البعض اسنتكر والبعض بكا والبعض تضامن مع أهالي برج البراجنة بعد التفجيرين الارهابيين، لكن جريدة الوطن الكويتية كانت الصدمة الكبرى وقد تبلغ ذروتها أكبر من التفجيرين وأكثر من وجع الأطفال الذين تيتموا وأكبر من بكاء الأم على استشهاد ابنائها .. صدمة ما كتبته الوطن كانت مدوية صارخة تحز بكرامة كل مواطن لبناني.

فلقد نشرت جريدة الوطن الكويتية خبر الانفجارين في البرج بصياغة انشائية تحريضية لا مثيل لها في عالم الصحافة وان كانت موجهة.

فبخانة ” كلمة حق” كتب عبدالله الهدلق الخبر بعنوان صادم “اشرب من الكأسِ التي أسقيتها للناس يا حزباً نُصيرياً يُعادي المؤمنين”. فالبداية كانت بالعنوان لكن الهدلق أبحر بعيداً عن تغطية الخبر ليعكس لنا ما تكنه الصحيفة من تجييش ودعم مباشر وعلني لتنظيم داعش فاستهل الخبر بالآتي: “نفَّذَ جنود الحق من المؤمنين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه تفجيرين في المعقل الحصين لـ ( حزب اللات ) الفارسي الإرهابي في برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية.”

وان كانت الصحيفة تعتبر حزب الله “ارهابياً” فهذا لا يسمح لها ان تعتبر ارهاب داعش عملا بطولياً وانجازاً عسكرياً فلقد تابع الهدلق بالقول: ” نفَّذَ الهجومَ على معقل الإرهاب والغدر والخيانة لـ ( حزب اللات ) الفارسي في الضاحية إنتحاريان يرتديان حزامين ناسفين.” 

لم يكتفِ الكاتب المزعوم عند هذا الحد بل تعداه الى الطعن في خاصرة لبنان وعروبته بوصف عناصر داعش بـ”جنود الحق المدافعين عن عروبة لبنان واستقلاله”.

ورصع الكاتب قذائفه الكلامية بباقة قنابل عنقودية قد تفجر السلم الأهلي ان تجاوب معها المعنيون بكلامه فقال: “ذق أيها الحزب الإرهابي الفارسي واشرب من نفس الكأس التي أسقيتها للناس فالجزاءُ من جِنسِ العمل والقصاص العادل في الدنيا قبل الآخرة وستلقى جزاء ما اقترفته يداك حاضراً أمام عينيك ( وسيعلم الذين ظلموا أيَّ مُنقَلَبٍ ينقَلِبونً ) .”

لبنان لم يشيع بعد جميع شهدائه ولبنان برمته اعتبر الذين سقطوا في برج البراجنة شهداء الوطن لا شهداء حزب الله وما لا يعلمه كاتب الكلام السام على وقع نواح الأمهات وحسرة الأيتام من تلك الفاجعة أن لبنان وكل لبنان أعلن الحداد وكل لبنان تضامن وأن خصام السياسة (أهالي طريق الجديدة) تبرعوا بدمائهم تضامناً مع مصاب أهالي الضاحية الجنوبية غير آبهين ان كانوا من حزب الله او غيره.

كفانا لعباً بدماء الناس واستهتاراً بأرواحهم، ومن لديه كلمة تقرّب فليقلها وإلا فليكمّ فاهه.

liban8