عادت بلدة عرسال إلى الواجهة الأمنية مجدّداً من بوّابة التفجيرات والعمليات الانتحارية التي روَّعت الآمنين خلال الفترة الماضية، لتفتحَ معها ملفّات الفلتان الأمني داخل البلدة، والتصفيات التي تنفّذها المجموعات المسلّحة، خصوصاً تنظيم «داعش»، في حقّ معارضيه وبحجَج مختلفة وواهية.

 

لم تخلُ عرسال طوال الفترة الماضية من الأحداث الأمنية والتصفيات الجسدية التي طاولت عدداً من العراسلة والسوريين معاً، والتي بقيَ عدد منها بعيداً عن الإعلام، لتصل دائرة العمليات والاغتيالات إلى هيئة علماء القلمون أمس، عبر عملية انتحارية استهدفَت اجتماعاً للهيئة داخل البلدة.

 

وفي التفاصيل، أنّه وخلال اجتماع لهيئة علماء القلمون في محلّة السبيل - مفرق طريق الجمالة شمال غرب بلدة عرسال، كان يضمّ أكثرَ من 12 شيخاً في مكان استأجرَته لعقدِ اجتماعاتها الدورية، دوّى انفجار ناتج عن عملية انتحارية أوقعَت ستة قتلى وسبعة جرحى.

 

وعُرف من القتلى المشايخ: عمر الحلبي، علاء بكور، علي رشق، فواز عرابي، فيما نُقل الجرحى إلى مستشفى الرحمة الميداني ومستشفى الشيخ «أبو طاقية». وأكّد شاهد عيان من عرسال لـ«الجمهورية»، أنّ «انتحاريّاً يستقلّ درّاجةً ناريّة، اتّجه بسرعة نحو الاجتماع، وفجّر نفسَه على المدخل».

 

وفي معلومات «الجمهورية» أنّ «الانتحاريّ استهدفَ الشيخين فواز علي عرابي وعمر الحلبي، بينما كانا يهمّان بالدخول إلى الاجتماع، ما أدّى إلى مقتلهما على الفور، وتناثرَت جثتاهما أشلاءً، إضافةً إلى ثلاثة شبّان آخرين كانوا على المدخل، وقد أصيب سبعة بجروح.

 

ورجّح مصدر أمنيّ وقوفَ تنظيم «داعش» وراء العملية، «لأنّها تستهدف خصوصاً الشيخ فواز علي عرابي الذي يقطن قرب حاجز الجيش في وادي حميد، وعلى تواصلٍ دائم معه، ويُسَهّل عمليات دخول السوريين وخروجهم على الحاجز، نظراً لحساسية الموقع هناك، كما لعبَ دوراً مهمّاً وكبيراً في ملف العسكريين المخطوفين والمفاوضات القائمة، إضافةً إلى دوره في استرجاع جثمان الدركي الشهيد علي البزّال، وملفّات أخرى».

 

وعلى الفور، طوَّق الجيش المكان ومنَع وسائلَ الإعلام والمواطنين من الاقتراب، فيما كَلّف القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش إجراءَ التحقيقات الأوّلية، وأشرفَ مفوّض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر على التحقيقات.

 

من جهته، أشار أحد فاعليات عرسال إلى أنّ «المجموعات المسلّحة لا تزال تسرَح وتمرح في البلدة، وأنّ الأهالي يتخوّفون من الأيام المقبلة وما سيكون عليه مصير البلدة في ظلّ ما تشهده من أحداث وغياب لدوريات الجيش والأجهزة الأمنية»، مضيفاً: «منذ نحو عشرة أيام وقعَت حادثة اغتيال على مدخل مدرسة النور التي تدَرّس التلاميذ السوريين قبل الظهر إضافةً إلى تلاميذ البلدة، حيث لحقَت سيارة ذات زجاج داكن الشيخ السوري صفوان عزوز الذي يدرّس مادة الدين في المدرسة، وأطلقَ عليه مسلّحون النار فأردوه، إضافةً إلى قتل سوري منذ يومين أيضاً وحرقِ الجثة».

 

من جهةٍ أخرى، أوقفَت قوى الجيش في منطقة وادي حميد - عرسال، المواطن علي نايف رايد، وذلك لقيادته فان «جي ام سي»، من دون أوراق قانونية، وبرِفقته المواطن جمال يوسف الحجيري و11 سوريّاً، للاشتباه بانتمائهم إلى مجموعات إرهابية. وتمّ تسليم الموقوفين إلى المرجع المختص وبوشِر التحقيق معهم.