الطوفان ... طاف لبنان بوساخة حكامه , وإجتاح الفساد بيوت الناس حاملا معه الكوليرا ...

 

النهار :

بعد ثلاثة أشهر وثمانية أيام من اقفال مطمر الناعمة ونشوء أسوأ ازمة نفايات لم يعرف لبنان مثيلاً لها حتى في زمن الحرب و"ادارة " الميليشيات، انفجرت هذه الكارثة بأبشع مظاهرها اطلاقاً أمس محولة مع سيول الامطار المنهمرة الكثير من مناطق بيروت والضواحي في جبل لبنان الى أنهر نفايات فاضت على الطرق والاحياء ومجاري الانهر ومسارب تصريف مياه الامطار. ولم تقف الكارثة عند هذا الحد بل تعدته الى تظهير فضيحة الانكشاف السياسي الذي يترجمه عجز خيالي عن اجتراح أي اجراءات عاجلة لوقف مزيد من التداعيات الخطيرة لعاصفة السيول والامطار وما يمكن ان ينجم عنها مع تكدس عشرات الالوف من الاطنان في جبال النفايات المنتشرة في كل مكان وخصوصا في العاصمة وجبل لبنان. وتمثلت انعكاسات هذه الكارثة في انها باتت تهدد جديا ، وأكثر من أي وقت سابق، مصير الحكومة الذي يبدو انه متجه فعلا الى الحسم هذا الاسبوع بدءا من مجريات جلسة الحوار اليوم في مجلس النواب التي قيل فيها انها ستكون جولة انقاذ الحكومة انطلاقاً من كارثة النفايات التي انقلبت الى البند الطارئ العاجل الذي سيتقدم بنود الحوار، والا فان تلويح رئيس الوزراء تمام سلام ووزير الزراعة اكرم شهيب بمهلة الخميس موعداً نهائياً "لرمي القفازات" في وجوه الجميع سيغدو أكثر من مجرد تلويح بل اجراء بقلب الطاولة الحكومية.
ولعل ما زاد احراج القوى السياسية التي لا تزال تعطل الفصل الختامي المفترض لاستكمال تنفيذ خطة شهيب ان ناشطي الحراك الشعبي عاودوا أمس تحركهم تحت الامطار ووسط سيول النفايات بدءا بقيام مجموعات من حملة " طلعت ريحتكم " بحملة لتنظيف مجرى نهر بيروت ومن ثم تجمع مجموعات أخرى من الحراك في ساحة رياض الصلح وبعدها أمام دارة الرئيس سلام في المصيطبة ، وهدد الناشطون بتصعيد تحركهم محددين الخميس المقبل ايضا مهلة نهائية لحل ازمة النفايات.

الحوار
وعلمت "النهار" ان ملف النفايات سيحتل الحيز الاوسع من النقاش على طاولة الحوار اليوم في مجلس النواب في ظل المهلة التي حددها الوزير شهيب والتي اقترنت بمهلة مماثلة حددها الرئيس سلام وتنتهي الخميس لاتخاذ موقف حاسم من معرقلي خطة الوزير إذا لم تحسم مسألة المطمرين في عكار والبقاع الشمالي. ونقلت مصادر سياسية عن سلام انزعاجه الشديد مما آلت اليه الامور عاكسة نيته الجدية التنحي اذا ظلت الامور على حالها من تعطيل وشل للحكومة. كما ان شهيب أعرب لـ"النهار" عن استيائه الشديد من مشهد النفايات في الشوارع معتبرا انه "نتيجة للتعامل بخفة وعدم مسؤولية من بعض السياسيين فضلا عن التحريض الذي واجهته الخطة لابقاء النفايات في الطرق".
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" أن سلام في صدد إطلاق صرخة في إجتماع الحوار اليوم يدعو فيها القادة الى تحمل مسؤولياتهم حيال الكارثة البيئية والصحية والاقتصادية التي واجهها لبنان أمس، وسيطالبهم بدعم الحكومة كي تتحمل مسؤولياتها على هذا الصعيد وإلا فإنه في صدد إتخاذ القرار الذي يطالبونه بعدم إتخاذه. وسيعتبر أن المحك سيكون في صدور بيان عن المتحاورين يدعم إنعقاد مجلس الوزراء فوراً لاتخاذ القرارات المطلوبة.
واوضح النائب عاطف مجدلاني الذي يمثل اليوم كتلة "المستقبل" في الحوار النيابي بسبب وجود الرئيس فؤاد السنيورة خارج البلاد لـ"النهار" أن الاهتمام سيتركز على ما سيدلي به الرئيس نبيه بري الذي تسلم سابقا مواصفات الكتل في شأن شخصية الرئيس الجديد للجمهورية تمهيدا لجوجلتها على أن يبلغ المتحاورين ما هي القواسم المشتركة بين الكتل وما هي نقاط الاختلاف بينها كي يجري الحوار على أساس ما هو مختلف عليه. وشدد على ان الاولوية هي لإنتخاب رئيس للبلاد.

