إضطراب في المواقف والتصريحات على طاولة الحوار المبعثرة , ولا جديد بين أيدي الزعماء المرتبطين بقرارات خارجية

 

السفير :

هل استنفدت الحكومة نفسها وصارت عبئاً على جميع مكوّناتها، بما في ذلك على رئيسها تمام سلام؟
في العلن، الكل يقول إنه ما زال متمسكاً بالحكومة، ولكن في السر، صار الكل متصالحاً مع فكرة أن الحكومة باتت تملك وظيفة وحيدة، سواء التأمت أو استقالت أو اعتكفت أو ماتت سريرياً، ألا وهي وظيفة تصريف الأعمال حتى يأتي زمن التسوية اللبنانية، في «كعب» سلّم التسويات، فيكون للبنانيين سلة تأتيهم كما جرت العادة من الخارج تتضمن اسماً لرئيس جمهوريتهم العتيد واسماً لرئيس حكومتهم وتوازنات حكومية وقانوناً انتخابياً وربما تتضمن تفاهمات على «قضايا حيوية»، بينها هوية بعض موظفي الفئة الأولى في مواقع مدنية وغير مدنية.
هل استنفد الحوار الوطني الموسع في مجلس النواب أو الحوار الثلاثي في عين التينة غرضه؟
في العلن، الكل يقول إنه متمسك بهذا الحوار أو ذاك، ولو أنه يلعب لعبة الشعبية على طريقة سامي الجميل و «حرقته» على «النفايات الوطنية». في السر، الكل بات مقتنعاً بأن الحوار الموسع أو الثنائي يملك وظيفة وحيدة، عنوانها إبقاء خيط التواصل قائماً في انتظار معطيات خارجية قادرة على تعديل جدول الأعمال الداخلي، حيث لا أحد مستعد للتنازل للآخر، بما في ذلك في النفايات التي بات التعامل معها يشكل فضيحة تستحق التدريس في كبرى المدارس والمعاهد والجامعات في العالم.
في العلن، الكل جاهر سياسياً بتأييده لخطة الطوارئ المؤقتة التي أعلنها وزير الزراعة أكرم شهيب. لكن الكل تنصل من «نفاياته» وحاول أن يرمي بالكرة في ملعب الآخرين، وعندما كان يحصل تقارب سياسي كانت المسافات تضيق، أما عندما يصبح المتراس هو الفاصل بين القوى السياسية، فإن خطة النفايات تصبح كرة يحاول هذا أو ذاك رميها في الملعب الآخر.
حتى الوقائع لم تغير في لعبة التشاطر السياسي. تكدست النفايات في شوارع العاصمة والضواحي ومعظم جبل لبنان وجاء زمن «الطوفان».. ولعل الآتي أعظم، لكن لسان حال المسؤولين في السلطة، لم يغادر مربع رفع المسؤولية عن الذات، لكأن إسرائيل أو «داعش» تتحمل مسؤولية عرقلة هذا الملف ـ الفضيحة.
ولعل الأخطر من هذا وذاك، هو السؤال الذي صار يقلق الكثيرين عما اذا كانت هناك ضوابط يمكن أن تحول دون انزلاق الوضع الداخلي نحو نقطة أكثر تعقيدا، سياسيا وأمنيا، في ضوء احتدام الاشتباك السعودي ـ الايراني، خصوصا اذا استمر منطق التعطيل قائما على صعيدي الحكومة ومجلس النواب.
سلام: العقد في كل مكان
رمى رئيس الحكومة تمام سلام كل ما يملك من معطيات أمس أمام المشاركين في طاولة الحوار الوطني، قبل أن يحزم حقائبه ويعتكف في دارته في المصيطبة، متخففا من أعباء «السرايا الكبيرة» والمسؤوليات التي تفرضها عليه.
قال سلام لـ «السفير»: «لقد أبلغت موقفي الى المجتمعين في الحوار الوطني وقلت لهم اذا لم يكن هناك قرار سياسي موحد لدى الحكومة بكل مكوّناتها بشأن خطة النفايات، فهذا يعني أنه لا لزوم لبقاء الحكومة».
ما لم يقله سلام هو أن الجميع زايد عليه بتبني الخطة من دون أن يترجم ذلك عمليا، وخصوصا من «الكتائب» وباقي المكوّنات المسيحية للحكومة.
وقال سلام إنه لن يقبل برفض مكوّن حكومي واحد لخطة معالجة النفايات، فإن رفضها مكوّن واحد أو حتى ربع مكوّن، فلن أدعو الى جلسة لمجلس الوزراء، وستكون لي خياراتي المناسبة.
وأوضح ان العقدة «لا تكمن فقط في إيجاد مطمر في بعلبك ـ الهرمل أو في البقاع الاوسط، بل ثمة عقدة في مطمر سرار بعكار، وفي إيجاد مطمر في كسروان والمتن، ففي جبل لبنان الشمالي، يوجد أكثر من ثلاثين مقلعا وكسارة رفضت القوى السياسية هناك إعطاءنا مطمراً واحداً فيها، ومع ذلك يخرج البعض ليطالبني بتنفيذ مطمر سرار باستخدام القوة، فلماذا يريدون أن يتحمل رئيس الحكومة أو وزير الداخلية مسؤولية تنفيذ المطمر بالقوة في عكار وهم يرفضون إقامة مطامر في مناطقهم؟».
وكشف سلام انه سبق لـ «حزب الله» أن أبلغنا بحماسة موافقته على اختيار مطمر في البقاع الاوسط، «لكن يبدو أنه بعد كلام الوزير نهاد المشنوق في احتفال الذكرى الثالثة للواء الشهيد وسام الحسن، شعر بأنه مستهدف بموقف سياسي، فتم إبلاغنا بعدم الموافقة على المطمر لأسباب أمنية»!
وقال سلام: أنا حذرت الجميع في جلسة الحوار من أنني «عندما أتخذ أي موقف، انما أتخذه من تلقاء نفسي وليس تلبية لرغبة أي طرف»

