إنّه موسم الفيروسات ونَزلات البرد والإنفلونزا الذي يبدأ من الخريف ويستمرّ حتى أوائل الربيع. لكن هل فكّرتم جيّداً في الأمور التي تُعزّز تَعرّضَكم لهذه الأمراض، والتي قد تَدخل حياتكم يوميّاً من دون انتباهكم لمخاطرها؟ توجد مجموعة عادات يوميّة شائعة قد تَجهلون أنّها المسؤولة عن إضعاف قوّة جهازكم المناعي وعرقلة جهودكم المبذولة من أجل تحفيز وظائفكم الدفاعية.

لذلك احرَصوا منذ اليوم على الانتباه للأمور التالية وتصحيح تعاملكم معها:

التوتّر

وجدَت دراسات عدّة علاقةً واضحة وقويّة بين التوتّر وتأثيره السلبي في أداء الجهاز المناعي. بحسب "American Psychological Association"، يمكن للتوتّر أن يأتي من مصادر متنوّعة، كالضغوط العائلية والعملية، لكنّ النوع الذي يبدو الأكثر تدميراً للمناعة هو التوتّر الناتج عن الوحدة.

وللمساعدة على خفضِ هذا الضرَر على المناعة، يُنصَح بتخصيص الوقت للقاء الأصدقاء، أو الانخراط في نوادٍ اجتماعية أو فريق رياضي. فضلاً عن أنّ الكآبة المزمِنة أو حتى غير المزمِنة رُبِطت بإضعاف استجابات خلايا T، ممّا يدلّ على تجاوب الجسم بفاعلية للفيروسات والبكتيريا.

عدم التنويع في الأكل

بغَضّ النظر عن الفيتامينين C وD، يعتمد الجسم على مجموعة مغذّيات للحفاظ على سلامة وظائف جهازه المناعي. عندما تصبح الأيام باردة وأقلَّ إشراقاً، يميل الإنسان إلى خفض استهلاك الأطعمة الغنيّة بالمغذّيات كسَلطات الخضار التي تكثر في الربيع والصَيف.

على سبيل المثال، يساعد الفيتامين A خلايا الدم البيضاء على محاربة العدوى بشكل أفضل. إذا كان الشتاء يَجعل السناكات الباردة، كالجزَر والحمّص، أقلَّ جاذبية يمكن الحصول على الخضار الورقية الخضراء المطبوخة مع البطاطا الحلوة لزيادة الفيتامين A في الغذاء. بدوره يُعتبَر الفيتامين E ممتازاً لمحاربة التهابات الجهاز التنفّسي، وهو متوافر في البذور كاليقطين والمكسّرات كالجوز.

البقاء داخل المنزل

مِن السَهل جداً خلقُ الأعذار لعدم القيام بأيّ نشاط في الشتاء، لكنّ هذا الأمر يمنع حصول الجسم على أشعّة الشمس التي تُعتبَر من أهمّ مصادر الفيتامين D. بكلّ بساطة إنّ التعرّض للشمس لعشر دقائق يعزّز إنتاج الفيتامين D، ممّا يقوّي القدرة على محاربة الإنفلونزا ونزلات البرد.

الإنعزال عن العالم

يميل الإنسان إلى السُبات عندما يكون الطقس بارداً، أو تفادي الاحتكاك بالأشخاص لتجنّبِ الجراثيم. وإضافةً إلى خفض استعمال الشبكة الاجتماعية، إنّ اختيار الانعزال عن الآخرين قد يأتي بنتائج عكسيّة عندما يتعلّق الأمر بالتخلّص من الإنفلونزا أو نزلات البرد.

العزلة تعني أنّ الشخص غير مسؤول عن نمط غذائه السيّئ وعاداته غير الصحّية، كالإفراط في احتساء الكحول، وتناوُل أطعمة مليئة بالدهون المشبَّعة والمهدرجة، وحذف الوجبات الغذائية الرئيسية، والنوم كثيراً أو قليلاً.

في مثلِ هذه الحال، ينخفض الحافز للقاء الأصدقاء والعائلة بسبب عدم تقبّلِ نصائحهم وردود فِعلهم. يوصي الخبراء بتجنّب الانعزال عن العالم حتى في حال عدم الشعور بالرغبة في لقاء أحد أو التحدّثِ إليه، نظراً إلى أنّ ذلك سينعكس إيجاباً على الصحّة.

عدم الانتباه للأغراض الملموسة

يستعمل الإنسان يومياً أغراضاً عديدة مشترَكة بين زملائه في العمل أو أيّ مكان آخر، من دون تفكيره بالكمّ الهائل من الجراثيم التي تحتويها والتي تعرّضه لمجموعة متنوّعة من الفيروسات السيّئة، مثل آلة القهوة ومُبرّد المياه. قد يكون من الصعب غسل اليدين في كلّ مرّة تَستخدمون أيّ غرض عام، لذلك، من الأفضل عدم لمس الوجه نهائياً خلال اليوم، بما أنّ لمس الأنف أو الشفاه أو العينين هو المسؤول عن دخول البكتيريا والفيروسات إلى الجسم.

إهمال النوم

يجب ضمان ما لا يقلّ عن 7 ساعات من النوم يومياً لضمان أفضلِ استجابة مناعية، إلّا أنّ معظم الأشخاص لا يُطبّقون ذلك، ممّا يقلّص مستويات الطاقة وقدرةَ الخلايا على التجدّد، ويزيد بالتالي الإصابة بالأمراض. يُنصَح بوضعِ جدول لتحديد أوقات النوم والاستيقاظ يوميّاً والالتزام بها لاستفادةٍ قصوى من منافع النوم الصحّية.

المعدّات الرياضية

على رغم التوجّه إلى النادي الرياضي حفاظاً على الصحّة والرشاقة، إلّا أنّ هذا المكان قد يكون بدوره مصدراً للأمراض بما أن قلائل هم الأشخاص الذين يُنظّفون الأدوات قبل استعمالها. أثناء استخدام آلات الكارديو على سبيل المثال، يَمسح الأشخاص غالباً عَرقهم ثمّ يُكمِلون نشاطهم ويلمسون الأجهزة. وفقَ مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، يمكن لفيروس الإنفلونزا العيش على سطح أيّ مكان من ساعتين إلى 8 ساعات.

من جهة أخرى، يُنصَح بعدم استخدام المنشفة لتنظيف أيّ آلة قبل استعمالها، لأنه بعد ذلك قد يتمّ لمس العين أو الأنف. لذلك قبل بَدء أيّ نشاط، لا بدّ من استخدام محرمة ومعقِّم يحتوي الكحول، علماً أنّ هذا الأمر ينطبق أيضاً على سجادة اليوغا.