 

السفير :

كل عبارات القدح والذم التي يعاقب عليها القانون أو يجيزها لم تعد تليق بهذه الطبقة السياسية.
لم تكن شتوة الأمس مفاجئة او مباغتة، لا في توقيتها ولا في غزارتها، بل سبقتها مؤشرات وافية كان يفترض ان تكون كافية لاتخاذ تدابير «الحيطة والحذر» على كل المستويات.
لكن، وكالعادة، غرقت بقايا الدولة في برك المياه والعجز، مع فارق جوهري هو ان الفضيحة المبللة امتزجت هذه السنة بأكياس «النفايات البرمائية» التي جرفتها الامطار في كل الاتجاهات، بحيث غمرت القمامة العائمة العديد من شوارع العاصمة والضواحي، في مشهد معيب وصادم لم يسبق له مثيل، وينطوي على الكثير من المخاطر الصحية والبيئية.
والحقيقة ان الامطار الغزيرة لم تجرف فقط أكوام القمامة، بل أخذت معها أشلاء الدولة المفككة والمتحللة التي مضى عليها أشهر وهي تتخبط في ازمة النفايات التي سرت عليها المعايير الطائفية والمذهبية المعتمدة من قبل الطبقة السياسية تقليدياً في التعامل مع كل شاردة وواردة في هذا النظام، حتى باتت المطامر تخضع لقاعدة 6 و6 مكرر، فيما تبدو النفايات أكثر «علمانية» مع اجتياحها كل المناطق من دون تمييز بين انتماءاتها.
واذا كانت فضيحة الامس كفيلة بإسقاط سلطة بأمها وأبيها في أية دولة تحترم نفسها وشعبها، فانها في لبنان تمر بلا مساءلة ولا محاسبة، لتكتمل بذلك المأساة الوطنية التي صار اللبنانيون ضحاياها ووقودها.
ولعل «الغزوة البرمائية» للنفايات يجب ان تعيد تحفيز الناس على الانخراط في الحراك المدني الذي يبقى، برغم كل الملاحظات عليه، الفرصة الوحيدة وربما الاخيرة للضغط والإنقاذ أو القول لأهل الفساد «كفى» كبيرة جدا.
وكان لافتا للانتباه أمس ان بعض الناشطين في الحراك كانوا اسرع من الاجهزة الرسمية في محاولة الحد من خطر تمدد أكوام النفايات الى نهر بيروت (منطقة الكرنتينا) الذي يشهد أكبر عملية تكديس عشوائي لأكياس القمامة على ضفافه!
ولعل الاجدر بطاولة الحوار التي ستلتئم اليوم في مجلس النواب ان تدرس مواصفات المعالجة المطلوبة لملف النفايات قبل ان تناقش مواصفات الرئيس المطلوب للجمهورية، بل يُفترض بالمتحاورين ألا يغادروا الجلسة قبل ان يتخذوا قراراً واضحاً وحاسماً بطي هذا الملف النتن، وإلا فان من يخفق في مواجهة النفايات، لا أهلية له للبحث في رئاسة الجمهورية ولا مواصفات الرئاسة ولا الاستمرار في «حكومة العجز».
خيارات سلام.. تضيق
ومن مفارقات هذه المهزلة المتجددة، أن علامات الاستياء كانت تطفو على وجه الرئيس تمام سلام وهو يتابع عبر هاتفه الخلوي مشاهد اجتياح النفايات لبعض شوارع العاصمة والضواحي بعدما جرفتها سيول الامطار الكثيفة قبل ظهر أمس.
وفيما اكتفى سلام بهز رأسه لهول المنظر، قالت أوساطه لـ «السفير» انه منزعج جداً مما بلغته الامور، وهو بالتأكيد لن يبقى متفرجاً على هذا الوضع البائس والمزري الذي لا يُحتمل، وبالتالي سيتخذ الموقف المناسب في التوقيت المناسب، من دون ان يأسر نفسه بموعد زمني محدد منذ الآن، لافتة الانتباه الى انه يدرس خياراته بجدية.
وأشارت أوساط سلام الى ان جرف مياه الامطار للنفايات في الشوارع هو مشهد مخز ومعيب، ينطوي على إهانة للبنانيين، ويشكل دليلاً فاضحاً على العجز الكامل لمكونات السلطة عن إدارة الشأن العام، مشيرة الى ان التجربة أثبتت ان لا أحد يريد ان يحل مشكلة النفايات.
واستبعدت أوساط سلام عدم مشاركته في جلسة الحوار الوطني المقررة اليوم، في ساحة النجمة، لمعرفته بحساسية الموقف وحراجته، «لا بل ان طوفان النفايات يفرض حضور رئيس الحكومة جلسة الحوار، أكثر من أي وقت مضى، حتى يرفع الصوت مجدداً ويضع الجميع امام مسؤولياتهم».
شهيب.. والمهلة الاخيرة
أما وزير الزراعة أكرم شهيب فقال لـ «السفير» انه سيعطي الاتصالات فرصة لغاية الاربعاء المقبل للبدء في تنفيذ خطة الطوارئ لمعالجة أزمة النفايات، مؤكداً انه إذا استمرت المراوحة حتى ذلك الحين سينسحب من هذا الملف، مشدداً على ان مهلة السماح تنتهي الاربعاء، وبعد ذلك على الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم، متسائلا: لماذا أتحمل وحدي تبعات هذا الملف، في حين يتهرب الآخرون من واجباتهم، ويتصرفون بترف سياسي، متجاهلين او جاهلين فداحة الازمة التي نواجهها!
واشار الى انه إذا حصل توافق عام في الايام القليلة المقبلة، يمكن ان نتصرف بسرعة ونستدرك مفاعيل المطر، أما إذا تواصلت المزايدات وبقيت مسألة النفايات رهينة التجاذبات السياسية العبثية، فسيتفاقم المـأزق وتستفحل مضاعفاته، مؤكداً انه يرفض أن يكون شريكاً في هذه المهزلة، خصوصا بعد الشتوة الاولى التي كانت بمثابة إنذار شديد اللهجة.
وتوقعت أوساط شهيب أن يبادر الى عقد مؤتمر صحافي الخميس المقبل «لكشف المستور.. وتسمية الأشياء بأسمائها».
واللافت للانتباه أن وزير الاشغال استبق الكارثة بالتحذير من انه لا يتحمل اية مسؤولية عما يمكن ان يحصل، وحذت معظم البلديات حذوه برفع المسؤولية عن نفسها. في المقابل، شدد خبراء بيئيون «محايدون» على أهمية تبني خطة الطوارئ التي وضعتها اللجنة الفنية برئاسة الوزير شهيب والتي يفترض ان يبدأ تطبيقها فوراً مع تحسينها وتطويرها، ان لناحية البدء فوراً باعتماد إجراءات التجفيف والفرز واشراك الجميع في تحمل المسؤوليات، او لناحية تعديل الروزنامة الزمنية لتطبيق هذه الخطة مع التطورات التي حصلت في الفترة الأخيرة وتضاعف حجم النفايات أكثر من مرة منذ الإعلان عنها.