النهار :

في تنافس واضح مع الدور الروسي، أعلنت فرنسا عن استضافة مؤتمر دولي حول سوريا من دون مشاركة روسيا للبحث في الحلول المطروحة لتسوية الازمة السورية، بينما مضت موسكو في انتهاج الديبلوماسية الناشطة بالتوازي مع دورها العسكري، إذ تحدث الرئيس فلاديمير بوتين هاتفيا للمرة الثانية في خمسة ايام مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تساند بلاده المعارضين لحكومة دمشق، واتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الاميركي جون كيري للمرة الثالثة في ثلاثة ايام.

ووقت كانت المانيا تقول انها لا يمكنها تخيل دور للاسد في مستقبل سوريا، كان الرئيس السوري يستقبل وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله الذي يعتبر ارفع مسؤول عربي يزور دمشق منذ اربعة اعوام. وفرضت التطورات الميدانية نفسها مع اقدام تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على تفجير اعمدة في المدينة الاثرية في تدمر بريف حمص الشرقي.

 

الاتصالات الروسية
وافاد المكتب الصحافي للكرملين أن "الزعيمين الروسي والسعودي تبادلا خلال المكالمة الهاتفية، الآراء حول مجموعة من المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، بما في ذلك اخذهما في الاعتبار مخرجات اللقاء في شأن سوريا الذي جمع وزراء خارجية روسيا والسعودية والولايات المتحدة وتركيا في فيينا الجمعة 23 تشرين الأول، بالإضافة إلى ما تلا الاجتماع من لقاءات أخرى جرت بصيغ مختلفة. كما ناقش الجانبان تسوية النزاع في الشرق الأوسط، وأعربا عن قلقهما إزاء استمرار تصعيد الوضع في فلسطين وإسرائيل".
وأضاف "أن العاهل السعودي قيم عاليا الدور النشيط الذي تلعبه روسيا في دفع العملية السلمية هناك".
الى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير لافروف بحث في العملية السياسية السورية مع نظيره الأميركي في اتصال هاتفي. وأوضحت أن الاتصال - وهو الثالث في ثلاثة أيام بين الرجلين- تركز على ما يمكن عمله لإشراك القوى الإقليمية الأخرى في العملية السياسية.
وأوردت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة إن المبعوث الشخصي للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أجاب عن سؤال عما اذا كان "الجيش السوري الحر" زار موسكو الأسبوع الماضي: "نعم كانوا هنا ... وكانوا هنا أيضا هذا الأسبوع"... إنهم هنا طوال الوقت وهم أناس مختلفون البعض يغادر والبعض يأتي لكنهم يقولون جميعا إنهم ممثلو الجيش السوري الحر".

