وزعت المديرية العامة للأمن العام مكتب شؤون الإعلام النشرة التوجيهية للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم إلى العسكريين لمناسبة عيد الاستقلال الـ 72 وجاء فيها:

"ايها العسكريون: يستعيد اللبنانيون ذكرى الاستقلال الثاني والسبعين لهذا العام بمشاعر من القلق حيال مستقبل هذا الوطن الذي لم نحسن تعزيز مناعته وتماسكه على اسس الوحدة بين ابنائه - وحدة الرؤى والاهداف في ظل دولة الحق والقانون - الا انه وعلى الرغم من هذه لصورة المشوشة والسوداوية، فإن الامل بقيامة لبنان من كبوته ومشاكله لا يزال موجودا. 

ايها العسكريون: 
ان ما يعصف بمنطقتنا من صراعات ومخططات تحركها اطماع الهيمنة على المنطقة ومقدرات شعوبها تحتم علينا الوعي والتصدي لها وليس اقلها مشاريع التقسيم والتفتيت والفتن الطائفية والمذهبية وذلك من اجل الحفاظ على وطننا واستقلاله وعزة شعبه، في مواجهة عهدنا بها ان لا نتراجع عن خوضها حتى الرمق الاخير، وبكل الوسائل المتاحة فداء وذودا عن وطننا لبنان.

ايها العسكريون: 
ان ما تشهده الدولة في الوقت الراهن من شغور في موقع رئاسة الجمهورية وعدم انتظام في عمل مؤسساتها لا يجب ان يثنينا عن الاضطلاع بمسؤوليتنا الوطنية والمهنية على حد سواء لأن تأمين ديمومة عمل مؤسساتنا وحده الكفيل بالحؤول دون سقوط الدولة بالحد الادنى وغير ذلك يعني الانتحار والاستسلام وتحويلنا من شعب الى جماعات متناحرة تتنازعها العصبيات.

ايها العسكريون: 
لقد حسم اللبنانيون بكافة اطيافهم وبشكل نهائي رؤيتهم للكيان الاسرائيلي المحتل على انه العدو الاخطر على وجود وطننا ورسالته وهو ما يتطلب استنفار كل الطاقات لجبه مخططاته المتواصلة الهادفة الى النيل من تنوع مجتمعنا وصورته كنقيض فكري وثقافي وحضاري لأسوأ منظومة عنصرية عرفها التاريخ الحديث اي " اسرائيل" بكل ما تمثل .

خطر آخر داهم يتماهى مع الخطر الاسرائيلي هو خطر المجموعات الارهابية التكفيرية التي استباحت باسم الدين مجتمعات منطقتنا العربية وعاثت فيها دمارا وخرابا وقتلا للآخر المختلف - أيا كانت هوية هذا الآخر وثقافته - وذلك من دون اي طائل سوى تفتيت هذه المجتمعات الى دويلات وشعوب متناحرة اسوة بما يسعى الى تحقيقه الكيان الصهيوني الغاصب منذ نشأته، وما ايقاعنا مؤخرا بالعملاء الاسرائيلين والتكفيريين الذين كانوا يعدون العدة لتنفيذ المخططات الاجرامية وايقاد نار الفتن الطائفية والمذهبية بين اللبنانيين الا دليلا على ان اسرائيل والارهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة.

ايها العسكريون: 
في غمرة هذا الواقع الكامن في قيود الخلافات والانقسامات ستبقى المديرية العامة للامن العام الى جانب الاجهزة الامنية الاخرى، سدا منيعا بوجه الاخطار التي تهدد الوطن وتحاول النيل من وحدة شعبه وسلامة اراضيه، ولن تألو جهدا او تتردد في بذل الغالي والنفيس، فكونوا اقوياء لا مستقوين وشجعانا لا متخاذلين، وابقوا في حال تأهب لأن لبنان امانة ويحتاجنا في هذه الظروف فانحازوا الى منطق الدولة واعملوا على تغليب روح التضحية في سبيل الصالح العام بعيدا عن الاصطفافات المذهبية والمناطقية وعلى عدم استرهان الوطن للمصالح الاقليمية والدولية.

ايها العسكريون: 
باسمكم نعاهد اللبنانيين بأننا سنظل العين الساهرة، والدرع الحامية، واليد التي تمسك بالاستقلال وتحميه من السقوط في آتون التحولات والمتغيرات التي تهدف الى تحوير هوية هذا الشرق وتدمير ما يرمز اليه من تنوع ديني وثراء حضاري، على أمل ان يطل عيد الاستقلال في العام المقبل بوجود رئيسٍ جديدٍ للجمهورية ومؤسساتنا الدستورية قد استعادت عافيتها وانتظامها".