المستقبل :

رغم سيل التحذيرات الوطنية والبيئية والصحية من مغبة عدم تدارك الموقف قبل فوات أوان الصيف وهبوب العواصف الماطرة، وقع المحظور بالأمس وهطل «الخطر» على اللبنانيين متسبباً بمشهد سريالي موبوء تحت وطأة العاصفة التي يصحّ القول فيها إنها «هبّت مرّتين» على البلد مع ما خلفته من فيضانات ونفايات عابرة للشوارع والأحياء في العاصمة والمناطق. فالأضرار الصحية والبيئية التي نتجت عن تبعثر القمامة المكدّسة في الطرق «لم يعد يمكن تداركها بل التخفيف من ضررها نتيجة الترسّبات والتأثير على المياه والمزروعات» كما أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور في سياق إعلانه إجراءات ستتخذها الوزارة «لتفادي الأسوأ»، في وقت لا تزال اللجنة الفنية المختصّة تنتظر جواباً إيجابياً «لم يصل بعد» من جانب «حزب الله» حول موقع طمر النفايات في البقاع الشمالي ما يعوق اكتمال خارطة المطامر الصحية مناطقياً ويحول تالياً دون تطبيق الخطة الحكومية المتوازنة لمعالجة الأزمة المفترض ان تطرح نفسها بقوة على طاولة الحوار الوطني اليوم.
وفي حال استمرار التعثّر على ما هو عليه في الملف حتى الخميس المقبل، توقعت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أن يبادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى ترجمة تعهده باتخاذ «الموقف المناسب»، معربةً عن اعتقادها بأن يقدم سلام على اتخاذ خطوة «الاستقالة» من رئاسة الحكومة يوم الخميس المقبل ليضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية ربطاً بالتعطيل السياسي الحاصل في مقاربة الملفات الحياتية والحيوية بشكل بات يتهدد صحة المواطنين وسلامة الوطن.
أما أوساط سلام فآثرت عدم تحديد شكل وتوقيت الموقف الذي سيعمد إلى اتخاذه إذا استمر التعثر في تنفيذ خطة النفايات، مكتفيةً بالقول لـ«المستقبل»: رئيس الحكومة سبق وقال إنه سيعمد خلال أيام إلى اتخاذ الموقف المناسب وتسمية الأشياء بأسمائها، وهو ملتزم بهذا الوعد الذي قطعه أمام اللبنانيين». 
شهيب
تزامناً، شدد وزير الزراعة أكرم شهيب على ضرورة تذليل العقبات التي لا تزال تحول دون تطبيق خطة معالجة أزمة النفايات بحلول نهار الخميس المقبل، وقال لـ«المستقبل»: «إذا لم يحصل أي تطور إيجابي حتى الخميس فسأزور يومها السرايا الحكومية وأسلّم الرئيس سلام تقريري النهائي حول خطة الحكومة وأعلن اعتذاري عن عدم إكمال مهمتي في اللجنة» المكلفة تطبيق الخطة.
ورداً على سؤال، أجاب شهيب: «كل ما جرى ويجري هو نتيجة لا مبالاة قسم كبير من المسؤولين والسياسيين وبعض البيئيين المراهقين بالإضافة إلى سياسيي الحراك»، مشدداً على كون «هؤلاء أوصلوا البلد إلى ما كنّا قد نبهنا من الوصول إليه، والآتي أعظم».