اجتماع باريس
وفي باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بان فرنسا تحضر لاجتماع حول سوريا اليوم في العاصمة الفرنسية يشمل "ابرز الاطراف الاقليميين".
وقال في بيان نشر بالبريد الالكتروني: "نعمل على تنظيم اجتماع جديد يشمل ابرز الاطراف الاقليميين هذا الثلثاء في باريس".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن الجمعة انه يريد عقد لقاء يضم نظراءه الغربيين والعرب للبحث في الازمة السورية. وقال في يوم انعقاد اجتماع في فيينا لوزراء خارجية روسيا وتركيا والولايات المتحدة والسعودية في غياب فرنسا: "لقد وجهت دعوة الى اصدقائنا الالماني والبريطاني والسعودي والاميركي وآخرين لعقد اجتماع الاسبوع المقبل في باريس في محاولة لدفع الامور الى الامام".
وسئل عن وجود لافروف في اجتماع باريس، فاجاب: "كلا، لا اعتقد ذلك". واضاف: "ستكون هناك اجتماعات اخرى نعمل فيها مع الروس". وكشفت اوساطه في حينه ان الوزيرين التركي والسعودي سيأتيان الى باريس لكن ايران لم تُدع.

واشنطن
وبينما تعارض الرياض اشراك طهران في المحادثات الجارية لحل الازمة السورية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، إن جولة جديدة من المحادثات الديبلوماسية قد تجرى عقب نهاية هذا الأسبوع، مقرا بأنه سيتعيّن في نهاية المطاف إشراك إيران في المحادثات في شأن انتقال سياسي في سوريا. وقال: "في مرحلة ما... نعلم أنه سيتعين إجراء مناقشات مع إيران مع قرب انتهاء انتقال سياسي هناك". ورأى إن دور إيران في الصراع السوري ومن ذلك مساندتها للأسد و"حزب الله" اللبناني غير مفيد.

 

المستقبل :

