قد تكون الجريمة التي حصلت في بلدة قب الياس وأودت بحياة الشابة العشرينية غزل أ. ب عن طريق "الضرب حتى الموت" بآلات حادة وأخرى زجاجيّة، ليست الاولى من نوعها في سلسلة قضايا العنف الأسري، لكن ما كشفته التحقيقات الأولية عن اعترفات زوجها، الذي سلّم نفسه بعد ساعتين من كشف والده جثة الضحية "غزل" في منزلهما الزوجي، قد يكشف تفاصيل بقيت موضع تكهنات كثيرة، ويفتح أبوابا واسعة للمزيد من التشدد القانوني مع قضايا وجرائم العنف الأسري.  

في البداية بقيت ملابسات وأسباب الجريمة غير مفهومة، ويشوبها الكثير من الغموض، بحسب مصدر متابع للقضية، الى ان اعترف زوج غزل، روني ف. ش، أنه هو من اقدم على قتلها فبدأت التحقيقات معه لكشف تفاصيل الليلة المشؤومة.   أما عن أسباب القتل، فقد كشفت المعلومات الأولية أن غزل أرادت أن تكمل تعليمها الجامعي في دمشق، ما ولد "شجارا عائليا" هو الأول من نوعه بسبب رفض روني الأمر بشدة، ما دفعه الى ضربها بعنف ثم خنقها وهو بكامل قواه العقلية.

هذه المعلومات التي تم تداولها اعلاميا أثارت شكوكاً عند المحققين، لأن السبب بنظرهم غير مقنع، وما زاد الأمر غموضاً، المعلومات المستجدة التي أوردها مصدر أمني لـ"لبنان 24"، وفيها أن زوج المغدورة يغيّر أقواله خلال التحقيقات بين حين وحين، ناكرا روايته الأولى.

  غزل ما زالت "عذراء"   وبعكس ما أشارت التحقيقيات الأولية بأن علاقة غزل وروني كانت طبيعية وعادية وهادئة، فإن المصدر يؤكد أن "اعترافات الجاني في التحقيقات تشير إلى انه كان يتذمر دائماً من تصرفات غزل عير المبالية به، إذ كانت دائمة الإنشغال عنه ولا تهتم به ولا تسمح له بالإقتراب منها، وهي تتحدث على تطبيق "واتس آب" في معظم أوقاتها، كما كشفت "أن روني وغزل تزوجا منذ أربعة أشهر لكنها ما زالت "عذراء"، وفي إحدى الليالي، جاء روني متأخرا إلى منزله الزوجي وهو "ثمل"، ما أدى إلى نشوب إشكال بينهما تطور إلى إقدام الزوج على ضرب غزل بعنف وخنقها، والأفظع أنه سارع إلى الهروب، ليعود لاحقاً بعد أن كشف والده الجثة، ثم سلم نفسه لاحقاً".   وأشار المصدر إلى أن السعي للطلب من الطبيب الشرعي الكشف مجددا على جثة الضحية، أو تشريحها، لكشف إن كانت غزل ما زالت عذراء ام لا، وهو أمر سيساعد على كشف بعض حيثيات الجريمة وصدق المدعى عليه في المعلومات الجديدة التي أدلى بها".  

الأسباب الجذرية للجريمة   عن تزايد أعداد جرائم العنف الأسري ودلالاته، تؤكد الناشطة في جمعية "كفى" المحامية ليلى عواضة في حديث مع "لبنان 24" أن "الأسباب الشكلية للجريمة ليست مهمة، بل المهم النظر بعمق إلى الأسباب الجذرية، وهي السلطة الذكورية في المجتمع، التي تمنح للقاتل أحقية تحديد الخطأ والعقوبة لينفذها ببرودة أعصاب دون التفكير بالعواقب، التي عادةً تكون تخفيفية وغير رادعة".   وتشير عواضة إلى أن قضية غزل تعيد التذكير بالعنف الأسري التي تتعرض له النساء، وتسأل: "أين دور القضاء بوضع عقوبات رادعة وقوية لمنع مثل هذه الجرائم"، مطالبة بـ"محاكمات سريعة لجرائم العنف الأسري، التي عادة تطول جداً وهو أمر غير عادل".  

وقالت عواضة: "التقينا مع مستشار وزير العدل أشرف ريفي، محمد صعب، واتفقنا معه على تخصيص محكمة متخصصة بجرائم العنف الاسري"، واقترح علينا صعب تعميم قرار جديد بإعطاء أولوية لملفات العنف الأسري في القضاء"، مضيفةً: "هذه القرارات طبعاً مؤقتة إلى حين وضع "قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري"، وننتظر حاليا تعميمه".  

وختمت: "أريد التذكير في قضية مقتل الشابة رولا يعقوب، التي توفت بعد تعرضها لعنف جسدي على يد زوجها، لأن التحقيقات طالت كثيراً".   هنا يجب التوقف مليا عند سؤال.. لماذا يتأخر القضاء في محاكمة الجناة في قضايا التعنيف الأسري تحديداً؟ وما الذي يمنع لبنان من المضي بخطوات جدية في هذا السياق سدا لثغرات قانونية تجعل من الأقدام على هكذا جرائم أمرا يحسب له ألف حساب؟

lebanon 24