الديار :

«جمهورية العار.. جمهورية الموز.. جمهورية القهر»، مع سيل جارف من السباب والشتائم قصف فيه المواطنون اللبنانيون الطبقة السياسية بأبشع النعوت والسباب والشتائم، بعد ان «بلغ السيل الزبى»، اذ اجتاحت الاف الأمطار المكعبة طرقات بيروت والمدن الساحلية والجبلية، حاملة معها، الى الوحول والاتربة، مئات الأطنان من النفايات المنزلية المتراكمة على جوانب الفشل السياسي، ومعها الخطر الداهم للأوبئة والامراض ومنها الكوليرا وغيرها من المصائب، وكأن اللبناني «بعد ناقصو».
المناطق اللبنانية من سواحلها الى جبالها غرقت بالسيول وتحوّلت طرقاتها الى بحيرات تسبح فيها اكياس النفايات.
فمشهد النفايات «السائلة» التي امتطت سيول المياه المتفجرة من عبارات المياه المغلقة بسبب سوء الادارة وفساد البلديات وهدر الوزارات والمجالس والصناديق «المنحوتة» جعلت المواطنين يكفرون بسياسييهم الذين سجلوا اعلى منسوب من الفشل السياسي، وكسروا الرقم القياسي العالمي في سوء استعمال السلطة واقتسام الغنائم.

ـ الحكومة بخطر ـ

مؤشرات عديدة تجمعت وباتت تهدد مصير الحكومة اللبنانية، أولها عجزها عن تطبيق خطة الوزير شهيب للنفايات، التي ربط كل من «الاشتراكي» و«الكتائب» مصير استمرارهما في الحكومة بها، مع بروز إشارات إلى أن احتمال الفشل أكبر بكثير من فرص النجاح، ومع الإعلان المرتقب لانسحاب شهيب من الموضوع، الذي قابله تهديد رئيس الوزراء تمام سلام بتعتيم السراي.
«لا لزوم لبقاء حكومة لا تستطيع رفع الزبالة»، تقول مصادر وزارية للديار، خصوصا أن الأمطار «زركت» الجميع، وبات على أحد أن يدفع الثمن السياسي، متسائلة إن كان على سلام أن يتحمل المسؤولية ويكمل نص استقالته، ويحول حكومته إلى حكومة تصريف الأعمال، أم أن «في فمه ماء»، وسيكتفي بما برع فيه حتى الآن، وهو «الصمت والصبر»؟

ـ غضب جنبلاطي ـ

«كرة نار» النفايات على ما يبدو لسعت رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي ارتفع منسوب غضبه بسبب تقاعس جميع الافرقاء السياسيين في قضية النفايات، بحسب مصادر الجبهة، التي تؤكد ان الانتقاد والتعطيل غير المسبوقين اللذين نالهما ممثلها وزير الزراعة اكرم شهيب وفريقه في لعبة التجاذب السياسي جعلا جنبلاط يطلب من رئيس الحكومة تمام سلام اعفاءه من هذه المهمة التي يظهر «انها مستحيلة» في ظل «عدم التعاون».
واكدت المصادر ان جنبلاط غاضب جداً بعد تعثر خطة شهيب واصطدامها بعقبة عدم القدرة على ايجاد المطامر في المناطق، خصوصا بعد صدمة «صلاة الجمعة» وفشل القوى السياسية الفاعلة في ايجاد مطمر في البقاع الشمالي. هذا الغضب عبر عنه الوزير وائل ابو فاعور في قوله ان الوزير شهيب سيقوم «بالجولة الأخيرة» قبل الإعلان النهائي.