بالتزامن مع انعقاد الحوار الوطني في المجلس النيابي وعشية استئناف حوار عين التينة جولاته بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، آثر الرئيس سعد الحريري إعادة الأمور إلى نصابها الوطني مجدداً شدّ أواصر «ربط النزاع» مع سياسة «حزب الله» الإقليمية والمحلية سيما في ضوء الشطط المتمادي الذي انتهجته قيادة الحزب في مواقفها الأخيرة. وإذ جدد التمسك بالحوار الوطني مؤكداً عدم «إهداء حزب الله فرصة القضاء عليه» باعتباره «خيارنا منذ البداية ولن يكون شقة مفروشة بأثاث إيراني يدعو لها الحزب من يشاء ساعة يشاء»، ذكّر الحريري في المقابل «حزب ولاية الفقيه» وفق تعبير أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، بولائه لطهران بوصفه «حزباً إيرانياً كامل المواصفات»، وبـ«لاءاته» التي يضعها في مواجهة الحوار منعاً لمناقشة «خروجه على الإجماع الوطني وعلى النظام العام» ورفضاً لمقاربة انتشار السلاح والمسلحين في المناطق بغية إبقاء ما يسمى «سرايا المقاومة» عصيّة على الشرعية وقوانينها.
الحريري وفي بيان (ص 2) تناول فيه جملة الأوضاع اللبنانية خصوصاً منها أزمة النفايات وقضية الحوار الوطني، أكد إزاء شعور اللبنانيين «بالإهانة أمام مشهد النفايات التي طافت في شوارع بيروت والمناطق»، الوقوف «بكل قوة وراء رئيس الحكومة تمام سلام» مجدداً الثقة بإدارته وحكمته ورئاسته وقدرته مع فريق العمل المختص برئاسة الوزير أكرم شهيب على تذليل العقبات التي تحول دون تنفيذ الخطط العملية الممكنة والتأسيس لمشروع بيئي متكامل يكون في مستوى آمال المواطنين والحراك المدني، وسط تشديده على ضرورة «تحمّل الجميع مسؤولياتهم» لتمكين سلام من دعوة مجلس الوزراء للاجتماع وبتّ الإطار التنفيذي لخطة معالجة الأزمة.
أما على مستوى الحوار، فأكد الحريري وجوب استمراره «في نطاق المصلحة الوطنية وليس في نطاق الشروط والإملاءات والاستقواء بالعروض العسكرية والتهويل برايات «الانتصار» على الشعب السوري»، معرباً للمراهنين على التدخل العسكري الروسي في سوريا لقلب طاولة الحوار في لبنان عن يقينه بأنّ هذا التدخل «لا شأن له بتحديد مصير رئاسة الجمهورية» ولا بتنظيم العلاقة بين اللبنانيين. 
وفي مقابل «البدع السياسية» التي تستنزف الحوار، جدد الحريري التأكيد أن «لا وظيفة للحوار في هذه المرحلة سوى البت بمصير رئاسة الجمهورية والتوافق على شخصية وطنية تعيد الإمساك بمفتاح تكوين السلطة وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية»، لافتاً انتباه «حزب الله» إلى أنّ دورانه في «دوامة الانتظار الإقليمي» لن يجديه نفعاً، وناصحاً الحزب في السياق عينه بأن «لا فائدة من المكابرة في سوريا، ولا من توسّل رضا ولي الفقيه برفع وتيرة العداء ضد المملكة العربية السعودية واستغلال المنابر الحسينية للتحريض عليها، ولا من ركوب مركب الحوثيين في اليمن وادعاء بطولات فارغة تنصر الظالم على المظلوم»، مع علمه بأنّ «حزب الله» لن يستجيب للمطالب الوطنية بإعلاء شأن الدولة والشرعية على أي شأن آخر باعتباره «حزب ولاية الفقيه ويستحيل أن يعمل خارج إرادة الولي الفقيه».

الديار :

