يدور أهالي العسكريين التسعة المخطوفين لدى "داعش" في حلقة مفرغة، بانتظار أن تصلهم أية معلومة رسمية عن أبنائهم يستطيعون البناء عليها، أو التحرك من خلالها، تمهيدا للبدء بعملية تفاوضية مع الخاطفين، على غرار تلك التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع "جبهة النصرة" ووصلت الى خواتيمها السعيدة.

لم يصدر شيء عن الدولة الاسلامية حتى اليوم، يؤكد أهالي العسكريين ذلك، لافتين الانتباه الى أن كل ما تم تسريبه في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الإعلام عن لائحة تبادل على رأسها الشيخ الموقوف أحمد الأسير هو غير رسمي ولا أساس له على أرض الواقع حتى اليوم، حيث أن الدولة اللبنانية لا تزال تنتظر تنفيذ شرطها الأساسي المتعلق بقيام الخاطفين بارسال شريط فيديو يظهر فيه العسكريون أنهم بصحة جيدة، لكي تبني على الشيء مقتضاه، وبالتالي فان من ينجح في الحصول على هذا الشريط هو من سيكلف من قبل الدولة اللبنانية بالتفاوض الأولي مع تنظيم "الدولة الاسلامية".

وما يثير استغراب الأهالي هو الصمت المطبق الذي يتحصن به تنظيم «الدولة الاسلامية» حيال العسكريين المخطوفين، خصوصا أنه تابع عملية إطلاق العسكريين الـ 16 لدى "جبهة النصرة"، وسمع بأن الدولة اللبنانية مستعدة للتفاوض معه، لكنه لم يحرك ساكنا. في حين يرجح مطلعون على هذا الملف، أن تنظيم "داعش" ينتظر من الدولة اللبنانية أن تكمل تنفيذ بنود صفقة التبادل مع "النصرة"، لجهة تأمين المعبر الآمن والمستشفى الميداني، ليتأكد إذا كانت ستتقيد بما التزمت به، قبل أن يبدأ التفاوض معها والاعلان عن مطالبه.

ومن المفترض أن يقوم أهالي العسكريين مطلع الاسبوع المقبل بزيارة اللواء عباس إبراهيم، للاطلاع على نتائج الاتصالات التي أجراها، إضافة الى زيارتهم لعدد من المسؤولين المعنيين، في حين يستكمل الأهالي اتصالاتهم مع عدد كبير من الفاعليات العرسالية، لعلهم يستطيعون الحصول على أية معلومات جديدة تنير لهم بعضا من النفق المظلم الذي لا يزالون يسيرون فيه منذ سنة كاملة في هذا الملف، ولو وصل بهم الأمر الى الاتصال بقيادات تنظيم "الدولة الاسلامية" في مدينة الرقة السورية أو في أي مكان آخر، وفق بعض الأهالي الذين يؤكدون تبلغهم تطمينات من قبل بعض الأشخاص في عرسال، بأن أولادهم بخير، لكن من دون الحصول على أية تأكيدات أو دلائل حسية، أو الاعلان عن المكان الذي يتواجدون فيه. كما أنهم ينتظرون جوابا من السفارة التركية في لبنان، حول إذا ما كانت الحكومة التركية قادرة على الدخول على خط المفاوضات أم لا.

ولا شك أن الصمت المطبق الذي يتحصن به "داعش" بدأ يعمم أجواء تشاؤمية في صفوف الأهالي، وما يضاعف من حجم مخاوفهم هو أنه كلما توجّه وسيط إلى الجرود يعود صامتاً ويوقف عمله!

ويقول نظام مغيط (شقيق المعاون أول المخطوف إبراهيم مغيط) لـ"السفير": نحن لا نزال ننتظر الحصول على أية معلومة تبرد قلوبنا وتعيد إحياء العملية التفاوضية مع الدولة الاسلامية، لكن للأسف لا شيء ملموسا حتى اليوم، ونحن سنبقى على استعدادنا للقيام بأي تحرك أو اتصال من أجل معرفة مصير أولادنا، وأناشد الدولة الاسلامية التجاوب في التفاوض وإرسال شريط فيديو للعسكريين".

وحول إمكانية عودة التحركات الى الشارع، يقول مغيط: "إنّ الأهالي بصدد أجواءٍ تصعيدية، وهذا التصعيد لن يكون بوجه المواطنين بل بوجه المسؤولين".