سوق الانتقالات الواسعة التي شهدَتها كرة السلّة اللبنانية قبل بداية الموسم المنتظر، طاولت حتى اللاعبين الناشئين. فَجاد خليل، إبن الـ 19 ربيعاً، انتقلَ مِن نادي الشانفيل (المدرسة الني تخرّجَ منها)، إلى نادي التضامن، الطامح إلى إحراز اللقب بعد إعادة تركيب فريق جديد. وكان لـ»الجمهورية» حديث خاص مع خليل عن سبب انتقاله وأبرز تطوّرات كرة السلّة. «خطفَ» مدرّب نادي التضامن، الصربي ميودراغ بيرسيتش، اللاعب جاد خليل بعدما لعب الموسم المنصرم مع نادي مدرسته ليكون لاعب ارتكاز الفريق إلى جانب محمد إبراهيم.

وفي ظلّ هذا الانتقال يقول خليل: «وصلتُ إلى مرحلة جمود مع نادي الشانفيل. أحتاج في عمري أن ألعب لوقت أطول وأبرهنَ قدراتي. لم تَعد تركيبة الفريق تتماشى مع طموحاتي، ففضّلتُ الانتقال، فنادي التضامن أفضل لمسيرتي السلوية».

وعند سؤالنا عن الوقت القصير الذي لعبَه مع النادي، حيث لا يمكنه الحُكم سريعاً على التشكيلة التي كان يتّبعها المدرّب، أجاب: «لا يمكنني أن أضيّعَ عمري وأنا أنتظر الفرصة».

وعن التوقيت الذي جاءَ فيه الانتقال يشرَح: «أيام المدرسة كانت الأولوية في البقاء مع نادي المدرسة، ولكن بعدَ تخرُّجي وازدحام النادي بلاعبي الارتكاز فضّلتُ أن آخذَ فرصتي مع نادٍ آخر».

البطل خرجَ خاسراً

وعن تركيبة الفريق بعد دورة هنري شلهوب يُضيف خليل «تركيبة الفريق قويّة ومنافِسة هذا الموسم، خصوصاً مع الثلاثي الأجنبي فلادان فيكوسافلجيفيك، دازمند بينغر وبرانكو فيتش، إضافةً إلى وجود اللاعبين اللبنانيين مثل محمد إبراهيم، باتريك بو عبود ومازن منيمنة».

وعن تحضيرات الفريق، أشار خليل إلى «أنّه على الرغم من التأخّرات التي حصَلت، تَمكّنَ نادي التضامن من مفاجأة الجميع في دورة هنري شلهوب، حيث قدّمَ مستوى جيّداً نسبةً إلى فريق ذي تركيبة جديدة وغيرِ محضَّر بعد».

ولم يكُن انتقال خليل إلى فريق جديد كلّياً، كَون والدِه السيّد طوني خليل يشغل منصبَ مدير الفريق، وفي هذا السياق يؤكّد خليل: «لن يكون تأثير والدي مباشر، فلن ألعب لوقت أطول كونه مديرَ الفريق، عليّ المواظبة على التمارين والانضباط وإلّا فسأبقى على دكة البدَلاء».

وعمّا إذا كان لوالده سببٌ مباشر أو غير مباشر في اختياره لاحتراف لعبة كرة السلّة لا غيرها، يُشير إلى أنّه «لا علاقة لوالدي أبداً، حتى إنّه كان يذهب إلى التمارين ولا يأخذني معه، كنتُ أُصِرّ عليه دائماً. كان يريد أن أحبَّ اللعبة، أتعلّق بها لا أن تكون مفروضةً عليّ، وهذا ما حصَل».

أمّا عن الدوري الذي شهدَ تخبّطات عدّة، منها موضوع الأجانب الثلاث والتأخير في انطلاقته، فيرى خليل «أنّ المنافسة هذه السَنة ستكون في أوجِها، 9 فرَق تطمح إلى إحراز اللقب. وفي دورة هنري شلهوب، كأس لبنان وكأس السوبّر شهدَت الملاعب منافسةً حادّة، حتى البطل خرجَ خاسراً».

موضوع الأجانب الثلاثة... تابع

وبَعد صرخة غالبيّة لاعبي كرة السلّة بوجه الاتّحاد ضدّ اعتماد ثلاثة أجانب، وبَعد دورة هنري شلهوب التي كانت بمثابة تحضير للفرَق، يُشيد خليل بتركيبة أجانب نادي التضامن قائلاً: «لم نتأثّر كثيراً بوجودهم على أرض الملعب، لكلّ لاعب دورُه والمدرّب يُدرك كيفيّة اعتماد اللعب الجماعي، بالإضافة إلى الروح القتالية التي نَدخل بها المباراة كفريق واحد لا كلاعب واحد».

وعن مَن سيتمكّن من توقيف لاعب نادي بيبلوس الجديد ستيفن بيرت، الذي بَرهن أنّه هدّاف بامتياز ويلعب جماعياً، يُجيب: «البطولة كفيلة لكي نرى من سيحدّ من خطورته».

ويبقى موضوع الاحتراف الذي نفتقده في لبنان، مطلباً أساسيّاً للّاعبين، غيابُه لن يقدّم اللعبة الأشهَر جماهيرياً، وفي هذا الصَدد يقول خليل: «في أميركا، لاعب كرة السلّة يكون لديه كلّ الوقت للتمارين، حيث يوفّق بينها وبين الدراسة.

أمّا في لبنان، وهنا سأعطي مثلاً عنّي، كنتُ أهرب من الحصّة الدراسية كي أذهب وأتمرّن، في المقابل لا نجد هذه الصعوبة تجتاح اللاعبين في الخارج، لهذا السبب يتطوّر مستوى اللاعب الأجنبي»، مُضيفاً: «كلّ لاعب حلمُه الاحتراف في الخارج، وأنا أعمل جاهداً كي أطوّر مستواي».

وعن الفَرق بين المدرّب اللبناني والأجنبي يُردِف خليل: «الأجنبي يتبع أكثرَ من خطّة إنْ كانَ دفاعياً أو هجومياً، والمدرّب ميودراغ أعطاني دوراً كبيراً في دورة هنري شلهوب ووثِقَ بي، بينما مع المدرّب غسّان سركيس لم آخُذ دوراً فعّالاً في أيّ مباراة».