كانت هذه أول برقية يرسلها مسؤول الأمن في السفارة السعودية في بيروت إلى الرياض وصلت الى مكتب وزير الداخلية ولي العهد الامير محمد بن نايف، ثم تبعتها برقية ثانية تقول أن كمية المخدرات المضبوطة 2 طن مهربة بطائرته الخاصة.
سعد الحريري تبلغ الخبر واتصل بالسنيورة وطلب منه التحري وتحرك الرئيس السنيورة على محور وزير الداخلية وحاولوا تدبير الأمر بإعطاء جواز سفر ديبلوماسي للأمير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز وتركيب قصة التهريب على مرافق الامير يحيى الشمري.
تيار المستقبل كله مُستنفر، النواب، الوزراء، والرئيس السنيورة ووزير الداخلية ورئيس الحكومة تمام سلام لانقاذ الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز والحل الوحيد هو إيجاد مخرج بأن معه جواز سفر دبلوماسي وحقيقة الامر، أنه كان يسافر بجواز عادي، فمن يقوم بالتزوير للفلفة الامر من تيار المستقبل؟
عملية صعبة علمت بها الدول من واشنطن لباريس ولندن وضجت بها مواقع التواصل ولكن الامر لا يفيد، فالامير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز يجب أن يتوقف لدى الشرطة القضائية، لكن نهاد المشنوق وزير الداخلية وضع ثقله في الموضوع والرئيس السنيورة كان يركض من جهة لجهة لتخليص القصة، والرئيس الحريري على الهاتف يتابع كل تفصيل. وكانت المشكلة أنه كيف يكون مع الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز جواز سفر عادي ثم يتم تحويله لجواز سفر ديبلوماسي وإلصاق التهمة بالمرافقين مع الامير والكمية المصادرة هي 40 حقيبة وزنها 2 طن من المخدرات ولا يمكن تمريرها بسهولة، وولي العهد وزير الداخلية الامير محمد بن نايف وقع في ورطة كبيرة. فكيف يكافح المخدرات وفي ذات الوقت يغض النظر عن امير سعودي كان يقوم بتهريب 2 طن من المخدرات.
كل العمل الآن جار على إعطاء الامير عبد المحسن بن عبد العزيز جواز سفر دبلوماسي واعتقال مرافقيه بأنهم هم من قاموا بالتهريب وإلصاق التهمة بهم وتحييدها عن الامير، ولا زال الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز موقوفا في المطار لدى الجمارك والقضية كبيرة وهذه قصتها من بيروت للرياض عاجل.. عاجل... عاجل.

ـ كيف إكتشفت الجمارك تهريب 2 طن من الكابتاغون؟ ـ

وصل الأمير السعودي إلى جناح الطائرات الخاصة وبصورة عفوية، قال لمرافقيه ضعوا هذه الحقائب على كاشفة الاشعة وأنا سأسبقكم إلى الطائرة.
ما إن مرت الحقيبة الأولى حتى إكتشفت الجمارك أن ليس بداخلها ثياب أو أغراض شخصية بل علب مغلقة بإحكام بشريط لاصق قاس، وكل الحقائب التي مرت وهي 40 حقيبة تزن كل واحدة 50 كلغ لم يكن فيها ثياب أو أغراض شخصية أو أي شيء سوى علبة مغلقة بشريط لاصق.
فقامت الجمارك بطلب فتح الحقائب واعترض المرافقون على ذلك قائلين أنه أمير سعودي، وبعد اصرار الجمارك وما إن فتحت الحقيبة الاولى وتم مزق الشريط اللاصق حتى تبين أنها تحوي على حبوب الكابتاغون.
إعتقلت الجمارك الامير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز ومرافقيه وبدأوا بالتحقيق معه ولكن السفير السعودي ونواب ووزراء من تيار المستقبل كانوا قد حضروا للمكان وهم يجرون إتصالات ولدى التحقيق مع الامير السعودي نفى أن يكون معه حبوب كابتاغون وان المرافقين هم من قام بتهريب الكابتاغون ثم تبين بعد أخذ الامير الى مخفر حبيش أن مصدرا باع الامير الحبوب ولكن السفير السعودي أصر على القول للامير السعودي أن ينكر ويقول لا اعرف شيئا عن حبوب الكابتاغون وأن المرافقين هم الذين جاؤوا بها.
تحول مخفر حبيش لخلية مخابرات كبرى وبدأت الاتصالات من سعد الحريري ونهاد المشنوق والسنيورة لاخفاء وصمة العار عن الامير السعودي وعن تيار المستقبل وعن حديثه انه لا يتعاطى بالتحقيق.
والآن تجري دراسة حل أن تطلب المملكة تسليمها الامير السعودي على أن يتم توقيف الخمسة في لبنان أو أن يتم جلبهم للسعودية بناء على اتفاقية تبادل الاسرى الموقعة بين لبنان والسعودية والمهم أن السنيورة كان شغله الشاغل بالامس هو تغطية تهريب الامير للكابتاغون. وتخجل أن يكون رئيس للوزراء ونواب ووزراء لاعبين عن اسيادهم السعوديين يهرعون لاحقاً لإخفاء ما حدث وكيف يتم تهريب الكابتاغون من لبنان الى السعودية. ويبدو انه ليست المرة الاولى التي يتم فيها تهريب حبوب الكابتاغون من لبنان للسعودية وانها المرة الخمسون فوق المئة التي يتم تهريب المخدرات من لبنان للسعودية. أما المساكين الذين يتم ضبطهم بالسعودية فيتم قطع رأسهم بالسيف، أما الامير السعودي المهرب فيتم تكريمه من تيار المستقبل على مستوى رئيس حكومة وما دون بدل أن يترك القانون يأخذ مجراه ومحاسبة المهربين كما يجري في السعودية ولكن دون قطع رأس.

