في إحدى المناطق خارج بيروت، تمكث سجى الدليمي في شقّة مع زوجها المخلى سبيله الفلسطيني كمال خلف وأولادها الأربعة: التوأم عمر وأسامة وهاجر والرضيع يوسف. تدرك «أم عمر» أنّ جزءاً من الإجراءات الأمنيّة المفروضة عليها هي بهدف حمايتها وحماية ابنتها من أبو بكر البغدادي.   ولذلك هي مرتاحة. ولعلّ السبب في ذلك يعود أيضاً إلى عدم مطالبة أبو بكر البغدادي بابنته إلا مرةً واحدةً عندما علمَ بأمرها، إذ أنّ زوجته لم تخبره حينما طلّقها منذ سنوات أنّها كانت حاملا بالأشهر الأولى. ذهب كلّ منهما بطريق واختارت الوالدة أن تعتني بهاجر وحيدة.   أوضاع طليقة «أمير المؤمنين» اليوم ليست على أحسن حال.

وبانتظار «الفرج»، تهتمّ بأولادها وتستقبل أطباء نفسيين متخصصين للإشراف على حالة أحد أولادها الذي يعاني من أزمة نفسية، ولكنّها تحاول إبعاد نفسها عن الأضواء والإعلام بعد خروجها من السجن، ليبقى هدفها واحدا هو السّفر إلى تركيا حيث يقطن بعض أقربائها، وربّما للانطلاق في ما بعد إلى إحدى الدول الأوروبيّة والانصراف للاهتمام بأولادها الأربعة.

  ملّت سجى الدليمي من ربط اسمها بالإرهاب، وتتمنى، بعد أن رفضت البقاء مع «جبهة النصرة» في جرود عرسال، أن تنسى أيّام التوقيف التي قضتها بين السجون اللبنانيّة والسورية، لتبدأ من الصّفر حيث لا أحد يتعرّف على والدها المسؤول في «داعش» حميد ابراهيم الدليمي وأشقائها الموزّعين بين قيادتي «النّصرة» و«داعش».   لا تريد ابنة الـ28 عاماً سوى الانتهاء من المعاملات الضروريّة التي تسمح لها بالسّفر خارج لبنان، فهي لم «تبيّض» سجلّها بل إنّها ما زالت مصنّفة كمتّهمة مخلى سبيلها إلى حين البتّ بقضيّة اتهامها مع زوجها كمال خلف بالانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلّح وإقدامها على تزوير وثائق لها ولأولادها بأسماء وجنسيّات مغايرة بالتعاون مع المدعى عليه الثالث الفلسطيني لؤي المصري.  

توحي كلّ المؤشرات التي يبني عليها وكيل الدّفاع المحامي حنّا جعجع أنّ ملفّها غير حساس. وبالتالي لن يكون الحكم عليها أعلى من المدّة التي قضتها في السجن (أكثر من سنة سجنيّة).  

ولأنّ الأمل موجود بإمكانية استحصالها وعائلتها على ورقة تأذن لها بالخروج من الأراضي اللبنانيّة بعد أن وعدها القائمون على المديرية العامّة للأمن العام بذلك، لم تحضر سجى الدليمي جلستها الأولى بعد إخلاء سبيلها في المحكمة العسكريّة، أمس. وما أضاف لديها الرغبة في التغيّب هو تعرّض أولادها الثلاثة لتسمّم غذائي واضطرارها مع زوجها للبقاء إلى جانبهم.  

لن تبقى طليقة البغدادي على غيابها عن الجلسات، بل ستعمد إلى حضور الجلسة المقبلة إذا لم تكن قد أنهت أوراقها بغية استجوابها والحكم عليها، ثمّ مغادرة الأراضي اللبنانيّة. إذ أنّها ترفض أن تسافر ويصدر حكم غيابي يمنعها من التحرّك بحريّة في الخارج. وما يعزّز هذا الأمر هو تأكيدها الحضور لوكيلة الدفاع عنها وعن زوجها المحامية ماري رين حنا جعجع، التي حضرت الجلسة أمس، حينما قرّر رئيس «العسكريّة» العميد الرّكن الطيّار خليل ابراهيم تكرار جلبهما وإرجاء الجلسة إلى 21 آذار المقبل.

السفير