ـ الحوار الثنائي ـ

وفي ضوء الكارثة البيئية، ينعقد الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل عصر اليوم وعلى جدول اعماله موضوعان اساسيان:
ـ مواصفات رئيس الجمهورية: ستدرس اوراق الاطراف التي قدّموها في هذا الخصوص، وسيأخذ الرئيس نبيه بري عناصر هذه الاوراق ويطرحها في النقاش.
ـ النفايات: ستكون هذه القضية جزءاً اساسياً من النقاش. واذا كانت الشتوة الماضية الخفيفة فرضت ساعة من الكلام، فمن المفترض انه بعد هذه «الشتوة» الكارثية سيطول البحث في هذه الكارثة البيئية.
وعلقت اوساط قريبة من حزب الله على المعلومات التي تحدثت عن أن الوزير نهاد المشنوق يدرس امكانية مشاركته في جلسة الحوار المقررة عصر اليوم بين حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة بالقول «ان هذا الكلام هو محاولة لتكبير الحجر، ولا يفيد في دفع الحوار الى الامام». واوضحت ان جلسة الحوار ستتم اليوم وان رئيس وفد المستقبل نادر الحريري سيأتي الى الحوار، واذا لم يحضر تكون هناك مشكلة داخل التيار نفسه.
واشارت الى ان جلسة اليوم ستبحث في عدد من الملفات الداخلية المطروحة، كما كان يحصل في كل جلسة من الجلسات السابقة. اضافت ان النقاش الابرز يركز على ترميم الثقة بين الحزب والمستقبل في ضوء ما حصل في الفترة الاخيرة من تصعيد سياسي، وبخاصة ما كان صدر عن الوزير المشنوق. كما سيتم البحث في وقائع الخطة الامنية لمنطقة البقاع والاسباب التي ادت الى تعثرها وكيفية اعادة اطلاقها من جديد.

 

الجمهورية :