 

الجمهورية :

قد تكون أسوأ أزمة وطنية يشهدها لبنان منذ بداية تطبيق اتّفاق الطائف إلى اليوم. حتى مرحلة الخروج السوري، على ضخامتها، تمَّ تنظيمها من خلال الاتفاق الرباعي الذي أمَّن الانتقال من مرحلة إلى أخرى. وعلى رغم فداحة أحداث 7 أيار 2008، إلّا أن كلّ القوى السياسية عادت وانتظمت داخل المؤسسات الدستورية. وإذا كان الاستقرار يشكّل النقطة المضيئة الوحيدة في كلّ مشهد التعطيل المتمادي، غير أنّ الاهتراء وصل إلى حدود لا توصَف، وبات يهدّد هيكل الدولة وجوهرَها، فلا رئاسة ولا حكومة، ومصيرُ التشريع يتقرّر اليوم، ولكن أكثر ما أثارَ غرابة اللبنانيين هذه المرّة أنّ أحد أوجه الخلاف ليس على دور لبنان والاستراتيجية الدفاعية وقانون الانتخاب، بل حول قضية يجب أن تكون محطّ إجماع كلّ القوى السياسية وفي طليعة أولوياتها، حيث باتت أزمة النفايات تهدّد الأمن الصحّي والبيئي للّبنانيين، وفي مشهد غير مسبوق ولا مألوف يشكّل نقطة سوداء في السجلّ اللبناني، خصوصاً أنّ أحداً من اللبنانيين لا يعلم حقيقة الخلفيات الكامنة وراء عرقلة تطبيق خطة النفايات. وإذا كان التعويل على الحوار لفكّ لغز العرقلة لم يحقّق النتائج المرجوّة على رغم نجاحه الجزئي في الاتفاق على مواصفات الرئيس، فإنّ الأمل في أن يتحرّك الجسم التشريعي في خطوة تعويضية ولو جزئية عن تعطّل أو جمود الجسم التنفيذي وتحديداً الحكومي الذي يختنق بالنفايات ودخل مرحلة الاحتضار. وفي موازاة انتظار ما سيؤول إليه اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب لجهة تحديد جدول أعمال الجلسة التشريعية وما سيتضمّنه من بنود، تبقى الأنظار شاخصة إلى جلسة الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» مساء اليوم، والتي استبقها الرئيس سعد الحريري في موقف شديد اللهجة جاء ردّاً على إطلالات الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، في حين أبقى وزير الداخلية نهاد المشنوق حضورَه أو عدمه مفاجأة اللحظة الأخيرة. في ظلّ الواقع المرير والوضع المخزي المستمرّ، خرج المتحاورون من جلسة الحوار بخفّي حنين، فلا حلّوا أزمة الرئاسة المستمرّة، على رغم اتفاقهم على بعض مواصفات الرئيس العتيد، ولا اتّفقوا على حلّ لأزمة النفايات التي ستتوالى فصولها وأضرارها مع تساقط الأمطار مجدّداً، وبالتالي رحَّل رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الى الثلاثاء 3 تشرين الثاني.
وكانت طاولة الحوار الوطني التأمت أمس في ساحة النجمة في نسختها الثامنة، في حضور رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، وغياب كلّ من النائب وليد جنبلاط بِداعٍ صحّي، الرئيس فؤاد السنيورة والوزير بطرس حرب بداعي السفر، والنائب سامي الجميّل الذي علّق مشاركته «بانتظار حلّ قضايا الناس الملِحّة والضرورية وفي مقدّمها رفعُ النفايات من الشوارع».
مواصفات الرئيس
