لا يحتاج اي متتبع لانشطة حزب الله خارج لبنان لكثير عناء لتكوين تصور واضح عن الدور الذي ارتضاه هذا الحزب لنفسه بدون الاخذ بخصوصية اي دولة او بدون الوقوف على انعكاسات افعاله العابرة للحدود على اللبنانين بشكل عام وعلى الشيعة منهم بشكل خاص , فلم يعد مستغربا ان نسمع عن مجموعة تابعة للحزب في بلاد التيبت او اللاسكا فهذا صار اقرب ما يكون الى خبر عادي من بعد السلسلة الطويلة من الاخبار الموثقة في هذا المجال ابتداء من محاولة اغتيال امير الكويت الراحل جابر الصباح عام 1985 مرورا الى الدور الذي لعبه علي موسى دقدوق في العراق واعتقاله سنة 2007 وصولا الى خلية سامي شهاب ونشاطها في مصر وفلسطين 2009 وما بينهما عشرات الاحداث في بلدان شتى , واخيرا وبالتأكيد ليس اخرا هو التدخل العسكري المباشر الذي صرح به الامين العام لحزب الله داخل الاراضي السوريه , وبعد حذه الجردة السريعة يجدر الاشارة هنا كما هو معلوم عند القاصي والداني ان كل هذه الممارسات انما تزهر على ارض مشبعة بفكر ديني وتتنفس من رئة اديولوجية قد يتشارك حزب الله فيها مع العديد من الحركات الاسلامية التي تعمل في ظل يافطة اسمها " الجهاد في سبيل الله " الا ان ما يميز الحزب عن غيره من الحركات الاسلامية هي تلك الاضافة الايديولوجية التي تعتبر ان ايران هي بمثابة دولة الشيعة بالعالم وبالتالي هي دولة "الامام المهدي (ع) " لذا فان الدفاع عنها وعن مصالحها ودرء اي امكانية للخطر عنها هو ايضا واجب الهي مقدس بحيث يسقط امامه اي اعتبار اخر , هذا المنحى الفكري الخطير وان حاول الحزب التستر عليه وعدم البوح به يجعل منه وعن سابق تصور وتصميم عبارة عن خط دفاع اول ان لم نقل عبارة عن ذراع عسكري يتحكم بحركته واستعماله القرار الايراني وفق مصالحها العليا فيتحرك وفق الضؤ الاخضر المعطى له من طهران ويقدم الى انصاره موقعا بختم " الولي الفقيه " هذا الختم وحده هو الكفيل بالتمييز بين ان يكون حزب الله عبارة عن مجرد مرتزقة ايرانية يقوم بما يقوم به مقابل عطاء مالي بغض النظر عن نوعية العمل او الهدف الذي ما هو الا مصلحة دولة اجنبية او بانه حركة جهادية عقائدية حتى وان كانت المحصلة العملانية تفضي الى نفس المكان ,, وهنا لا بد الى الاشارة من جديد ان شظايا هذه الممارسات وانعكاساتها لا تطال الافراد المنتمين تنظيميا الى حزب الله فقط بل تتخطاه الى كل من يحمل الهوية المذهبية حتى وان كان من اشد المعترضين له ومن هنا نستطيع ان نفهم هذا القلق الشديد الذي يعيشه الشيعي اللبناني ان كان موجود في الدول الخليجية او في اي مكان من العالم هذا فضلا عن انعاسات مواقفه داخل الوطن حتى بات الشيعي يشعر وكأنه يعيش منبوذا اشبه ما يكون على جزيرة وسط بحر من الاخصام بدون ان يكون لهذ المتضرر حتى مجرد ابداء الرأي بكل هذه السياسات ومن هنا نعتبر انه ان الاوان لكل معترض على خيارات حزب الله هذه ان يدلو بدلوه لايجاد حالة من التمايز نستطيع ان نحفظ من خلالها ما تبقى من جسور تسبب الحزب في تقطيعها قبل ان نصل الى المطرح الذي لا يعود لنا اي مكان نأوي اليه .