تبدو الفوارق بين أندية الكرة الطائرة اللبنانية كبيرة الى حد بعيد، وقد تشكل بالرغم من هذا الامر ثورة في التحضيرات والاستعدادات لم تشهدها اللعبة من قبل، إن على صعيد الاستعانة باللاعب الأجنبي أو على صعيد اللاعبين المحليين، فالمال بات عصب الأندية ومن يستطيع ان يتحمل المزيد من المصاريف فإن وضعه الفني سيكون بخير بشكل تلقائي وسيخوض البطولة بالطريقة التي تمكنه من المنافسة في مطلق الأحوال.
صحيح ان ميزانية «الزهراء» الميناء هي الأعلى بين الأندية وتقدر بمئات الآلاف من الدولارت التي سوف تمكن الفريق من الهيمنة على البطولات لسنوات عديدة، لكن ذلك لن يمنع الأندية الأخرى من محاولة تأمين الحد الأدنى لمجاراة النادي الطرابلسي، إذا لم يكن التفوق عليه.
وقد يكون «الرسالة» الصرفند البسيط أنموذجاً حياً عن وضع الأندية الفقيرة إذا تمت مقارنته بتلك المتمكنة كـ «نقطة في بحر» ما يصرفه «الزهراء» على سبيل المثال، لذلك فإن هذه الميزانية قد لا تتعدى الـ 75 الف دولار لفرق الطائرة والقدم والطاولة، ما يؤكد على وجود هذه الفوارق ويقضي بالتالي على التوازن القائم بين الأندية العادية وبطل لبنان «الزهراء».
ويعتبر «الرسالة» ممثل الجنوب الوحيد في الدرجة الأولى على امتداد منطقة تمتد من أقصى الجنوب الى أبعد نقطة في البقاع وصولاً الى مشارف جبل لبنان، ما يشير الى ان الكرة الطائرة تعاني فعلياً من مشكلة «الانتشار» ويمكن ان يكون السبب عدم وجود القاعات التي تحمي من تقلبات المناخ أوعدم مزاولة اللعبة بالشكل المطلوب.
وبرغم أن «الرسالة» الصرفند مثل الجنوب بامتياز في البطولة، فإنه بقي يشارك ضمن الإمكانيات المحدودة، فلا البلدية قادرة على دعم الفريق إلا بنسب ضئيلة جداً قد لا تتعدى الثلاثة ملايين ليرة، ولا رجال الأعمال الذين لا يلتفتون مطلقاً لوجود الفريق كانوا سنداً له، كما أن اتحاد بلديات المنطقة لا يعير هذه المؤسسة أي انتباه، حتى أن اللاعبين اللبنانيين مع الفريق لا يتقاضون راتباً بالمطلق وهم يلعبون حبّاً منهم بفريق البلدة ليس إلا.
ويحمل رئيس النادي علي خليفة تبعات الفريق المادية والفنية على عاتقه الخاص، من اجل الظهور بمظهر حضاري ومتمكن في الموسم المقبل.
كانت التحضيرات التي بدا بها الفريق لا بأس بها وشارك بقوة في «دورة سامي أبو جودة»، الماضية ويرى مدربه الدكتور محمد خليفة أن هذه المجموعة التي تملك الكثير من المقومات ستثبت وجودها خصوصا بعد عودة الـ «يبيرو» حيدر سعادة، والضارب الجيد حسن سعادة من الإصابة، أما الصفقة الموفقة فتمثلت بلاعب «الجيش» الموزع المتمرس امين القص الذي سيكون صمام الفريق في المستقبل إضافة الى لاعبين هما حسين محسن من «النجمة» الصرفند وعباس خليفة من «انصارية.
واستقدم الفريق ثلاثة لاعبين برازيليين كما يسعى الى استبدال أحدهما بلاعب أفريقي من الطراز الممتاز.
علي خليفة
ويقول خليفة عن تحضيرات الفريق للبطولة»بدأنا منذ اكثر من شهرين وقمنا بتطعيم الفريق بلاعبين محليين منهم الموزع القدير أمين القص ثم دعمنا التشكيلة بثلاثة برازيليين سيتم استبدال احدهما بلاعب افريقي سيكون مفاجأة البطولة.
ويضيف: عملنا بما لدينا من امكانيات مادية وفنية، وبرأيي أن هناك معاناة عند بعض الأندية تتمثل بكيفية تأمين الدعم المادي، وأشير إلى أن الفريق معظمه من أبناء الصرفند والمنطقة يلعبون من دون مقابل، وأؤكد ان العنصر المحلي في الفريق مقبول، وبإمكان المحليين ان يقدموا الكثير».
وتمنى خليفة على اتحاد بلديات الزهراني إعارة النادي الكثير من الاهتمام وتأمين ما يمكن من الدعم والمتابعة اسوة بأندية أخرى «خصوصاً أننا نمثل الجنوب برمته في بطولة الدرجة الأولى».
وعن البطولة يتابع خليفة قائلا: «برأيي ان بطولة الموسم المقبل قد تكون من اقوى البطولات، لأن الجميع بات يعرف كيف يخوضها ويستعين بالاجانب وأصبح لديه مهنية عالية في هذا الموضوع وخبرة في إكمال الموسم واللعب بالطريقة التي يرتئيها».
ولفت الى ان النادي بصدد افتتاح «أكاديمية جان همام» بالكرة الطائرة حيث سيقوم الأخير بتمويلها لنشر اللعبة بالطريقة الصحيحة وتشجيعها».
ورشح «الزهراء» بقوة للفوز باللقب نظراً لما يضمه من لاعبين عالميين ومحليين يلعبون في البطولات الدولية ما يصنفه الأقوى ليس على الساحة المحلية فحسب إنما على الصعيدين الآسيوي والعربي».
إذاً فـ «الرسالة» يستعد للبطولة ومثلما فعل في مواسم سابقة فإنه يسعى لأن يكرر الأمر ويكون «حصان البطولة الأسود».