عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب زياد القادري وقفت في مستهلها الكتلة دقيقة صمت حدادا على "أرواح شهداء كل لبنان في المجزرة المروعة في برج البراجنة، التي ارتكبها أولئك الارهابيون الذين لا يردعهم دين ولا ضمير ولا أخلاق عن ارتكاب جرائم ضد لبنان وضد الإنسانية جمعاء في بيروت وباريس ومصر وغيرها".   وأشار البيان الى أن "الكتلة التي هالها، كما الشعب اللبناني، هذه الجريمة المروعة والمتمادية بسبب استهدافها للأبرياء والامنين والمدنيين من رجال ونساء وأطفال، تتقدم بأحر التعازي القلبية إلى كل اللبنانيين وعائلات الشهداء بشكل خاص وتتمنى كذلك للجرحى الشفاء العاجل".   ورأت الكتلة أن "اللبنانيين قد أظهروا في ردة فعلهم العفوية على هذه الجريمة الارهابية، ما لديهم من تعاطف وتضامن وتراحم وتقارب وإيجابية فيما بينهم في مواجهة هذه المحنة الكبيرة، وهذا من الدلائل على قوة وعمق واصالة العيش اللبناني الواحد والوعي الوطني المتجذر لديهم، وهم الذين خبروا الكثير من المحن الاليمة والتجارب الكبيرة، على مر تاريخهم الحديث والقديم فشكلوا في ذلك التقاء وطنيا جامعا على رفض الارهاب، ونقطة يمكن أن ينطلقوا منها لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة يتعزز فيها تحصين الساحة الداخلية من اي خروقات ومن الصدمات الآتية من الخارج".   وأملت أن "يمتد هذا التآخي والتراحم في مواجهة الفتنة لكي يدفعهم إلى التبصر فيما يواجهونه من تحديات ومخاطر للتوصل إلى حلول عملية لمشكلاتهم تمكنهم من جهة أولى مواجهة الارهاب المتعاظم وأدواته، والمسارعة إلى انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو المدخل الأساس لمعالجة جملة المشكلات التي يعاني منها اللبنانيون".   من جهة أخرى، استنكرت الكتلة ودانت "العمل الارهابي الذي حصل في باريس وسقط جراءه عدد كبير من الضحايا الابرياء"، معبرة عن تعاطفها "مع عائلات الضحايا ومع الجرحى"، متمنية لهم "الشفاء العاجل". وأبدت تضامنها مع "الشعب الفرنسي الصديق"، معبرة عن ثقتها بأن "الدولة الفرنسية والشعب الفرنسي سوف يخرجان من هذه المحنة أكثر تضامنا وتمسكا بالقيم الانسانية والانفتاح والتصميم على معالجة هذه المشكلات الجسام بمظاهرها وجذورها بما يسهم في دحر هذه الموجة الإرهابية من جهة وفي استعادة الهدوء والاستقرار والديمقراطية والحرية والإخاء والمساواة لشتى شعوب المنطقة العربية".   ونوهت الكتلة بـ"النتائج الهامة والثمينة التي توصلت اليها قوى الامن الداخلي وخاصة شعبة المعلومات، لناحية الكشف عن الشبكات الإجرامية والارهابية التي كانت تخطط لعمليات إرهابية غير التي نفذت"، لافتة الى أن "هذه التجربة الناجحة من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية وشعبة المعلومات على وجه الخصوص في سرعة كشف الإرهابيين، تضيف الى سجل هذه الأجهزة إضافة إيجابية متقدمة، وتؤكد من جديد ان أجهزة الدولة الرسمية هي الأجهزة الحامية للبنانيين، على وجه الخصوص اذا ما أعطيت لها الإمكانيات والفرص المناسبة والدعم المعنوي اللازم".   ورأت أن "كلام ومواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي أعلنه عقب المجزرة في برج البراجنة وما كان سبقه من اعلان عن استعداد او دعوة للتسوية السياسية هو كلام جيد له وقع ايجابي، خاصة لجهة التزامه بسقف اتفاق الطائف والدستور، بعيدا عن فكرة المؤتمر التأسيسي، والذهاب إلى حل سياسي انطلاقا من المدخل الحقيقي المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية"، معتبرة أن "كلام السيد نصر الله يجب ان يستثمر في المكان المناسب للاستفادة منه وعلى وجه التحديد في الموضوع الأساس المفيد، أي في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، التي يعتبر التوافق فيها وعليها المدخل الأساس لتحصين لبنان وحمايته وزيادة مناعته في مواجهة الاخطار المحيطة والمحدقة به"، مشيرة الى أن "ذلك يجب ان يترافق مع خطوات عملية لبناء الثقة من خلال إزالة أسباب التشنج والتوتير التي تسهم فيها تصرفات البعض ومقارباتهم".   وأكدت الكتلة "ضرورة المبادرة فورا للدعوة إلى اجتماع الحكومة بشكل استثنائي في هذه الظروف التي كانت تستوجب اجتماعا من دون تردد لمواكبة التطورات الأمنية ولمتابعة الازمة المستمرة بتراكم النفايات، وهي الأزمة الخانقة التي لم تعد مقبولة او مبررة ان تبقى من دون حل".