ووزّع بري جدول مقارنةٍ بمواصفات رئيس الجمهورية التي سبق أن رفعَها المتحاورون إليه، فحصَل إجماع على أن يكون للرئيس الحيثية في بيئته والقبول من الطرف الآخر، واحترام الدستور وتطبيق الطائف بلا استنساب، وأن يكون منفتحاً وقادراً على تدوير الزوايا، ويحارب الفساد، وأن لا يكون مستتبعاً للخارج، وأن يدعم المقاومة ضد إسرائيل. إلّا أنّ بعض المتحاورين من فريق 14 آذار اقترح ان يكون بند المقاومة في إطار الاستراتيجية الدفاعية وحق الدولة في اتّخاذ قرارات الحرب والسلم.
ولدى مناقشة بند أن ينأى الرئيس بنفسه عن الصراعات العربية، والمقدّم من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير حرب والنائب الجميّل، قال ميقاتي: «نحن نتمسّك بمبدأ النأي بالنفس، ليس طبعاً عن الصراع العربي ـ الاسرائيلي، بل النأي بالنفس عن خلافات المنطقة وقضاياها ومشاكلها، لأنّ وضع لبنان حسّاس، وأي أمر يعرّضه للشرذمة بدءاً من حِلف بغداد تاريخياً وصولاً الى الصراع الدائر حالياً». وفي ضوء هذا النقاش ارتُؤيَ إرجاء البحث ببند النأي بالنفس إلى الجلسة المقبلة.
إقتراح عون
ولدى طرح اقتراح «التيار الوطني الحر» انتخاب الرئيس بالاقتراع الشعبي المباشر، تحدّث عون فقال: «لا تستطيع السلطة أن تتكوّن من دون العودة الى الشعب»، وتلا على مسامع المتحاورين الفقرة «د» من الدستور التي تقول إنّ «الشعب هو مصدر السلطات، ومنه تتكوّن المؤسسات الدستورية»، وقال: إذن يجب العودة الى الشعب في انتخاب الرئيس لكي نكون بذلك نحترم الدستور فعلاً لا قولاً، شارحاً أنّ ذلك يتمّ من خلال انتخابات نيابية على أساس قانون عادل.
فأجيبَ عون بأنّ طرحه منطقيّ ودستوري، لكنّنا غير متّفقين على قانون انتخاب، فردّ قائلاً: «نعم تستطيعون أن تقولوا ذلك 20 سنة مجدّداً كما فعلتم من قبل، وفعلياً تجدّدون لأنفسكم بأكثرية غير مطابقة للمواصفات الدستورية، لذلك لا يحقّ لكم التذرّع بعدم الاتفاق على قانون انتخاب للاستمرار في هذا الوضع الشاذ، وأنا أطالبكم بأن تعرضوا علينا من أين تنطلقون في قانون الانتخاب، لكي نصل الى حلّ حقيقي لِما نعاني منه في لبنان على صعيد احترام الدستور وإرادة الشعب. فسَلّم المتحاورون بهذا المنطق على أن يتمّ استكمال نقاش هذا البند في جلسة الثلثاء المقبل.
ملفّ النفايات
وبعد انتهاء المتحاورين من البحث في مواصفات الرئيس، بَحثوا في موضوع النفايات، فطلبَ بري من رئيس الحكومة تمام سلام ان يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد بأسرع وقت ممكن خلال هذا الأسبوع لبَتّ هذا الملفّ. إلّا أنّ سلام رفض، مؤكّداً أنّه لن يفعل قبل التوافق مسبقاً بين القوى السياسية، محمّلاً إياها المسؤولية حتى إيجاد الحلّ المناسب.