في الوقت الذي لم تفلِح التظاهرات في حلّ أزمة النفايات، «تظاهرَت» النفايات في شوارع بيروت ومناطق أخرى غرقت أمس في مياه أولى أمطار تشرين، لتثير عاصفة سياسية ونقمة شعبية، ستفرض نفسَها على طاولة الحوار التي ستغوص اليوم طويلاً في مناقشتها، قبل أن تنتقل إلى متابعة البحث في مواصفات رئيس الجمهورية، في ضوء المقترحات التي رفعها المتحاورون إلى راعي الحوار ومديره رئيس مجلس النواب نبيه برّي. مَن شاهدَ النفايات تصول وتجول وتسبح في مياه الأمطار وتجتاح المنازل والمحالّ التجارية والمستودعات أدركَ حجم المأساة التي يعيشها البلد في ظلّ الشغور الرئاسي والتعطيل النيابي والشلل الحكومي الذي بلغ حدّ الاستقالة الحكومية غير المعلَنة.
وعلمت «الجمهورية» أنّ رئيس الحكومة تمّام سلام، الذي سيطرح ملف النفايات بقوّة أمام المتحاورين اليوم، بدا أمس متأرجحاً بين الاستقالة والاعتكاف، محاولاً إحداثَ خرق في المواقف يفرض انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، وذلك على قاعدة : «قد أعذر من أنذر» ووفق مقولة: «اللهمّ اشهد انّي بلّغت».
وعلمت «الجمهورية» أنّ بري سيكون له على طاولة الحوار أيضاً موقفٌ صارم يدعو إلى تنفيذ خطة معالجة النفايات باستخدام القوى العسكرية والأمنية إذا اضطرّ الأمر، آخذاً مثلاً ما حصَل في مدينة نابولي الإيطالية لمعالجة أزمة نفايات نشأت فيها.
فهو استغربَ ولا يزال يستغرب كيف أنّ الدولة لا تستطيع التصرّف بأراضٍ ومشاعات تملكها لإقامة مطامر للنفايات، وتتراجع عن ذلك بفعل اعتراض مِن هنا وهناك، إلى درجة أنّه سخرَ من بعض الذين يتصرّفون على أساس أن يكون هناك «مطمر شيعي» مقابل «المطمر السنّي»، فيما قضية النفايات هي قضية وطنية بامتياز وينبغي أن تعالج لمصلحة جميع اللبنانيين بلا طائفية أو مذهبية وخلاف ذلك.
سلام
وإلى ذلك، أكّدت مصادر «استياءَه الشديد من بلوغ الأزمة حدوداً غير مقبولة على رغم أنّها كانت متوقّعة مع الشتوة الأولى والسيول التي أحدثتها أمس ويمكن أن تحدث اليوم وغداً. وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»: «المؤسف أنّ الشتوة لم تحمل ما هو مفاجئ من مصائب تحلّ باللبنانيين، وكأنّه لا يكفيهم ما يعانون. فقد كان متوقّعاً ما حصل أمس وسط عجز كامل عن الوصول إلى أيّ مخرج أو حلّ لملف النفايات».
واعتبرَت «أنّ جميع من أوحوا على طاولة الحوار بأنّهم إلى جانب الحكومة في متابعة تنفيذ ما تقرّر من خطوات فورية وأخرى مستدامة، مارسوا خدعة كبرى ولم يترجَم تأييدهم أفعالاً».
وقالت المصادر إنّ سلام على موقفه ويدرس ما يمكن أن يتّخذه من خيارات الخميسَ المقبل عند انتهاء مهلة الأسبوع التي حدّدها، خصوصاً إذا بقيت كلّ الطرق مقفلة أمام الحلول والخطوات التي طال انتظارها».
ونفَت المصادر أن يكون سلام قد هدّد بالاستقالة الخميس المقبل، وقالت: «مَن تناولَ هذا الموضوع استرسَل واستنتج مثلَ هذه الخطوة من عنديّاته». وسألت: «لمَن سيقدّم رئيس الحكومة استقالته؟ ومَن عليه قبولها أو رفضُها؟ فموقع رئيس الجمهورية شاغر منذ سنة ونصف السنة، ولم تفلِح الجهود المبذولة بعد في إنهاء هذا الشغور القاتل».
وأضافت: «وعلى رغم ذلك، فإنّ أمام رئيس الحكومة خيارات عدة، منها أن يصارح اللبنانيين بما حصَل وأسبابه، علَّ ذلك يؤدّي إلى تصويب خطوات البعض فيعودون إلى رشدهم ويتحمّلون مسؤولياتهم لمواجهة الكارثة البيئية والصحّية التي يواجهها البلد».
وأوضحت المصادر أن «ليس هناك نصوصٌ دستورية تحاكي الحال التي نعيشها اليوم، وكلُّ ما يجري سابقاتٌ لا مثيل لها في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية، ويمكن أن تكرّس أعرافاً بعيدة كلّ البعد عن الدستور والقانون، ولا تتّصل سوى بأخلاقيات العمل السياسي والدرك الذي
بلغناه، وهو ما لم نكن نتوقعه يوماً على الإطلاق».
قزّي
وفي المواقف، ناشَد وزير العمل سجعان قزي رئيس الحكومة «الدعوة إلى جلسة فورية لمجلس الوزراء، سواءٌ حضر من حضر أو غاب من غاب، لإعلان التنفيذ الفوري لخطة رفع النفايات مهما كلّف الأمر، وإعطاء الأوامر للأجهزة العسكرية والأمنية على حدّ سواء».
وقال قزي لـ«الجمهورية»: «صحيح أن ليست مهمّة هذه الأجهزة معالجة موضوع النفايات، لكنّ الخطر الحقيقي على اللبنانيين اليوم ليس «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، على الأقلّ في الأيام الحالية، إنّما الخطر هو جحافل النفايات التي تكفّر الناس، وطبيعي في ظلّ خطر كهذا أن تحمي المؤسسات العسكرية والأمنية تنفيذ خطة رفع النفايات».
وأسفَ قزي في الوقت نفسه «أن تكون الحرب الشيعية ـ السنّية في المنطقة انتقلت من الملف النووي الإيراني إلى ملف النفايات في لبنان، فهل يُعقل أن نربط فتحَ مطمر في منطقة شيعية بآخر في منطقة سنّية، وبالعكس؟».
وردّاً على سؤال، قال قزّي: «المسألة ليست أن نستقيل أو أن نبقى، فنحن لم نبقَ حتى الآن في الحكومة لأننا نؤمن بإنتاجيتها وإنجازاتها، إنّما لأنّ هذه الحكومة هي الهيئة الدستورية الشرعية الباقية في البلاد، وإلّا تسقط الدولة نهائياً، وهذا ما يريده الذين يعطّلون ملف النفايات وغيره. فقد حانَ الوقت لكي نقول هذه الأمور كما هي».
سيول نفايات
وكانت سيول الشتوة الأولى قد حملت أكوامَ النفايات المجمّعة في معظم المناطق اللبنانية، خصوصاً في المتن الشمالي وكسروان والشوف وبعبدا وبعض أحياء بيروت، ونَقلتها من مداخل بعض الشوارع وأطراف الساحات إلى الجهة المقابلة لها وسط عجزٍ مطلق عن الوصول إلى صيغة يمكن أن تؤدّي إلى تحديد ساعة الصفر لتنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب التي أبصرَت النور قبل ستة أسابيع ولم تنفَّذ بعد.
وفي الوقت الذي أحدثت السيول مكبّات متنقّلة وموَقّتة، نُقلت من الشارع الفوقاني إلى التحتاني، لم تحمل الأيام القليلة الماضية أيّ مؤشرات إلى حلّ لـ«مطمر البقاع».

البلد :

