لم يتردّد والد في وصف ابنه بأبشع النعوت أمام هيئة المحكمة العسكرية الدائمة، وذهب الى حدّ التبرّؤ منه بعدما أقحم زوجته وزوجة شقيقه وزجَّ بهما في قضية مخدرات.   «ابني مجرم»... هكذا بادر الوالد رئيس المحكمة أثناء النظر في قضية ادخال حبوب مخدرة من نوع «البنزكسول» الى سجن روميه المركزي بعد طحنها ومزجها بكمية من الكشك.  

حملت زوجة المتهم م. «طبخة الكشك» إلى زوجها في السجن من دون أن تعلم أنها تحوي مخدرات، ورافقتها في تلك الزيارة زوجة شقيق المتهم الموقوف أيضاً في القضية لينتهي بهما المطاف الى اتهامهما مع زوجيهما بالقضية التي وضعت الوالد في موقف صعب وأمام اختيار أصعب بين «كنّتيه» ونجليه فاختار الأول بصوت متهدّج طالباً من رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم أن يرحم زوجتي ابنيه لأنهما ابرياء فيما ابنه م. مجرم.   وكان الوالد قد أدلى بإفادته أمام المحكمة، وهو ما إنْ وصل إلى منصّة الشهادة حتى توجّه صوبه ابنه الموقوف م. الذي يبعد عنه خطوتين محاولاً تقبيل يده ، لكن الوالد الذي يعاني من مرض عضال دفع ابنه عنه وأكد بأن الأخير لا يملك ذرّة من الشرف متهماً إياه بالكذب والنفاق. وساندت زوجة المتهم عمّها قائلة: «هذا الذي اسمه زوجي أنا التي كنت أُطعمه ولحم اكتافه من خيري، حتى أنا التي اشترت المنزل الزوجي».

وانتهت قائلة وهي تجهش بالبكاء: «لم أعد احتمل».    أما المتهم الذي كان ينصت إلى تلك الاتهامات من دون أن يرفّ له جفن، فقد حاول دفع التهمة عنه بالزعم بأن هناك من ورّطه في هذه القضية.    وقررت المحكمة رفع الجلسة إلى السادس عشر من أيار المقبل.