وإذ بدا سلام غير مرتاح، قال إنّه يفكّر في الإقدام على خطوةٍ ما في الوقت المناسب، ملمّحاً إلى الاستقالة، ورفع سقف موقفه قائلاً: «مش معقول بكلّ منطقة المتن وكِلّ شي فيها من مقالع ما تلاقوا محلّ للزبالة، وبرج حمّود لازم تتحمّل».فردّ عليه النائب آغوب بقرادونيان بحدّة قائلاً: «نحن تحمّلنا 20 سنة، ومَن استفادَ مِن تحمّلِنا 20 سنة فليتحمّل هو الآن المسؤولية، برج حمّود خط أحمر».
المرّ
بدوره، دعا نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر إلى معالجة هادئة لملف النفايات، واستمهلَ المتحاورين أياماً، مؤكّداً أنّ لديه حلّاً لمعالجة النفايات سيَطرحه قريباً.
فتفت
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت الذي شارك في الحوار لـ«الجمهورية»: «في رأيي أنّنا ندور حول أنفسنا، نربح الوقت أو نخسره، لا أعرف، في انتظار أن يحصل شيء إقليمي دولي، لا أعرف».
وأضاف: «المتحاورون اتّفقوا على ما هو متّفَق عليه، أن يكون لدى الرئيس حيثية وأن يكون مقبولاً ويَطمئنّ إليه الجميع ويدَوِّر الزوايا وقادراً على التواصل ويحترم الدستور ويلتزم تطبيق اتفاق الطائف كاملاً، والرئيس بري أصرّ على إلغاء الطائفية السياسية، ورئيس لا يُرتهَن للخارج». هذه أمور تحصيل حاصل، لكن في الأمور المفصلية كرئيس يلتزم بالمقاومة لم نتّفق، رئيس يلتزم بالنأي بالنفس لم نتّفق.
وعن ملف النفايات، أوضَح فتفت انّ الرئيس سلام كان له موقف واضح وجريء في موضوع النفايات، بعدما طُلب منه تطبيق الخطة والاستعانة بالجيش وقوى الأمن، حيث أكّد أنّه ليس في هذا الوارد إلّا عندما تكون هناك شراكة حكومية حقيقية، وعندما يأتي كلّ الأفرقاء الى الحكومة لا للحضور فقط بل لإعطائه اقتراحات بدورهم في المشاركة. فكيف أطبّق في مطمر في عكّار وليس هناك مطمر في البقاع والجنوب وجبل لبنان؟
ورأى فتفت أنّ حزب الله لا يعطي مطمراً في البقاع لكي يترك القصّة مولّعة، وله مصلحة في ذلك، وهو ليس منزعجاً إذا حصل انهيار في البلد. فمَن يدعم خطة النفايات فليعطِ مطمراً.
الحوار الثنائي
إلى ذلك، تشهَد عين التينة اليوم الجولة العشرين من الحوار بين تيار «المستقبل» و»حزب الله»، في جلسة هي الأولى بعد موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق وردّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله.
الحريري
وعشية الجلسة، جدّد الرئيس الحريري الالتزام بالحوار، وقال: «لن نهديَ «حزب الله» فرصة القضاء عليه، نريد له أن يستمرّ في نطاق المصلحة الوطنية اللبنانية دون سواها»، وأكّد أنّ «تيار «المستقبل» لا يرى وظيفةً للحوار الوطني في هذه المرحلة من حياة لبنان، سوى بتّ مصير رئاسة الجمهورية وإنهاء الفراغ في سدّة الرئاسة، والتوافق على شخصية وطنية تعيد الإمساك بمفتاح تكوين السلطة وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية».
وقال: «الحوار خيارُنا منذ البداية، وقد بادرنا إليه وتمسّكنا به في أصعب الظروف، وهو ليس مِنّةً من أحد، ولن يكون شقّة مفروشة بأثاث إيراني، يدعو لها حزب الله من يشاء وساعة يشاء».