مع طي ملف العسكريين الذين اختطفوا من قبل «جبهة النصرة»، بدأ التسويق لمفاوضات متوقعة بين الدولة اللبنانية وتنظيم «داعش»، بشأن العسكريين التسعة المختطفين لديه.

ووفق ما يردد بعض الاوساط، فان اسم احمد الاسير ونعيم عباس طرحا من ضمن اسماء الذين سيطالب بهم التنظيم، وقد بدأ التسويق لها على انها ستكون في مقدمة المطالب، حتى قبل التأكد من ان هناك خيوطا ستؤسس لمفاوضات.

وفي معلومات تتحدث عنها الاوساط، نقلا عن مقربين «سابقين» من الاسير، ان العلاقة بدأت بين الاسير وتنظيم «داعش» عبر وسطاء، وتعززت اكثر حين زار الاسير سرا منطقة جوسيه في منطقة القلمون السوري، قبل ان يسيطر «حزب الله» والجيش السوري عليها ، والتقى امراء في هذا التنظيم، وعزز علاقاته مع «داعش»، بعد ان شعر بان رموزا دينية عديدة من الطائفة السنية، سعت الى تحجيمه، ومنعه من الامتداد الى خارج صيدا، لما في ذلك من تأثير للاسير على الجمهور الاسلامي الشمالي الموزع الولاءات بين مرجعيات ورجال دين في هيئات وتنظيمات اسلامية، معتدلة ومتطرفة، وحينها تلقى الاسير من ائمة مساجد وامراء هيئات دينية، اعتقد انها تناصره في حملته، اشارات تُدلل على انزعاجهم من اطلالاته على جمهورهم ، حين زار عرسال ووادي خالد وطرابلس والقى خطابات تحريضية امام جمهور ائمة المساجد فيها، الى ان وجد في «ضيقته» حين فرّ من معركة عبرا، خالد حبلص الموقوف لدى القضاء اللبناني ، الذي لجأ اليه متخفياً، قبل ان تلقي القوى الامنية القبض عليه ومحاكمته لدى القضاء اللبناني.

وتلفت الاوساط الى ان الاسير عزز علاقاته مع «داعش» وتعهد بتفجير الوضع في صيدا والسيطرة عليها عسكريا ، والتواصل مع تنظيمات اسلامية متطرفة تقيم في عدد من احياء المخيم، والعمل على فتح جبهة سنية ـ شيعية بين عبرا وحارة صيدا ، تكون مشابهة لجبهة جبل محسن باب التبانة في طرابلس،مع جبهة اضافية تفتح من مخيم الطوارىء في مخيم عين الحلوة باتجاه مراكز الجيش اللبناني، وبالفعل ، فقد جرى هذا السيناريو في حزيران العام 2013 ، عندما هاجم مسلحو الاسير في عبرا حواجز الجيش اللبناني ، وفي الوقت نفسه سعى مسلحو التنظيمات الارهابية في المخيم الى تفجير الوضع وفتح جبهة مع الجيش اللبناني، الا ان الجيش تمكن من حسم المعركة في عبرا خلال 72 ساعة ، فيما رد على مصادر النيران على محور تعمير عين الحلوة، وازيل المربع الامني الذي اقامه الاسير ، ليكون نقطة انطلاق لتحركاته العسكرية ولحملات التحريض المذهبي والديني التي اطلقها، لتأجيج الحالة المذهبية داخل صيدا وفي محيطها.