أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "لا شك لدينا أن اسرائيل هي التي نفذت عملية اغتيال الأسير سمير القنطار"، لافتاً إلى أن عملية اغتيال القنطار كانت عملية صاخبة وليست عملية أمنية مبهمة، موضحاً أن العملية تمت عبر "اطلاق صواريخ دقيقة ومحددة الى شقة سكنية في مبنى سكني كان يتواجد فيه القنطار ما ادى الى استشهاده بالاضافة الى عدد من القادة السوريين ومدنيين". وخلال كلمة تلفزيونية له، اعتبر السيد نصرالله أن "محاولة بعض الاعلام البائس بالقول أن جهات مسلحة سورية هي التي قامت بعملية الاغتيال كلام لا أساس له من الصحة على الاطلاق"، مؤكداً أن "من يقتل رجلا بمستوى القنطار يقدم خدمة عظيمة لاسرائيل". وأوضح نصرالله "أننا وسمير كنا نعلم أن اسرائيل لن تتركه على قيد الحياة منذ اليوم الاول لاطلاق سراحه لان اسرائيل كانت تتحدث بوضوح انها لن تسامح القنطار على صلابته والتزامه بالمقاومة"، مشددا على "اننا في حزب الله نحمل مسؤولية اغتيال القنطار لاسرائيل ولن ننتظر تحقيق ونقاش". ونقل نصرالله ما دار بينه وبين القنطار، إذ لفت إلى أنه "في أول لقاء بيننا بعد الحرية، قلت له أن لديه خيارات عديدة في المجال السياسي الاعلامي الاكاديمي والمجال الجهادي وهو أكد لي انه جاهز للمشاركة في أي عملية عسكرية داخل الاراضي الفلسطينية أو داخل مزارع شبعا"، متسائلاً "هل يتصور العدو أن سيقضي على العشق والايمان؟ نحن امام تجربة عقود من الصراع اغتيل فيها قادة كبار ونخب عسكرية وسياسية واعلامية، من شعوب منطقتنا ماذا كانت النتيجة؟ هل تخلت هذه الشعوب والاجيال عن فلسطين ومقاومة العدو؟"، ومشددا على أن "الجيل بعد الجيل كانوا يرثون المقاومة والجهاد والنضال". ورأى أن "دماء سمير القنطار وكل الشهداء تقول أن راية المقاومة لن تسقط لو قتل من قتل واعتقل من اعتقل الراية ستنتقل من كتف الى كتف ومن يد الى يد"، مضيفاً "أنظروا الى فلسطين، هذا جيل من عمر سمير القنطار عندما غادر جنوب لبنان الى شمال فلسطين، شباب فلسطين وشاباتها اليوم يقتحمون بالموت على الموت، العشرات قضوا شهداء بعمليات الطعن والدهس وادخلوا الرعب الى قلب العدو". وكرر نصرالله "المعادلة" التي أطلقها عند اغتيال عناصر الحزب في القنيطرة السورية، إذ شدد على أنه "عندما تعتدي اسرائيل اينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان من حق المقاومة أن ترد أينما كان وكيفما كان وفي أي مكان"، مشيراً إلى أن "أي كادر من كوادر حزب الله يقتل سنحمل المسؤولية لاسرائيل وسنتعبر أنه من حقنا ان نرد في اي مكان أو زمان والبطريقة المناسبة"، ومؤكداً أنه "اليوم أقول للعدو والصديق، الشهيد سمير القنطار واحد منا وقد قتله الاسرائيلي يقينا ومن حقنا أن نرد على اغتياله في المكان والزمان وبالطريقة المناسبة". وعلق نصرالله على العقوبات والاتهامات الأميركية على "حزب الله"، واعتبر أن "هذه اتهامات ظالمة وكاذبة ولسنا معنيين بتقديم أدلتنا على البرائة، وتعودنا على اطلاق الاتهامات دون أدلة"، مشيراً إلى أن "هذا اتهام سياسي هدفه تشويه صورة حزب الله أمام شعوب العالم والمنطقة وهم أنفقوا ملايين الدولارات لايجاد الحاجز بين الشباب اللبناني وحزب الله"، مضيفاً "الدليل على زيف اتهامات أميركا أنه قبل أيام قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها حول الملف النووي الايراني واعتبرته سلمي ومدني ولا يوجد ه أي شائبة بالعسكرية وقالوا أنه منذ الـ2009 لا يوجد اشارة عسكرية على الملف النووي الايراني وقدموا التقرير الى مجلس الحكام وصدق على مضمون التقرير بالاجماع وكان من الممكن شن حرب على ايران بتهمة سناعة أسلحة نووية". وتطرق نصرالله إلى موضوع إجراءات المصارف اللبنانية والدولية، وأكد "اننا لا نملك ودائع في مصارف العالم والمصارف اللبنانية لا سابقا ولا حاليا وليس لدينا أموالاً نودعها في البنوك"، لافتاً إلى "اننا ننفق المال على مقاومتنا وعوائل شهدائنا وجرحانا وليس لدينا أعمال استثمارية ولسنا شركاء مع شركات او تجار"، ومطالباً "الدولة والحكومة اللبنانية بتحمل المسؤولية بحماية المواطنين اللبنانيين والتجار واللبنانيين والمطلوب أن يكون هناك رجال للمدافعة عن المواطنين المتهمين وتحويل الملف على القضاء اللبناني"، ومحذراً من الانصياع للارادة الاميركية. وبما يخص العقوبات على بعض وسائل الإعلام، رأى نصرالله أن "أميركا تتهم وتحاكم غيابيا وتعاقب وممنوع فتح الفم وايصال الصوت الى أي مكان في العالم وقد تصل الامور الى أن أي وسيلة تسمح لأي أحد في حزب الله أن يشرح أو يوضح أن تعاقب"، معتبراً أن "كل حركات المقاومة مستهدفة والسبب الحقيقي هو اسرائيل ومواجهة المشروع الصهيوني الاميركي والمقصود بهذا الموضوع مشورع المقاومة ونبضها وارادتها".