عندما تُعجب المرأة كثيراً برجل معيّن، تحتار في كيفية التصرّف والظهور أمامه. فتتساءل في قرارة نفسها كيف تنال إعجابه؟ وكيف يمكن أن تلفت نظر هذا الشخص بالتحديد؟ مراقبة تصرّفاته وأقواله بطريقة ذكية قد تكشف لها الكثير حول أهوائه وتفضيلاته، ولكن هناك خطوطاً عريضة يفضّلها الرجال عادة في المرأة الذين ينتقونها شريكة لحياتهم. والنساء بدورهنّ يخترن بغالبيتهن نفس الصفات عندما يُسألن عن رجل الأحلام. فلماذا اخترتيه بالتحديد؟ وكيف تلفتين نظره؟أكّد باحث في جامعة بينغهامتون الأميركية أن المرأة تطوّرت وباتت تستثمر في أي علاقة عاطفية أكثر من الرجل، ما يجعلها أفضل... في اختيار الشريك المناسب. فحاجتها إلى اختيار شريك جيّد تدفعها إلى اتقان انتقائه.

ذكية أو جدّية، ثرية أو جميلة؟

 

أجريت دراسة في العام 2005 شملت 4499 رجلاً و5310 امرأة من 37 ثقافة مختلفة حول العالم، يبلغ متوسط أعمارهم ما بين 22 و23 عاماً.

وأظهرت النتائج بعض التفضيلات.

فالأشخاص الذين شاركوا في الدراسة حدّدوا الصفات التي يبغون وجودها في شريك العمر، كما قايضوا صفات بصفات أخرى. وتظهر المقايضات على الشكل التالي:

• الحب في مقابل الحال الاجتماعية والموارد: تفضل غالبية من شملتهم الدراسة الشريك الطموح، صاحب الإمكانية على تحصيل المال والمتمتّع بمكانة عالية اجتماعياً ومهنياً، أو الشخص الذين يحبّونه وينجذبون له.

• مستقر ويمكن الاعتماد عليه في مقابل شكله وتمتّعه بالصحة: يبحث كل شخص عن حبيب يكون في المقام الأول مستقراً وناضجاً أو حسن المظهر والصحّة.

• التعليم والذكاء في مقابل الرغبة في تأسيس عائلة وإنجاب الأطفال: يختار الناس رفيقاً يتمتّع بتحصيل علمي عال وبالذكاء أو يختارونه أكثر رغبة في بناء عائلة وفي الإنجاب.

• المؤانسة والألفة في مقابل الإيمان بالدين نفسه: يبدو أنّ اختلاف الدين بين شخصين يعوّضه مدى اجتماعية الشريك وتصرّفه بشكل مُرضٍ، وقدرته على المؤانسة. فقد أكّد المشاركون في الدراسة استعدادهم الارتباط بشخص يختلف انتماؤه الديني عن انتمائهم شرط أن يكون هذا الشخص اجتماعياً.

بين الرجال والنساء

إلى ذلك يبرز هذا البحث اختلافاً بين الرجال والنساء حول ما يفضّلونه لناحية المظهر، الشخصية، التعليم والاعتمادية.

يبدو أنّ الرجال يسعون إلى شريكة محبّة جذّابة جسدياً وصحياً، بينما تميل النساء إلى اختيار شريك يتمتّع بمكانة اجتماعية جيّدة وبموارد مادية. كما تبحث المرأة عن الرجل المتعلّم والذكي والذي يمكنها الاعتماد عليه. ولم يجد الباحثون أيّ اختلاف بين الجنسين بالنسبة لتفضيلهما بين مدى اجتماعية الشريك أو تطابق الدين بينهما.

مواصفات سطحية

 

تدعم نتائج هذه الدراسة دراسة أميركية أخرى أجراها باحثون في جامعة في كاليفورنيا هذا العام على فئة عمرية أكبر امتدت من عمر 18 إلى 75 عاماً. وحدّدت هذه الدراسة بدورها الصفات الأساسية التي يبحث عنها الأفراد في الشريك المنتظر.

وأكدت النتائج أنّ 80 في المئة من الرجال يبحثون عن امرأة نحيفة، بينما طالبت 97 في المئة من النساء برجل يتمتّع بمدخول ثابت، قادر في حال تزوّجنَه على تأمين مستقبل مستقر للأسرة. ولم تتوانَ النساء عن المطالبة برجل وسيم وأنيق أيضاً فضلاً عن تمكّنه المادي، فشدّدت نصف المستطلعات على أنهنّ يحكمن عليه من خلال مظهره الخارجي.

وبيّنت الدراسة أيضاً أنّ الرجال بدورهم يهتمون بمصالحهم أثناء الزواج، فليست هي وحدها من يطمح إلى الارتباط برجل ثري بل انّ 74 في المئة من الرجال يأخذون الوضع المادي للنساء بعين الاعتبار قبل التفكير بالارتباط بهنّ. وبذلك تكون الصفات السطحية قد تقدمت في عملية البحث عن الشريك على صفات أكثر أهمية وعمق، وأبرزها روح الفكاهة وطيب الأخلاق والتعبير عن العاطفة.

خيار القلب

 

لكن على رغم كل المواصفات التي يطالب الأشخاص بوجودها في شخص يحلمون بالارتباط به، وكل المواصفات التي يتخايلونها في شريكهم المستقبلي، إلّا أن الحبّ والانجذاب قد يخالجهم فجأة ويدفعهم إلى شخص ما دون سواه. فحكم القلب يؤدي دوراً أساسياً فضلاً عن الكيمياء بين الأشخاص.

وكم من رجلٍ أحبّ امرأة فتحوّلت إلى جميلة جداً في نظره على رغم اعتبار المحيطين به من أهل وأصدقاء أنها عادية وأحياناً قبيحة. وكم من فتاة حلمت بالزواج من فارس الأحلام الثري والوسيم ولكن سرعان ما دخل حياتها شخص عادي جداً فهامت بحبّه ونسيت أحلامها السابقة.

مقايضات الناس لمواصفات كانوا حدّدوها سابقاً واردة دائماً، وغالباً ما يبدّل العشّاق مواصفات أوهامهم بأخرى أكثر واقعية وجدوها بشخص هتف له قلبهم. فالابتسامة وروح الفكاهة والهضامة ونبل الأخلاق... عوامل لها وَقعُها في الحياة اليومية، وخصوصاً بالنسبة لأشخاص عانوا تجارب سيئة بسبب اختيارهم لشريك سابق على أساس المظاهر السطحية.

لبنان 24