لم تعد سيطرة المدير على موظفيه أسلوباً رائجاً، فتشير الدراسات في علم الأعصاب إلى أنّها تؤثر في الوعي وحاجات الجهاز العصبي، ما ينعكس سلباً على الإنتاجية.

فعندما يملي مدير على موظفه ما ينبغي عليه فعله بعدائية وتسلط وقلة احترام، يعانده ويقاومه، لأنّ قسماً من دماغه يدرك أنّه عليه الانتباه، إلاّ أنّ خلاياه العصبية المرآتية تقلّد هذه المشاعر السلبية، فيشعر بتهديد بسيط يدفعه إلى الهرب.

هذا وأثبتت تجربة أخرى أنّ المرضى لا يثقون بالأطباء الذين يملوا عليهم ما ينبغي عليهم فعله من دون إبداء أيّ قلق على صحتهم، فلا يلتزمون بإرشاداتهم، بل يلومونهم إذا عاودهم المرض.

لذا كي يكون المرء مديراً فعالاً، ينبغي عليه منح موظفيه هامشاً من الحرية وتشجيعهم على الاستقلالية، والتعامل معهم بشفافية ووضوح وطمأنتهم، فأكّد طب الأعصاب على خوف الإنسان من المجهول، إذ يميل بطبعه إلى المخاطرة عندما يرى أنّ لديه فرصاً لتحقيق النجاح وليس العكس.