكة بالإعتداء المزدوج على حاجزَي الجيش في الأوّلي في صيدا ومجدليون في أواخر العام 2013. ويُعدّ جمال دفتردار من أهم الإرهابيين، وألقت دورية من مديرية المخابرات القبض عليه مع زوجته فاطمة عمار اسماعيل في بلدة كامد اللوز في منزل المدعو مازن عباس، الذي تم قتله إثر محاولته الهجوم على عناصر الدورية حاملاً قنبلة يدوية.

من هو جمال دفتردار؟

من مواليد برج البراجنة 1979، تلقّى فيها علومه لغاية الصف الرابع متوسط . وانتقل في العام 1995 الى الدراسة الدينية الشرعية في معهد الإمام البخاري في وادي الجاموس -عكار، وكان يُدير المعهد الشيخ سعد الدين كبي وهو يتبع النهج السلفي. وقد نال دفتردار شهادة الثانوية الشرعية وهي معادلة في الجامعة الإسلامية في السعودية وسافر الى المدينة المنورة عام 2006 ليتابع الدراسة دون أن يكمل دبلوم الشريعة.

«حلم الجهاد»؟

يقول جمال دفتردار في اعترافاته إنه بدأ بحمل الفكر الجهادي في العام 2003 بعد دخول الأميركيين الى أفغانستان والعراق، وكان وقتها لا يزال في السعودية يتابع دراسته. وخلال حرب تموز 2006 عاد الى شحيم، قرية والدته، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى السعودية.

سعى دفتردار للسفر الى العراق إلّا أن نصائح العراقي أبو آمنة الذي استأجر له شقة في سوق الحميدية في دمشق مع التأكيد عليه بأن الحاجة لوجوده في سوريا ملحة أبقته متنقلاً بين أحياء دمشق، فبقي في جرمانا لغاية العام 2007 وكان يعمل على تدريس جهاديين عراقيين.

رغب جمال دفتردار بعد توقيف عدنان المحمد بالعودة الى لبنان، فنصحه العراقي أبو عثمان (قُتل لاحقا) بالدخول الى مخيّم عين الحلوة ليبقى مع أصدقائه من فتح الإسلام. وأرسل صورة شمسية له الى «توفيق طه» ليقوم بتزوير هوية فلسطينية له.

دخل جمال دفتر دار لبنان عبر جرّار زراعي كان في قرية حدودية مجاورة للبنان يقوده المهرّب محمد أشقر، الذي سلّمه الى مهرّب آخر يدعى أبو جعفر، الذي أوصله الى البقاع بعدما استقل «فان» الى الكولا، حيث تسلّم بطاقة هويته المزوّرة وفيها إسم «عيسى»، فتوجّه بواسطة الأوتوبيس الى صيدا ودخل منها بتاكسي الى «عين الحلوة» ومن ثم الى مسجد خالد بن الوليد، فحضر شخص يدعى أبو اسماعيل ونقله الى منزل أبو سليمان، وهو نعيم عباس، حيث بقي في منزله لسنة ونصف السنة.

بعد عام من إقامته لدى نعيم عباس، حصلت إشكالات كبيرة بين عباس وتوفيق طه أبرز الإرهابيين في كتائب عبدالله عزام . فانتقل دفتردار الى منزل نعيم أحمد نعيم، الذي تنحصر مهمته بإيواء العناصر التي تدخل «عين الحلوة»، وعرض عليه توفيق طه الإنتقال الى القصير والعمل على إنشاء مجموعات تابعة لكتائب عبدالله عزام وزوّر له هوية فلسطينية جديدة، وقد انتقل الى عرسال بواسطة فان حيث مكث لثلاثة أيام عند خالد حميد.

حاول الدخول الى جوسيه إلّا أنه لم يستطع بسبب حشود الجيش السوري، فاتجه بواسطة مهرب الى القصير والتحق بكتائب الفاروق وتحديداً بكتيبة النجمة وقائدها السوري عمار اسماعيل.

تواصل جمال دفتردار مع توفيق طه وأبلغه صعوبة إنشاء تنظيم بمفرده، لكن الأخير أصر على ذلك، وأرسل له شبّان فلسطينيّي الجنسية، إلّا أنه فشل في تنظيمهم عبر مجموعة، فعادوا الى لبنان. في عام 2013 تزوج بفاطمة عمار اسماعيل وبقي في القصير يُعطي دروساً دينية لحين إصابته في بطنه وقدمه اليمنى إثر سقوط قذيفة قرب منزله.

تمّ نقله الى يبرود ومن ثم الى عرسال كجريح سوري (ببطاقة مزورة) ومن ثم نقل الى كامد اللوز للعلاج حيث بقي لمدة شهرين و18 يوماً.
ونشب خلاف مع والي القاعدة الذي اعتبره يتدخّل في عمل الجهاز الأمني (ابو بكر العراقي). وفي بيجي تعرّف إلى أبو رمضان وهو فلسطيني أردني معروف بانخراطه في «القاعدة».

