انسداد المخارج أمام التسوية الرئاسية أقفل باب الحلول أقله راهناً لمعالجة أزمة الاستحقاق الرئاسي، بعد بروز عقبات داخلية لا يستهان بها وعدم توافر الغطاء الإقليمي الكامل أمام ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ما يعني إطالة أمد الشغور المتواصل منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر، وهو ما ترى فيه البطريركية المارونية مؤشراً بالغ الخطورة سيقضي على ما تبقى من مؤسسات في البلد، في وقت بدأ البطريرك بشارة الراعي يضيق ذرعاً بعجز الأقطاب الأربعة عن التوافق على حل المأزق الرئاسي، سواء بدعم «التسوية الحريرية»، أو بتأييد أحدهم للرئاسة، وإلا فإن استمرار الفراغ سيدفع البطريرك إلى تسمية الأمور بأسمائها والدعوة علانية إلى انتخاب رئيس من خارج هؤلاء الأقطاب، لأنه ما عاد مسموحاً أن يبقى كرسي الرئاسة الأولى شاغراً، لأن كل واحد يريد الرئاسة له، على حساب مصلحة البلد والمسيحيين.

وكشفت المعلومات المتوافرة، من مصادر موثوقة، أن البطريرك الراعي رسم صورة متشائمة بشأن الاستحقاق الرئاسي، بعد الكلام الذي سمعه من وفد «حزب الله» الذي زاره أخيراً، حيث رفض الحزب الاستجابة لطلب البطريرك التدخل لدى النائب ميشال عون لتليين موقفه من التسوية المطروحة، ما يعني بقاء الوضع على ما هو عليه من انهيار وتراجع على مختلف المستويات، وهو ما تتحمل مسؤوليته القيادات السياسية في البلد، الأمر الذي قد يدفع بكركي إلى البحث عن خيارات أخرى لإحداث تغيير في المشهد القائم.