أعلنت 6 ولايات أميركية الإثنين الماضي، رفضها استقبال لاجئين سوريين، في أعقاب هجمات باريس التي وقعت الاسبوع الماضي.

وأبلغت كل من ولايات "تكساس" و"أركنساس" و"إنديانا" و"إلينوي" و"لويزيانا" و"ميشيغان"، البيت الأبيض بعدم قبولها لاجئين سوريين بسبب مخاوف أمنية.

وقال حاكم «ميشيغان» ريك سنايدر، في بيان له «إن الولاية استقبلت في الماضي عدداً كبيراَ من اللاجئين، غير أن أولويتنا هي ضمان أمن سكان الولاية».

وقال حاكم «تكساس» غريج أبوت، في رسالته بعثها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما "إن تكساس ستكون خارج برنامج توطين السوريين في الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفاً: «لا أنت (أوباما)، ولا السلطات الفيدرالية تستطيعون ضمان عدم مشاركة هؤلاء السوريين في أي أعمال إرهابية".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية تعهدت في أكتوبر الماضي، باستقبال 15 ألف لاجئ سوري في البلاد.

ودعا غالبية المرشحين للانتخابات التمهيدية لـ "الحزب الجمهوري" الى السباق الرئاسي الأميركي إلى إغلاق الباب أمام استقبال لاجئين سوريين بعد هجمات باريس، مبررين دعوتهم بإحتمال أن يكون بين صفوف اللاجئين متسللون من "تنظيم الدولة الاسلامية" (داعش).

وقال المرشح ماركو روبيو إن الأمر لا يقتصر على عدم رغبة باستضافة اللاجئين، بل ان هذا الامر غير ممكن، موضحا أنه ليست هناك أي طريقة للتحقق من تاريخ شخص آت من سورية، اذ لا توجد جهة موثوقة في سوريا للتحقق من الأشخاص. واضاف أنه من أصل كل ألف شخص يصلون للبلاد يمكن أن يكون 999 منهم أناسا فارين من القمع والعنف، ولكن واحدا منهم قد يكون "داعشيا".

من جهته، قال المرشح الجمهوري الآخر جب بوش، إنه يجب تركيز الجهود على استقبال اللاجئين المسيحيين الذين يذبحون في سورية.

ومنذ هجمات في باريس، تتعالى أصوات المرشحين الجمهوريين المطالبين بوقف تطبيق قرار الرئيس باراك أوباما باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري خلال عام.

وفي مقابلة مع محطة "فوكس نيوز"، قال بن كارسون الذي يعد ثاني أبرز مرشح للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية إلى الانتخابات الرئاسية، خلف دونالد ترامب، إنه "سيكون من الخطأ جلب أناس إلى هذا البلد يعيشون في تلك المنطقة من العالم".

أما السناتور المحافظ تيد كروز، فاعتبر استقبال لاجئين سوريين "جنونا"، مشيرا إلى إحصائية لم يحدد مصدرها تظهر أن 77 في المئة ممن وصلوا إلى أوروبا هم من الشبان الذكور.

في المقابل تؤيد مرشحة "الحزب الديموقراطي" للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون قرار استضافة عشرة آلاف لاجئ بحلول ايلول (سبتمبر) 2016 الذي أعلنه أوباما في سبتمبر(أيلول) الماضي، وتدعو إلى التركيز على عملية اختيار هؤلاء اللاجئين.

ودعت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في مقال افتتاحي نشرته في موقعها الإلكتروني، الى عدم التخلي عن اللاجئين السوريين، معتبرة أن هجمات باريس، وإن احدثت تغييراً في النقاش حول سورية، غير أن الحسابات الإنسانية المتعلقة باللاجئين الذين خرجوا من منازلهم وتعرضوا للضرب والتعذيب والاغتصاب لم تتغير.

واكدت الصحيفة أن الضرورة الإنسانية طاغية، فنصف السوريين أصبحوا من النازحين، وقتل أكثر من ربع مليون شخص، وبالتالي لا يوجد أي عذر للتقاعس والتخلي عنهم.

يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقد مقترحات بعض السياسيين التي تدعو إلى التفرقة الدينية بين المهاجرين، واعتبر اخضاعهم لفحص ديني أمرا "مهينا".

وقال: "عندما أسمع البعض يقول بضرورة أن نستقبل المهاجرين المسيحيين وليس المسلمين، أو أن يقترح بعض السياسيين امتحانا دينيا لهم، اعتقد أن هذا الامر عار ومهين، ولا يتطابق مع القيم الأميركية".

ودعا إلى عدم الربط بين هجمات باريس والإسلام، لكنه حض من جهة أخرى المجتمعات المسلمة على العمل من أجل إبعاد الجيل الجديد من ابنائها عن التشدد والإرهاب.

وقال: "على المسلمين حول العالم، قادة وشعوبا، أن يقوموا بجهد لتفادي أن ينمو ابناؤهم بأفكار فاسدة مثل قتل الأبرياء وتبريره بالدين".