تلقّى بحسب إفادته تدريبات عسكرية على الرماية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعلى استخدام الهاون 80 ملم و120 ملم وشارك في معارك ورمايات بالهاون على المراكز الأميركية في الموصل وفي سامراء الى أن تسلّم مهام الإشراف الشرعي على عمل المحققين الأمنيين في تنظيم القاعدة بتكليف من قائد القطاع أبو رضوان، ولاحقاً أصبح مساعداً شرعياً لقاضي التنظيم في سامراء في العام 2007 واستمر لأربعة أشهر، إنتقل بعدها الى بيجي. وفي أواخر العام 2007 خرج من الموصل الى دير الزور برفقة شابين يمنيّين..

التخطيط لاستهداف الجيش والحزب ؟

عندما كان جمال دفتردار في «عين الحلوة» حضر اليه أبو يوسف الجزراوي الذي كان يرتبط بخلايا القاعدة في السعودية وأخبره انه يقوم مع أبو هريرة بتفعيل عمل فتح الإسلام ومناصريها في الخارج لا سيما عبر استهداف الجيش اللبناني بعمليات تفجير من أجل تخفيف الضغط على المخيم.

وبعد فترة حضر شخص سعودي يدعى «ماجد الماجد» كان يعاني من مرض الكلى يقول عنه دفتردار انه كان شديد الذكاء وأمنياً للغاية وهو يرتبط بتنظيم القاعدة في أفغانستان بشخص صالح القرعاوي (نجم).

كان دفتردار يطلع على المراسلات بين ماجد الماجد والقرعاوي .وكان أيضاً يتلقّى رسائل مشفّرة على إسمه (شادي) من القرعاوي ويقوم هو بايصالها الى ماجد الماجد وتوفيق طه حيث كانت الرسائل تحمل إصراراً على استهداف الجيش واليونيفيل.

وبعد الحرب في سوريا تحوّلت استراتيجية الحركة الى محاربة «حزب الله» واستهداف الأماكن الشيعية. وربطت دفتردار علاقة مع حسن العجوز الملقب بأبو تراب وهو مقيم في برج البراجنة، ولديه محل توزيع انترنت في محلة العنان، حيث أهداه فور عودته من سوريا مسدس من نوع «غلوك».

خلايا عبدالله عزام؟

انشأ ماجد الماجد كتائب عبدالله عزام وتولّى رتبة أمير الشام وتم تعيين مسؤولين وهم:

– توفيق طه تولّى المسؤول التنفيذي في لبنان.
– صالح القرعاوي تولّى مسؤول العمليات الخارجية.
– جمال دفتردار تولّى المستشار الإعلامي ومسؤول متخصّص في الشؤون اللبنانية .
أما عناصر الكتائب الميدانيين فهم:
– بلال كايد (خبرة واسعة في الانترنت والكهرباء والإلكترونيات) ومحمد جمعة ونعيم عباس (ميداني) وغيرهم.

بعد ضم سرايا زياد الجراح الى كتائب العزام، بدأت العمليات ضد الجيش وبدأ إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل. وقد قام ماجد الماجد بتنفيذ ضرب الصواريخ بإشراف توفيق طه، فيما قام جمال دفتردار بالإشراف على تصوير فيلم يظهر فيه مع بلال كايد وهما يقومان بتجهيز صاروخ. حينها كشف
الجيش وجود 8 صواريخ في أحد بساتين الموز في صور وقام بتعطيلها.

التمويل وأبرز العمليات الإرهابية؟

التمويل كان يرد الى ماجد الماجد من خلال متموّلين يحضرون اليه ويسلمونه الأموال ومعظمها خليجية. وقد كفَّرَ جمال دفتر دار أبناء الطائفة الشيعية كما كَفّر باقي أفراد الطوائف الذين يستغيثون بغير الله.

أما أبرز عمليات كتائب عبدالله عزام فكانت متنوعة:

– تفجير السفارة الإيرانية.
– الإعتداء على الجيش واليونيفيل.
– إطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل.

خفايا جمال دفتردار لم تنته بعد، واعترافاته لم تتوقف عند هذا الحد، فضلاً عن أن الشبكة التي يشرف عليها والتي تم توقيفها من الجيش اللبناني كانت لديها اعترافات خطرة جداً وربما نعيم عباس يبقى نجمها.

وإذا كانت أكثرية الإرهابيين أصبحت في السجون، فماذا عن الخلايا النائمة التي لا ينكر أي جهاز أمني وجودها في المخيمات والمناطق حتى في الضاحية الجنوبية، خصوصاً مع التطورات الأمنية المشتعلة في المنطقة. والسؤال الى أين تتجه الأمور الأمنية في لبنان؟