أشار تقرير دبلوماسي الى أن لا أجندة للبنان لا على مستوى الاهتمامات الدولية، ولا على مستوى من يُصنَّفون أصدقاء لبنان ولا ربطاً بالتطورات السورية المتسارعة وبالتدخل الروسي.

ولحظ مضمون التقرير أن "لبنان مؤجل وضعه حتى إشعار آخر، وإلى أن يحين دوره سيبقى في موقع المتلقي لتطورات الميدان السوري، إذ سيحصد إيجابية الحرب الروسية على الإرهاب في سوريا، أو سلبياتها، تبعاً لتطورات الميدان".

ولفت التقرير الى ان فترة الانتظار هي بالحد الأدنى ستة أشهر، قابلة للتمديد أو التقصير وفقاً لمجريات الميدان السوري. 
الى ذلك قال مسؤول لبناني كبير عاد من الخارج مؤخراً أن العالم كله يغمض العين عن لبنان حالياً، حتى أن رئيس الحكومة تمام سلام كان قد عاد من نيويورك بانطباع بأن لبنان في المرتبة العاشرة من حيث الاهتمام إن لم يكن في آخر سلّم الاهتمامات.

في المقابل اشار المسؤول الى ان الفرنسيين يحاولون التحرك ،تارة بالمجيء الى لبنان واستكشاف إمكانيات التسوية على الطريقة الفرنسية، أو استقبال زوار لبنانيين من بينهم مسترئسون أو الذهاب الى إيران لعلهم ينجحون في دفعها الى التدخل في الموضوع الرئاسي في لبنان.

وكشف المصدر أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كانت مقررة للبنان ثم أرجأها، واعداً أنه سيقوم بها لاحقاً "في ظل ظروف مؤاتية".

واوحى الرئيس الفرنسي أن زيارته للبنان ما زالت قائمة، وأنها ستتم بعد زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى باريس. وقد أبلغ هولاند مسؤولاً لبنانياً كبيراً بأنه يعوّل على زيارة روحاني لبحث الملف الرئاسي اللبناني.

وقال هولاند للمسؤول اللبناني: "إن روحاني سيثير معي موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان"، ولكن، سرعان ما تبيّن ان كلام هولاند مغاير لحقيقة الأمر، ولا علم للإيرانيين به والحقيقة هي أن هولاند شخصياً، هو من اقترح على الإيرانيين أن يبحث الملف الرئاسي اللبناني مع الرئيس الإيراني.
أما الجواب الذي تلقاه فمفاده: "هذا شأن لبناني، ولن نتدخل فيه، وإن أردتم أن تبحثوا هذا الموضوع، فابحثوه مع اللبنانيين فهم الأدرى بوضعهم".

الى ذلك قال احد الوزراء أن زيارة هولاند للبنان محل "تأكيد كلامي" فقط، إلا أنه قد لا يكون جدياً، اذ إن زيارته للبنان كان يراد منها ان تكون "تتويجاً لإنجاز فرنسي في لبنان.
واضاف الوزير: "الفرنسيون كمن يلعبون في الوقت الضائع ومن دون أي طائل. مشكلة الفرنسيين انهم يحاولون الهروب من حقيقة أن لا دور لهم في الملف اللبناني، ومشكلتهم الكبرى أنهم يصرون على أن يطرحوا أفكاراً وآراء لتسوية رئاسية من وجهة نظرهم، وآخرها مبادرة فرنسية سقطت سريعاً، ترمي الى إيصال رئيس وسطي الى قصر بعبدا".
كما يتزامن الحضور الفرنسي على الخط الرئاسي اللبناني مع جهد أوروبي في الاتجاه ذاته لترسيخ فكرة وصول رئيس توافقي الى بعبدا. وقد كشف الإيرانيون "ان موفدين أوروبيين وغربيين يأتون الى طهران، ويطلبون منا أن نتدخل مع حزب الله لكي يضغط على النائب ميشال عون لكي ينسحب من معركة رئاسة الجمهورية إفساحاً في المجال لإتمام هذا الاستحقاق، ونحن نبلغهم أننا لن نتدخل في هذا الأمر".

وقد عكس الموقف الإيراني مسؤول دولي زار طهران مؤخراً، وقال لسياسيين لبنانيين إنه "سعى الى البحث في الملف الرئاسي اللبناني مع أحد المسؤولين الإيرانيين، فرفض تناول أي تفصيل يتعلق بهذا الأمر، فهم لا يتدخلون في الملف اللبناني، يعنيهم فقط ما يقرره حزب الله في هذا المجال، وهم بالتالي يلتزمون بما يقرره الحزب سواء اختار العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية أو أي شخص آخر".