رأى عضو كتلتي الكتائب ونواب زحلة ايلي ماروني أنه حتى الساعة لا وجود لأي مؤشرات جدية توحي بإمكانية عبور مبادرة الحريري جنبلاط إلى مجلس النواب لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، لاسيما أن خروج الأخير من لقائه مع العماد ميشال عون دون تصريح وبوجه عبوس أكد المؤكد أن طريق المبادرة مليء بالعقبات وأفقها مسدود، وإلا لكان فرنجية اعلن عن مضمون اللقاء لطمأنة النفوس وتلطيف الأجواء المتشنجة، معتبرا بالتالي أن التسوية لن تبصر النور في ظل المعطيات المرافقة لها، ويختصر أمرها حتى الساعة على مبادرة اطلقها الرئيس سعد الحريري وايدها النائب وليد جنبلاط.

  وردا على سؤال، لفت النائب ماروني في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن الرئيس نبيه بري ربما كان يراهن على لقاء الرابية لتمرير المبادرة، وهو ما يفسر كلامه بأن افضل سيناريو للرئاسة هو تفاهم عون ـ فرنجية، وما يفسر أيضا تأكيده بأنه لن يحضر الجلسة 33 لانتخاب رئيس في 16 الجاري حال غياب حزب الله عنها، ما يعني من وجهة نظر ماروني أن لقاء فرنجية ـ عون لم يؤمن الغطاء المسيحي المطلوب لشق الطريق أمام المبادرة إلى مجلس النواب، الأمر الذي يؤكد أن الجلسة 33 المرتقبة لن تكون مفصلية إنما ستكون كسابقاتها الـ 32 من الجلسات التي يخالف فيها البعض النص الدستوري القائل بواجب انتخاب رئيس للجمهورية.  

وعما لدى الثلاثي المسيحي المعارض لانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية من بدائل عن مبادرة الرئيس الحريري، اكد ماروني أن البديل الوحيد هو التقاء الفرقاء اللبنانيين على رئيس توافقي بكل ما للكلمة من معنى، خصوصا أن هناك استحالة لاقناع فريق 8 آذار بانتخاب أي من الجميل وجعجع رئيسا للجمهورية ولإقناع 14 آذار بانتخاب أي من فرنجية وعون رئيسا للبنان، معتبرا انه في ظل عدم احترام الدستور لا بديل حتى الساعة عن توافق لبناني ـ لبناني على رئيس من خارج الاصطفافات الحزبية والسياسية لإخراج لبنان من دوامة الفراغ الرئاسي، أو اقله دعوة بكركي كما تسرب عن لقاء الرئيس الجميل مع العماد عون، الأقطاب الموارنة الأربعة لوضع وثيقة وطنية على أن ينتخب منهم من يلتزم بها نصا وروحا، مشيرا إلى أن الحركة البطريركية مطلوبة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الرئاسة اللبنانية «لكن حبذا لو يستقر البطريرك الراعي بعض الوقت في لبنان لمعالجة الأزمة الرئاسية».   

واستطرادا، أشار ماروني إلى أن الجميع يريد انتخاب رئيس للجمهورية يجمع حوله وتحت جناحيه كل الفرقاء اللبنانيين دون استثناء، متمنيا وقف اطلاق المبادرات التي من شأنها الضغط على المسيحيين وتوسيع الشرخ بينهم، لأن اكثر ما لبنان بحاجة إليه في ظل التطورات الإقليمية على المستويين الميداني والسياسي هو تضامن اللبنانيين فيما بينهم لانطلاق عجلة الدولة من جديد بكامل مؤسساتها الدستورية بعد توقف قسري ومتعمد طال امده.