ليست النفايات المكدسة والتي تناثرت في الشوارع هي الفضيحة، على رغم ما يؤشر ذلك الى الدرك الذي وصلت اليه مؤسسات الدولة، حين تعجز عن حلّ ازمة النفايات المكدسة، الفضيحة ان لا مسؤول في البلد يعتبر نفسه معنيًا، لسان حال جميع المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين اتهام الدولة والآخر بتسميته او بعدم تسميته، من المسؤول في هذه الدولة ببساطة لا أحد مسؤول... بربكم هل من فضيحة اكبر من ذلك.
اليوم اضراب عام للمدارس والمؤسسات العامة والوزارات وغيرها ممن يطالبون بإقرار سلسلة الرتب والرواتب. فهل يحرك الاضراب ونهر النفايات المسؤولين؟
كان يجب ان يُعالَج هذا الملف قبل هطول الأمطار، وهذا ما حذّر منه وزير الاشغال غازي زعيتر، هذا لسان حال المسؤول فالى من توجه المسؤولية؟ وكان وزير الصحة وائل ابو فاعور أكد ان الحديث عن الكوليرا لا يزال بعيدا الا ان الواقع قد لامس الكارثة.
واضاف في حديث تلفزيوني: "لقد لامس الوضع حدود الكارثة وما رأيناه اليوم ستكون له مخاطر صحية في المستقبل لان ببساطة الضرر نتيجة تسرب عصارة النفايات للمياه الجوفية والمزروعات سيتسبب بأمراض لا يمكننا التكهن بأنواعها".
هل شكّلت الشتوة الاولى رصاصة الرحمة على الحكومة المترنحة تحت وطأة الضربات المتعددة والتي تتلقاها على خلفية ازمة النفايات والترقيات العسكرية؟ ام ان هذه الشتوة التي اغرقت شوارع بيروت والضواحي بالنفايات المتكدسة وسدت المجاري ستدفع الحكومة الى الانعقاد والانتهاء من قضية المطامر؟ وهل ستكون جلسة الحوار المرتقبة اليوم نقطة انطلاق نحو التشجيع على عقد جلسة للحكومة لوضع حد نهائي لأزمة النفايات؟ وفي هذا السياق، أكد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان في حديث تلفزيوني "أننا سنشارك في الحوار (اليوم)، لأننا نريد إعطاء فرصة للتواصل لتحقيق ما ننادي به، وسنحضر الى طاولة الحوار وفق ثوابتنا القائمة على العودة الى الشعب، وتأمين وصول الرئيس القوي، فالصفة الميثاقية لا تقبل البحث. ونحن منفتحون على النقاشات، لكن الدستور والميثاق والشراكة ليست وجهات نظر، بل يجب احترامها وتطبيقها".
وكان الرئيس سلام حدد الخميس مهلةً قصوى للانتهاء من ملف النفايات، وإلا فإنه في وارد اتخاذ قرار خطير بحجم الكارثة الاخلاقية البيئية. أما الآن فالمأمول أمران: إما أن يدعو سلام إلى اجتماع عاجل لمجلس الوزراء بمن حضر يضع فيه الشركاء موظفي الزبالة بالسياسة أمام مسؤولياتهم وينفّذ خطة شهيب، أو فلتستقل الحكومة لأن أي قرار اقل من الكارثة، كارثة.

الاخبار :

بعدما أهدرت السلطة السياسية فرصة إيجاد حلّ لأزمة النفايات بكثيرٍ من اللامبالاة منذ 2010، وقع المحظور، ودخلت الأمطار عاملاً جديداً على خطّ التأزيم، فطافت الزبالة فوق أنهار الماء في شوارع ساحل المتن الشمالي، وبدأت عُصارات النفايات في أكثر من 760 مكبّاً عشوائياً في مختلف المناطق تتسرب إلى باطن الأرض والمياه الجوفية، في ظلّ تهديد جدي بانتشار الأمراض والأوبئة.

السؤال عن الحل لا يفضي إلى جواب. فالسلطة عاجزة وتتخبّط، وتبدو خطة الوزير أكرم شهيب في طور الاحتضار، مع استمرار العرقلة السياسية، و«فلتان» الشارع وغياب هيبة الدولة مع الاعتراضات في المناطق على أماكن المطامر المقترحة.
في الأرقام، يُطمر يومياً حوالى 1000 طن من النفايات مصدرها الضاحية الجنوبية لبيروت قرب المطار الدولي، فيما تتوزّع أكثر من 600 طن من نفايات مدينة بيروت بين مكب برج حمود ونهر بيروت. ويرمى في مكبّ سرار في عكار وحده بين 450 و500 طن يومياً، عدا عن أطنان أخرى ترمى في 39 مكبّاً عشوائياً في عكار وحدها. أما الـ 100 ألف طن من النفايات المجمعة في بيروت وجبل لبنان، والتي كان سيجري نقلها فور البدء بتنفيذ خطة شهيب إلى مطمر الناعمة خلال أسبوع، فقد وصلت الآن إلى 300 ألف طن!


خطة شهيب تترنح
وعودة الحديث عن خيار
«تصدير» النفايات

 


