اختار أحد اللّصوص الوسيلة الأسهل والأقل خطراً في عمليات السّطو والسّلب، وهي اصطياد العشّاق داخل السّيارت.. اختار نقطة معروفة بتميزها بلقاءات أهل الغرام في محلّة الـ”مارينا” ضبية، كان يقف عن بُعد يُراقب ضحاياه ليختار منهم ذاك المتيّم الذي ارتمت حبيبته في أحضانه، يترقب لحظة الإنسجام التام، ثمّ ينقضّ عليهما منتحلا صفة عنصر أمني، يفترس أموالهما ومجوهراتهما، وهو مطمئنّ البال الى أنّ أحدهما لن يُقاومه أو يرفض طلباته إمّا خوفا على سمعته وإمّا خشية من اقتياده الى التحقيق، خصوصاً أولئك الذين يضبطهم في وضعية مشبوهة.

 

تكاثرت عمليات السرقة التي تعرّض لها عشرات المواطنين في محلّة المارينا في ضبية، على يد شخص ينتحل صفة رجل أمن ويختار ضحاياه من الشبان والفتيات المنسجمين الى أقصى الحدود داخل سياراتهم المركونة على جانب الطريق، أو من وصل بهم الإنسجام حدّ المعاشرة، يدّعي أنّه عنصر من مخابرات الجيش اللبناني، يطلب إبراز أوراقهم الثبوتية، ثمّ يعمد إلى تفتيش السيّارة ويستولي على ما لديهما من أموال ومجوهرات.

 

إنهالت الشكاوى على مخافر المنطقة وكل المشتكين يدلون بالوقائع ذاتها: “رجل بنفس المواصفات، يُعرّف عن نفسه بأنّه من المخابرات، يطلب هوياتهم ويستولي على ما يحملونه من مال وما تتزين به النساء من مجوهرات”. على الفور تمّ تكليف دورية من شعبة المعلومات بمراقبة المكان ونصب كمين في المحلة، وعمد أحد عناصر الدورية إلى التنكر بزيّ امرأة وجلس داخل سيارة مدنية مع رفيقه في المهمّة، منتحلَين صفة عاشقَين متيَّمين.

 

لم تمضِ دقائق معدودة حتى وقع اللصّ في المصيدة، إقترب من السيارة الأمنية من دون أن يعرف أنّ الفخّ الذي طالما نصبه لضحاياه سيطبق عليه، طرق بيده على زجاج السيارة، ولمّا فتحه له الشخص الذي يجلس وراء المقود، عرّف عن نفسه أنّه “عنصر مخابرات”.. طلب أوراقهما الثبوتية والترجل من السيارة من أجل تفتيشها.. عندها قام العنصران الأمنيان بالتعريف عن نفسيهما وكشف مخطّطه، فما كان من اللّصّ إلا أن ركض مسرعًا محاولا الهرب، ما دفع بأحدهما الى إطلاق النّار عليه وإصابه في قدمه، فوقع أرضاً رافعاً يديه مستسلماً وهو يصرخ ويستغيث.

 

وبالتحقيقات معه، تبيّن أنّه “أحمد.خ” (38 عاما) حيث اعترف باحترافه سلب الأشخاص منذ بضعة أشهر، بعد انتحال صفة أمنية معترفاً بأنّه استحصل على بطاقة صادرة عن مديرية المخابرات في الجيش، من داخل حقيبة جيب سرقها من إحدى السيارات المركونة ألى جانب الطريق في “المارينا”.

 

قاضي التحقيق في جبل لبنان محمد بدران أصدرقراره الظني طالبا عقوبة الأشغال الشاقة الموقتة لـ”أحمد” بعدما اتهمه بارتكاب جرائم السرقة والسلب بواسطة العنف والتهديد وانتحال صفة أمنية.

 
لبنان 24