عودة الموسم الجديد من برنامج “حكي جالس” الذي يعرض على شاشة lbci  و ldc والذي يقدمه الإعلامي جو معلوف فاقت كل التوقعات، وأحدثت خضةً في الرأي العام اللبناني لما اتسم الموسم منذ حلقاته الأولى بالجرأة وطرح ملفات ممكن القول أنّها لم تطرح بهذه الدقة من قبل، خصوصًا عندما عرض معلوف بالوثائق الأملاك العقارية التي تعود لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل و التي وصلت قيمتها إلى 21 مليون دولار، طارحًا سؤال “من أين لك هذا؟”، وأكدّ معلوف أنّه سيلقي الضوء على ثروات باقي السياسيين ويسألهم “من أين لكم هذا؟”.

ردّ باسيل سريعًا على معلوف عبر صفحته على “تويتر” فكتب : “حزين هذا البلد الذي يمكن فيه لبرنامج غير مسؤول أن يشوّه الحقيقة ليتّهم زوراً مسؤولًا ذنبه أنه يملك من قديم الزمان عقارات في بلدته، وأنه مهندس يعمل على حسابه في التطوير العقاري”. وأضاف: “بغض النظر عن عدم صحّة الأرقام والحصص والتضخيم الفاضح للتخمين، وما يقابلها من ديون مصرفيّة كبيرة، فإن التقرير يكشف لمن يعرف عائلتنا أن كمّية وقيمة أملاكنا قد تراجعت في شكل كبير بسبب عملي الوطني وأعبائه الماديّة”، قبل أن يطلّ بمؤتمر صحفيّ ليؤكّد أن غالبية هذه العقارات ورثها عن والده وجدّه، وأنه يملك أسهماً في البعض منها ولا يملكها كلّها، إضافة إلى تشكيكه بالمساحات التي عرضت والتخمينات المضخّمة.

ولم يكتفِ التيار العوني برد رئيسه بل تبعها طردٌ لمعلوف من قبل وزير التربية الياس بو صعب من إدارة إذاعة FAME FM  التي يعمل فيها منذ سنتين. كل هذا دفع معلوف في حلقته الماضية إلى استكمال هجومه على باسيل وتكذيب كل ادعاءاته بأنّ باسيل ورث هذه العقارات عن أجداده.

 

أمّا الردّ الأقوى على معلوف فقد جاء على لسان الجنرال ميشال عون، الذي اعتلى منبره أمس موجهًا الشتائم والنعوت القذرة إلى الإعلامي الذي قرّر فتح ملف ثروات السياسيين، فقد نعت معلوف بـ”واحد خريّان حاطينو عل تلفزيون” ، ولم يكتف عون بإهانة معلوف بل وجهة سهامه القمعية والهمجية إلى الإعلام بالقول ” الاعلام شو ما قال مارح يغبر عا بوطنا” وغيرها من العبارات التي لا تليق بمسؤول يردّد يوميًا أنّه يمثل قاعدة شعبية واسعة!

وما يثير الجدل أكثر، أنّنا لم نشهد أي تضامن من قبل روّاد التواصل الإجتماعي على ما تعرّض له الزميل جو معلوف من تعدّ لفظي ومعنوي، إضافة إلى التعدّي على الإعلام بشكل عام، كما شهدنا في الأسابيع الماضية حملة تضامن واسعة مع الإعلامية ديما صادق على خلفية الدعوى التي رفعها ضدّها حزب الله بتهمة التشهير، وكذلك الحملة التضامنية مع قناة الميادين على خلفية قرار إزالتها عن أقمار “عرب سات”.

وهذا ما يفسّر أنّ في التضامن مع “حرية الإعلام والرأي” استنسابية على خلفية الآراء السياسية، ولأن جو معلوف معروف باستقلاليته وعدم تبعيته لأي حزب سياسي لم يجد من يتضامن معه ويرفض ما تعرّض له من إهانات، لذلك لم تغصّ مواقع التواصل الإجتماعي بالبوستات المتضامنة مع من قرّر فتح ملفات ممنوع التطرق إليها!