وعلى رغم ما قيل عن جهود الوزير نهاد المشنوق «الحثيثة» لإقناع فاعليات عكار وبعض رؤساء اتحادات البلديات بالقبول بتحويل مكب سرار إلى مطمر، إلّا أنه بات مؤكّداً أن تيار المستقبل نفسه يعرقل فتح المطمر، ما لم يتمّ فتح مطمر آخر في البقاع الشمالي. بصريح العبارة، يرفض المستقبل فتح «مطمر سني» ما لم يفتح حزب الله «مطمراً شيعياً»! وسبق أن تم اقتراح مكانين لمطمرين في البقاع، الأول على سفح السلسلة الشرقية شمال كفرزبد، والآخر على السفح الشرقي للسلسلة الغربية في منطقة التويتي، إلّا أن الدراسات أشارت إلى عدم صلاحية المكانين بسبب الإمكانية الكبيرة لتسرب عصارة النفايات إلى المياه الجوفية، ووقوع الموقع الثاني فوق «فالق اليمونة».
ويؤكّد شهّيب لـ«الأخبار» أن «مكب سرار هو المكان الأفضل في لبنان. أصلاً، هناك أزمة كبرى في المكبات العشوائية في عكار، وهناك فرصة لتحويل المكب العشوائي إلى مطمر صحي، لكن هناك عرقلة كبيرة». ولفت الى أن «ما وصلنا إليه حذرنا منه منذ شهرين، لكننا وصلنا إلى هذه المرحلة نتيجة فقدان الجدية عند كثير من السياسيين، ونتيجة نظريات بعض المراهقين في علم البيئة، ونتيجة التحريض ضد كل شيء اسمه دولة والخطة من بعض الذين دخلوا على الحراك مستفيدين من ملفات النفايات». وشدد على أنه «يجب السير بالخطة بسرعة وإلّا ستكبر الأزمة». واعتبر أن «من غير المنطقي القول إن المناطق لا تريد تحمل نفايات بيروت. فالنفايات عندما ستفرز في العمروسية والكرنتينا، ستكون نفايات الطوائف جميعها، لا نفايات طائفة أو فئة معينة. هذا الكلام معيب».
ما الحل إذاً؟ في حال سقوط خطة شهيب كما تسير إليه الأمور، فإن العودة إلى خيار ترحيل النفايات يبدو مخرجاً مكلفاً ومعقداً أمام مجلس الوزراء. وبحسب أكثر من مصدر، فإن ثلاث شركات عادت للتواصل مع رئاسة الحكومة ومع لجنة شهيب، ووصل التفاهم مع إحداها إلى مراحل متقدمة. لكن الأزمة في مسألة التصدير سياسية، بسبب عدم انعقاد مجلس الوزراء، علماً بأن من غير المعلوم ما إذا كان الرئيس تمام سلام قد قرر إعادة طرح الأمر في مجلس الوزراء، عدا عن المشاكل التقنية، إذ يحتاج التحضير إلى ما بين 15 و20 يوماً للتوضيب في حال اتخاذ قرار الترحيل، مع ضرورة الحصول على موافقة البلد، وجهة الترحيل، فضلاً عن إجراءات التوضيب الخاصة التي يفترض أن تخضع للشروط العالمية لناحية التوضيب ومواصفات النفايات ونوعيتها. بالإضافة إلى أن هذا الحل مؤقت، لا يمكن أن تتعدى مدته السنة بسبب الكلفة العالية، وبعدها تعود البلاد إلى الأزمة نفسها.
وفيما يتردّد أن رئيس الحكومة يهدّد جديّاً بالاستقالة في حال عدم السير بخطة شهيب قبل يوم الخميس، نفت أوساط «وثيقة الصلة» بسلام أن «يكون قد صدر عن السرايا أو المصيطبة أي موعد محدد لتقديم الاستقالة». وذكرت الأوساط أن «الاجتهاد في تحديد موعد قد يكون على علاقة بما قاله وزير الزراعة من أنه سيكشف الحقائق الخميس حيال ملف النفايات وخطته التي يصطدم تطبيقها بعراقيل». وقالت إن «موعداً كهذا لا صحة له»، لكنها لم تخف «امتعاض سلام وتفكيره في ضرورة إحداث صدمة في البلاد قد تكون الاستقالة، بغية تحميل الأفرقاء جميعاً مسؤولية التدهور الذي يقودون البلاد إليه».
وأوضحت المصادر أن «سلام ملمّ بالأسباب الدستورية وأهمية غياب رئيس الجمهورية حيث يقتضي رفع الاستقالة إليه واعتماد آلية دستورية بغية ملء الشغور لئلا يفاقم الفراغ بفراغ»، بيد أن «الوضع الداخلي بات يتخبط في مشكلة سياسية متفاقمة وليست دستورية فحسب، ما يحتم ضرورة إحداث الصدمة، وخصوصاً أن استقالة الحكومة وتعطيل اجتماعاتها سيان، إذ إنها تصرف الأعمال من غير أن تستقيل».
وتوقفت الأوساط عند ما سمته «المشهد المخزي» لـ«سيول النفايات» أمس، وقالت إنها ناجمة عن الإهمال وتبادل النكايات بين الأفرقاء. على أنها أكدت أن «سلام لن يتخذ أي موقف من الاستقالة قبل استمزاج رأي رئيس مجلس النواب نبيه بري والتشاور معه نظراً الى حساسية قرار كهذا، أضف إن رئيس الحكومة يأخذ في الاعتبار أيضاً اجتماع طاولة الحوار الوطني اليوم واجتماع هيئة مكتب مجلس النواب غداً، عدا عن الجهود التي يبذلها بري لعقد جلسة قريبة للهيئة العامة للبرلمان، ما يقتضي أن تكون الحكومة حاضرة حيال هذه الاستحقاقات».