"التسوية المقترحة" مازالت صامدة، وثمّة قوّة دفع إقليمي ـ دولي لها يجعل من الصعب تعطيلها"، وفق ما يقول مصدر مطلع لصحيفة "السفير"، والذي أشار إلى أنّ "إشاعة مناخ حول تراجع أسهم النائب سليمان فرنجية إنّما ترمي إلى تهدئة المعترضين على التسوية في كلّ من 8 و14 آذار، تمهيداً لاحتواء موقفهم".

 

لكنّ المعلومات التي تسرّبت لصحيفة "الجمهورية" ليل أمس الأحد من لقاءات الرياض، تشير إلى أنّ "الرئيس سعد الحريري جمّد مبادرته في الوقت الراهن، وأنّ أيّ خطوات كانت متوقّعة في الأيّام المقبلة باتت مؤجّلة إلى حين". ولفتت "الجمهورية" إلى أنّ "عودة الحريري إلى بيروت خطوة مؤجّلة وغير مطروحة في المدى المنظور".

في ظلّ الإنقسام الحاصل أو تخبط الشارع المسيحي، القواتي والعوني، ذكرت صحيفة "النهار" أنّ "هناك محاولة لعقد لقاء للقيادات المارونية يسعى إليه مطران بيروت للموارنة بولس مطر"، موضحةً أنّ "أيّ لقاء يتطلب إمّا تأييد ترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية، وإمّا إقتراح بديل منه يضمن موافقة وطنية عليه".

"حزب الله" حسم موقفه

من جهتها، أعلنت مصادر واسعة الإطلاع لصحيفة "الحياة"، أنّ "حزب الله الذي حسم خياره بالتصويت للعماد ميشال عون، سيترك لحلفائه في جلسة انتخاب الرئيس حرية التصويت، وهي الإشارة التي تعني ضمناً أنّ الرئيس نبيه بري سيصوّت لفرنجية".

ولا تستبعد المصادر أن "يمضي حزب الله في تريّثه وصمته ليترك الواجهة للمشهد المسيحي وتفاعلاته الحارة. وفي ظل نتائج هذا التفاعل، يقرّر وجهة موقفه النهائي من المضي في دعم عون او الإضطلاع بدور ما بين عون وفرنجية. وتبعاً لذلك بات في حكم المستبعد أن تُحسم الأمور في وقت قريب".

وأوضحت المصادر أنّه "في حال فشل فرنجية في إقناع عون بفتح الطريق أمامه عبر الإنسحاب من السباق الرئاسي، فستكون المعركة بنهاية المطاف في البرلمان بين مرشحيْن، هما ميشال عون وفرنجية".

إلى ذلك، أفادت مصادر لـ"النهار" أنّ "حزب الله ينتظر الإعلان الرسمي للترشيحات المتعلقة برئاسة الجمهورية ليبني على الشيء مقتضاه". وفي هذا الإطار، نفت مصادر قريبة من "التيار الوطني الحر" للصحيفة عينها، أن يكون وفد من "حزب الله" زار عون مساء الجمعة لمناقشة أمر ترشيح فرنجيه معه، لأنّ "موقف التيار الوطني الحر معروف لجهة الإستمرار في دعم ترشيح عون كخيار استراتيجي نهائي"، مؤكّدةً أنّ "الموضوع ليس اسم الرئيس بل سلة من التفاهمات التي تعيد انتاج نظام متوازن يعيد للمسيحيين دورهم التاريخي وليس تسوية تعيد رسم ترويكا ما بعد اتفاق الطائف".

لقاء فرنجية - عون

وفي السياق، اُشارت معلومات لصحيفة "اللواء" إلى أنّ "المساعي لعقد لقاء بين عون وفرنجية مازالت قائمة، إلّا أنّ انعقاد اللقاء ليس أمراً ميسّراً، قبل تحديد الخيارات لكلٍ من الطرفين: فالنائب فرنجية ليس في وارد التخلّي عن ترشيحه بعدما أفسح المجال طيلة ما يقرب من عامين لعون لتسويق ترشيحه قبل تأليف الحكومة الحالية وبعدها، وبالتالي فهو لا يرى مانعاً من إعطائه بعض الوقت، إذا أراد، وإلّا فإنّه لا يرى سبباً للإنسحاب من المبادرة التي رست على تسميته رئيساً للجمهورية بدعم غالبية الكتل، وبغطاء إقليمي وعربي ودولي".

"الكتائب": لسنا بوارد التصويت لفرنجية

وفيما أفادت معلومات أنّ "الحريري سيجري فور عودته المرتقبة إلى بيروت مشاورات مع قوى 14 آذار، خصوصاً القوات اللبنانية والكتائب، سعياً إلى المحافظة على شكل 14 آذار، تمهيداً للإعلان عن ترشيح فرنجية من بيت الوسط".

في المقابل، أبلغت أوساط قيادية في حزب "الكتائب" صحيفة "السفير"، أنّ "الحزب ليس بوارد التصويت لفرنجية إذا كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية إنطلاقاً من موقعه الحالي في قوى 8 آذار، وارتكازاً على المشروع السياسي الذي يمثله". وأكدت أنّ "موافقة الكتائب على وصول فرنجية الى الرئاسة مرتبطة بحالة واحدة، وهي أن يُقدم فرنجية على نقلة نوعية تحمله من 8 آذار إلى الوسط، بحيث نتلاقى وإياه في منتصف الطريق، على قاعدة أنّه رئيس لكلّ اللبنانيين وإلّا فلا شيء يجبرنا على انتخاب خصمنا السياسي رئيساً".

مغريات لجعجع

على الصعيد القواتي، أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنّ "الحريري يجري من الرياض اتصالات، بعضها مع القيادات السعودية بهدف حثها على لعب دور مباشر مع رئيس القوات سمير جعجع، وبعضها الآخر يتعلق بقيادات من فريق 14 آذار، وبعض قيادات المستقبل نفسه".

وأضافت إنّ "هاجس الحريري الأساسي يتعلق برئيس حزب القوات، وهو يبحث في حقيقة المعلومات التي تصله عن موقف الأخير الرافض لأيّ تسوية تأتي بفرنجية رئيساً. وتحدثت قيادات في 14 آذار عن مغريات يقدمها الحريري لجعجع، بينها التزام مسبق بقانون الإنتخاب الذي يتمسك به جعجع وسبق أن قدمه مع تيار المستقبل والحزب الإشتراكي، إضافةً إلى حصة وازنة في الحكومة مع تسمية الحقائب التي يريدها، وصولاً إلى زيارة فرنجية معراب".

وسط كل هذا التخبط في صفوف فريقي "8 آذار" و"14 آذار"، أفادت مصادر وزارية صحيفة "النهار"، أن "فرنجية بدا أمام المتصلين به حذراً ومتحفظاً خصوصاً أنّه لمس مواقف ملتبسة أو مهاجمة له من إعلاميين محسوبين على جهات حليفة".

 

المصدر: وكالات